يستعد الهنود للمشاركة في أكبر ممارسة ديقراطية على الإطلاق في البلاد يوم 19 أبريل الجاري، باختيار برلمان جديد للسنوات الخمس المقبلة.
ويسعى رئيس الوزراء الهندي الحالي، ناريندرا مودي، للفوز بولاية ثالثة على التوالي.
ووفق المؤشرات الأولى التي أوضحتها استطلاعات الرأي، فإن حزب بهاراتيا غاناتا الذي يتزعمه مودي وحلفاؤه يُظهر تقدمًا.
وينافس حزب غاناتا، التحالف الوطني التنموي الشامل الهندي، والذي يتكون من أكثر من 20 حزبًا معارضًا بما فيهم المؤتمر.
وكان التحالف الوطني هو المسيطر على البرلمان لعقود من الزمن، حتى جاء بهاراتيا في عام 2014.
الناخبون في الهند
تُعتبر الهند الدولة الأكبر في العالم من حيث عدد السكان، إذ تضم 1.4 مليار نسمة، ومن المقرر أن يصوت الناخبون لـ543 نائبًا.
ويتم الاقتراع على 7 مراحل على مدار 6 أسابيع، تنتهي في الأول من يونيو، فيما يتم فرز الأصوات وظهور النتائج في 4 يونيو.
ويدلي 969 مليون مواطن بأصواتهم في تلك الانتخابات، وهو ما يعادل سكان كل من الولايات المتحدة وروسيا واليابان وبريطانيا والبرازيل وفرنسا مجتمعين.
وينقسم عدد الناخبين في الهند إلى 471 مليون مصوتة من اللإناث، و497 مليون مصوت من الذكور.
وهناك 18 مليون ناخب تتراوح أعمارهم بين 18 – 19 عامًا، و197.4 مليون ناخب بين 20 – 29 عامًا، و145 مليون ناخب بين 85 – 99 عامًا.
تفاصيل العملية الانتخابية
من المقرر أن تجرى العملية الانتخابية على فترات متقطعة وذلك لأسباب أمنية ولوجستية، وتوفر السلطات الاقتراع البريدي لأول مرة لتسهيل الأمور على كبار السن والمعاقين.
وأنشأت الحكومة الهندية نحو 1.5 مليون مركز اقتراع على مستوى البلاد، بهدف إحلال الديمقراطية في كل مكان في الهند.
وتوفر السلطات الهندية 5,500 مليون جهاز تصويت إلكتروني، و400 ألف حافلة، إلى جانب 15 مليون رجل أمن لتأمين العملية الانتخابية.
وتقع معظم مراكز الاقتراع في أماكن مثل المدارس والكليات والمراكز المجتمعية، ولكن هناك استثناءات بإنشاء مراكز اقتراع في حاويات الشحن وقمم الجبال وغيرها.
أرقام من المدن الهندية
تأتي ولاية أوتار براديش على على رأس الولايات الأكثر أهمية وهي الأعلى في نسبة السكان، إذ تضم أكثر من 240 مليون نسمة.
وتمتلك براديش أكبر عدد من المرشحين يمثلون 80 مقعدًا، ويحظى الحزب الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في تلك الولاية بوضع جيد في الانتخابات.
وقدمت الولاية من قبل 8 رساء وزراء للهند، وفاز حزب بهاراتيا جاناتا بـ 71 مقعدًا من أصل 80 مقعدًا في الولاية في عام 2014، في مقابل 62 مقعدًا في عام 2019.
في المركز الثاني تأتي مدينة أو ولاية ماهاراشترا والتي تضم 48 مقعدًا، ثم بنغال الغربية بـ42 مقعدًا، وولاية بيها بـ40 مقعدًا، وتاميل نادور بـ39 مقعدًا.
وعلى الطرف الآخر من القائمة، هناك 3 ولايات في الشمال الشرقي هم سيكيم، وناجالاند، وميزورام ومناطق أندامان، ولاكشادويب، ولاداخ الخاضعة للإدارة الفيدرالية، والتي تنتخب كل منها نائبًا واحدًا.
نظام الانتخاب
في الوقت الذي تحتاج جميع المناطق يومًا واحدًا فقط للتصويت، هناك ولايات تحتاج إلى وقت أطول.
وتقدم 6 أحزاب فقط في الانتخابات آلاف المرشحين، وهو أحزاب بهاراتيا جاناتا، وحزب المؤتمر، وحزب آم آدمي الحاكم في دلهي، والحزب الشيوعي الهندي (الماركسي).
وهناك 58 حزبًا معترفًا به على مستوى الدولة، إلى جانب مرشحين آخرين من عدة أحزاب صغيرة أخرى ضمن المعركة الانتخابية.
أبرز اللاعبين في انتخابات البرلمان الهندي
ناريندرا مودي
هو رئيس الوزراء الحالي الذي يعلق الآمال على الانتخابات لمد ولايته لفترة جديدة، ويًنظر له على أنه المرشح الأوفر حظًا.
وتُشير استطلاعات الرأي الأولية إلى تقدم واضح لـ مودي، وحال فوزه سيصل إلى الرقم القياسي الذي حققه أول رئيس وزراء هندي وهو جواهر لال نهرو، في عدد سنوات التواجد في المنصب.
ولدى مودي البالغ من العمر 73 عامًا الكثير من المؤيدين، والذين ينظرون إليه باعتباره مثال للحكم الرشيد الذي يسعى لوضع الهند ضمن مصاف الدول الكبرى.
ولكن على الناحية الأخرى يواجه مودي انتقادات تتعلق بخلفيته الهندوسية، والذي يرى البعض أن تستهدف الأقليات وتحاول تغيير النسيج العلماني للبلاد.
أميت شاه
وزير الداخلية الحالي، ويُنسب له الفضل في التخطيط الناجح للعمليات الانتخابية لحزب بهاراتيا جاناتا خلال السنوات الماضية.
وعر غرار مودي، يمتلك شاه شخصية جذابة تستقطب العديد من المؤيدين، ويعلق أنصاره الآمال عليه للدفاع عن العقيدة الهندوسية.
وينظر إليه على أنه القوة الدافعة وراء القوانين المثيرة للجدل، من إلغاء الحكم الذاتي الجزئي لكشمير إلى تشريع الجنسية الذي يصفه النقاد بأنه مناهض للمسلمين.
راهول غاندي
أحد أبرز زعماء المعارضة وهو واجهة حزب المؤتمر، والذي لم يفز مطلقًا من قبل بأي انتخابات تشريعية أو شغل منصب وزير.
وراهول حفيد أول رئيس وزراء للهند جواهر لال نهرو أول رئيس وزراء للهند المستقلة، كما شغل كل من جدته ووالده منصب رئيس الوزراء فيما بعد.
وقال النقاد إن شخصية غاندي المترددة هي التي تسببت في تعثر خطواته داخل عالم السياسة، ولكن عمل كثيرًا على دحض تلك الأفكار عنه.
ومن بين الجهود التي قام بها غاندي لتحسين صورته السياسية هي القيام برحلتين طويلتين في جميع أنحاء البلاد بهدف “توحيد الهنود ضد الكراهية والخوف”.
بريانكا غاندي
هي شقيقة راهول غاندي وحفيدة رئيسة الوزراء السابقة، أنديرا غاندي، التي حظيت بشهرة واسعة.
ويتردد اسم بريانكا قبل كل انتخابات في الهند، لما تتميز به من قدرة على التواصل مع الجماهير وشخصيتها الجذابة.
ويطالب الهنود بريانكا بالترشح في نتخابات البرلمان لهذا العام.
ارفيند كيجريوال
هو أحد الشخصيات المعارضة التي تلوح في الأفق بشأن الانتخابات هو أرفيند كيجريوال، رئيس وزراء دلهي المثير للجدل والذي يقبع حالياً في السجن.
وحظي كيجريوال على شهرته من نضاله في مناهضة الفساد، وتمكن حزبه “آم آدمي” الحديث نسبيًا من التغلب على حزب بهاراتيا جاناتا والكونغرس الهندي 3 مرات متتالية للسيطرة على العاصمة.
ولكن في مارس الماضي تم القبض على كيجريوال ضمن عدد من كبار قادة الحزب، بتهم الفساد.
وبينما نفى كيجريوال التهم الموجهة إليه، يخشى المؤيدون أن يؤدي اعتقاله إلى إضعاف الحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية.
المصدر: BBC