نشرت صحيفة “The Washington Post” مقالًا للكاتب المتخصص في الشؤون الخارجية، ديفيد إغناتيوس، حذّر فيه من احتمال نشوب صراع واسع في الشرق الأوسط، نتيجة للتصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، في ظل استمرار الحرب في غزة، والقتال بين لبنان والاحتلال، وهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.
إشعال فتيل لحرب كبرى
قال ديفيد إغناتيوس إن “إدارة بايدن استخدمت كل الأدوات الدبلوماسية والعسكرية لاحتواء الجوم الانتقامي الإيراني ضد إسرائيل، على أمل أن يتمكن الضغط الأمريكي من منع الصراع من التصعيد إلى كارثة على مستوى المنطقة”.
وأضاف “إغناتيوس”: “رغم أن هذا لا يشكل حدثًا هائلاً على غرار ما حدث في الحرب العالمية الأولى، إلا أنها لحظة تستحضر أحداث صيف عام 1914، عندما تحول الصراع الذي سعت كل القوى إلى تجنبه إلى أمر حتمي فجأة، وكان له عواقب لا يستطيع أحد التنبؤ بها”.
وأشار كاتب المقال أن المسؤولين الأمريكيين يأملون أن يكون أي تبادل للهجمات بين إيران وإسرائيل قصيرًا وقابلاً للاحتواء، وألا يجذب قوى أخرى.
واقتبس تصريحات للرئيس الأمريكي، جو بايدن، أطلقها يوم الجمعة، قال فيها إنه “يتوقع أن تضرب إيران إسرائيل عاجلا وليس آجلا” ردًا على هجوم 1 أبريل الذي أسفر عن مقتل سبعة من عناصر فيلق القدس في دمشق بسوريا.
وبعد يوم واحد، جاء الرد الإيراني، حيث أطلقت إيران دفعة كبيرة من المسيرات الهجومية والصواريخ التي وصلت إلى أجزاء واسعة من الأراضي المحتلة.
محاولة لمنع حرب أوسع
بيّن ديفيد إغناتيوس أن “الولايات المتحدة تتحرك على مسارين لتوجيه هذه الأزمة بعيدًا عما يمكن أن يكون دورة تصعيد مدمرة”.
وقال إنه “على الجبهة العسكرية، تؤكد كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على الدفاعات التي يمكن أن تحيد أي هجوم إيراني”، في إشارة إلى نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي القوي.
وحسب “إغناتيوس” فإن المسار الثاني سياسي، حيث حذر فريق “بايدن” إيران من خطر التجاوز، في رسائل أرسلها عبر السفارة السويسرية في طهران.
وقد رد الإيرانيون عبر السويسريين، يوم الأربعاء الماضي، بأنهم لا يريدون مواجهة مع الولايات المتحدة.
وأشار كاتب المقال أن الولايات المتحدة حاولت احتواء الغضب الإيراني، من خلال توجيه رسالة لطهران مفادها “على إيران أن ترد، ولكن سيتم احتواؤها”.
وقال “إغناتيوس” إن “التوتر كان واضحًا داخل الإدارة الأمريكية يوم الجمعة، ويبدو أن الحرب الأوسع التي سعى البيت الأبيض إلى تجنبها منذ 7 أكتوبر ممكنة في غضون وقت قصير”.
وعلى الرغم من أن استعراض العضلات العسكرية كان جزءًا من استراتيجية الرسائل الأمريكية، إلا أنه كان هناك أيضًا استخدام مكثف للقنوات الدبلوماسية من وراء الكواليس.
بعد هجوم دمشق، أرسلت إيران رسالة عبر سويسرا مفادها أن الولايات المتحدة مسؤولة عن الهجوم، وردت الإدارة الأمريكية على الفور من خلال السويسريين بنفي أي دور أمريكي، قائلة إن واشنطن لم تكن على علم بالخطط الإسرائيلية.
ويواصل مسؤولو الإدارة الأمريكية التبشير بوقف تصعيد الحرب في غزة وغيرها من أعمال العنف الإقليمية.
ويأمل البيت الأبيض في هذه الأزمة الأخيرة أيضًا، أنه بمجرد أن تتراجع إيران، فإن موجة العنف سوف تنحسر، لكن لا يبدو أن الرسالة لاقت اهتمامًا، وفقًا لـ “إغناتيوس”.
المصادر: