على الرغم من الفوائد العديدة للصيام على الصحة، إلا أن الامتناع عن الطعام قد يكون ضارًا في بعض الحالات المصابة بمرض السكري.
وبينما تُشير بعض الدراسات إلى أن الصيام قد يفيد مرضى السكري، لا توصي الجمعية الأمريكية للسكري بالصيام كأسلوب لإدارة المرض.
وبشكل عام، فإن الصيام يساعد على تقليل الالتهابات وفقدان الوزن وخفض نسبة الكوليسترول والتحكم في نسبة الجلوكوز في الدم.
وقد تكون بعض أنواع الصيام المتقطع مفيدة لمرضى السكر، ولكن بحسب موقع Webmd فإن الصيام لأكثر من 24 ساعة قد يكون خطيرًا على مرضى السكر.
فوائد الصيام لمرضى السكري
في الغالب ينصح الأطباء مرضى السكري ممن يعانون من زيادة الوزن بضرورة اللجوء إلى حمية لخفض وزنهم، والصيام أحد تلك الحلول.
من ناحية أخرى، تُشير بعض الدراسات إلى أن بعض المصابين بداء السكري من النوع الأول والذين التزموا بخطة الصيام تمكنوا من خفض جرعة الأنسولين.
وقد يحقق الصيام استفادة لبعض أعضاء الجسم المسؤولة بشكل أو بآخر عن مرض السكري.
وكمثال، يعمل الجسم على تخزين الجلوكوز الزائد في الكبد تحت مسمى “الجليكوجين”، ويستغرق نحو 12 ساعة لحرق تلك المادة.
وخلال الصيام، يبدأ جسمك في حرق الدهون بدلًا من الجليكوجين للحصول على الطاقة، مما يساعد على فقدان الوزن.
كما أن الصيام يمنح الكبد والبنكرياس المسؤولين عن صناعة الأنسولين والهرمون الذي يتحكم في نسبة السكر في الدم، فترة راحة.
ويساهم الصيام في تقليل تناول السعرات الحرارية اليومية بنسبة 75 إلى 100%، كما أنه يضبط ضغط الدم ويعزز حساسية الأنسولين.
وتُشير بعض الأبحاث إلى أن الصيام يطلق نوعًا من عمليات التطهير الخلوي التي تزيل الخلايا القديمة أو غير الصحية، وتسمح للخلايا الجديدة بالازدهار.
أضرار الصيام على مرضى السكري
تعتمد مخاطر الصيام على مرضى السكرى على حسب نوع المرض، والمضاعفات الموجودة لدى كل شخص.
وسيكون خطر الصيام أقل على مرضى السكري من النوع الثاني، والذين يتناولون دواءً واحدًا فقط للمرض.
وهناك أعراض جانبية للصيام يشعر بها معظم الأشخاص نتيجة لعدم تناول الطعام، مثل الجوع والانفعال وأحيانًا الصداع.
ولكن بالنسبة للسكري، فقد يواجه المرضى مخاطر خاصة مثل انخفاض مستويات السكر في الدم بشكل كبير.
وهذا يحدث للأشخاص الذين يعتمدون على أدوية الأنسولين للسيطرة على المرض.
وتتمثل مضاعفات نقص السكر في الدم في حدوث دوخة ورعشة وسرعة ضربات القلب وإغماء.
وفي أسوأ الأحوال قد تصل المضاعفات إلى الدخول في غيبوبة وربما الوفاة.
ويتعرض الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني لخطر متزايد لنقص السكر في الدم، خصوصًا إذا قضوا فترات طويلة دون تناول الطعام.
ويتمثل الخطر الثاني في الجفاف الناتج عن ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم، ويكون مرضى السكر من النوع الثاني هم الأكثر عرضة له.
ويزيد الصيام المتقطع من هذا الخطر، خصوصًا إذا كان الأشخاص يتناولون كميات طعام أقل من المعتاد، إذ إن الطعام يوفر ما يزيد عن ثلث احتياج الجسم من المياه.
وهناك مخاطر محتملة للجفاف مثل السكتة الدماغية والصداع النصفي وتلف الكلى.
على الجانب الآخر، قد يتسبب الإفطار في ارتفاع نسبة السكر في الدم إذا كان يعتمد على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات.
هل يجب على مريض السكري الصيام؟
هذا الأمر منوط بالرجوع إلى الطبيب، خصوصًا للمرضى من النوع الأول أو من يعانون من مشكلات صحية أخرى بسبب المرض.
وخلال الصيام يجب عليك الانتباه إلى مؤشرات السكر في الدم، وإذا ظهرت أعراض مثل الرعشة أو التعرق فلابد من وقف الصيام فورًا.
يجب أيضًا الانتباه إلى طبيعة طعام مريض السكري خلال الإفطار، من خلال اختيار وجبات صحية متوازنة بعيدة عن الكربوهيدرات.
ولابد من توخي الحذر عند ممارسة التمارين الرياضية القاسية والتي قد تؤدي لخفض مستويات السكر في الدم، ومحاولة الحفاظ على رطوبة الجسم خلال الفترات السابقة للصيام.
أطعمة مفيدة لمرضى السكري في الصيام
وجبة السحور
ستكون وجبة الإفطار هي الأساس الذي يعتمد عليه مريض السكري خلال فترة الصيام ولذلك يجب على المريض عد إهمالها.
ولابد من أن تكون وجبة السحور غنية بالعناصر الغذائية المفيدة، وستكون الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب والشوفان والبرغل خيارات جيدة.
وتعمل تلك الأطعمة على خفض نسبة السكر في الدم ويتم امتصاصها بشكل أبطأ.
ويجب الانتباه إلى حصص الكربوهيدرات في الطعام، بما يحسن إدارة مستويات السكر في الدم.
احرص على تناول الحمص والفاصوليا فهي من المصادر الجيدة للبروتين وبها نسبة عالية من الألياف، هذا بخلاف الفواكه والخضروات التي تمنع الإمساك وتحافظ على صحة القلب.
وينصح الأطباء بشرب كمية كافية من السوائل الخالية من السكريات الصناعية والكافيين قبل الصيام، لتجنب التعرض للجفاف خلال نهار رمضان.
وجبة الإفطار
من السنة كسر الصيام على التمر، ويمكن الاكتفاء بتمرة واحدة بالنسبة لمرضى السكري لتجنب الإفراط في الكربوهيدرات.
حاول ترطيب جسمك بالسوائل الخالية من السكر، والماء هو الخيار الأفضل، وتجنب المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة لأنها سترفع نسبة السكر في الدم.
واحذر من تناول الحلوى بكميات مبالغ فيها، إذ إن بعضها يحتوي في القطعة الصغيرة منه على نسب عالية من الدهون والسكر مثل البقلاوة.
تناول الأطعمة المقلية والدهنية باعتدال، حتى لا ترتفع نسبة الكوليسترول أو تؤدي لزيادة الوزن وتضر بصحة القلب.
اقرأ أيضًا
هل يمكن للساعات والخواتم الذكية قياس نسبة السكري في الدم؟
تأثير حليب الإبل على مرضى السكري وهشاشة العظام
وجبة أسبوعيًا تكفي.. تناول اللحوم الحمراء مرتبط بالإصابة بالسكري