تعثرت هدنة رمضان في السودان قبل أن تبدأ بعد أن دوت أصوات القصف والانفجارات العنيفة في أرجاء العاصمة الخرطوم، أمس الإثنين.
وكانت الحكومة السودانية وضعت 4 شروط للهدنة، والتي تشمل خروج قوات “الدعم السريع” من المناطق التي تسيطر عليها كافة في العاصمة.
وقالت الخارجية الأميركية إن المبعوث الجديد الخاص إلى السودان، توم بيريللو، من المقرر أن يبدأ جولة، أمس الإثنين، وذلك لبحث جهود إنهاء الحرب مع الشركاء في أفريقيا والشرق الأوسط.
كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعا الإثنين إلى وقف إطلاق النار في غزة والسودان خلال شهر رمضان المبارك.
وبحسب ما نقلته وكالة “شينخوا” الصينية، فإنه حتى الآن لا زال القتل والتفجير يحدث في غزة.
عرقلة الهدنة
وفق ما نلقته رويترز عن قائد كبير في الجيش السوداني، فإن تنفيذ هدنة رمضان في السودان مرهون بخروج قوات الدعم السريع من المواقع المدنية والعسكرية في الخرطوم.
ويأتي بيان ياسر عطا، نائب قائد الجيش، بعد أن أعلن الجيش عن تقدم في أم درمان، وهي جزء من العاصمة الأوسع.
وبينما قالت قوات الدعم السريع إنها ترحب بالهدنة في رمضان، قال عطا إن التزام الجماعة شبه العسكرية بالتعهد التي توصلت إليه خلال المحادثات في مايو الماضي هو شفرة فرض الهدنة.
وشدد عطا أيضًا على ضرورة انسحاب محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع الشهير بـ “حميدتي”، من المشهد السياسي المستقبلي في السودان وكذلك عائلته.
وقال عطا في كلمته بولاية كسلا أمام خريجي الجيش “هناك من يتحدث عن هدنة في رمضان. ليس هناك هدنة بأمر الجيش والشعب”.
من جانبها قالت قوات الدم السريع إن الجيش السوداني رفض عرضًا بتسليم 537 أسير حرب محتجز لديه عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
واعتبرت القوت شبه العسكرية أن هذا الرفض دليلًا على عدم توافر النية الحسن بشأن تنفيذ هدنة رمضان.
بدوره نفى الجيش تلقيه أي مبادرات من قوات الدعم السريع عبر الصليب الأحمر، وأنه لا يملك معلومات عن العرض المزعوم.
ومنذ اندلاع الأزمة، باءدت العديد من المحاولات الدولية بالفشل في وقف إطلاق النار بين الطرفين.
ووفق إحصائيات الأمم المتحدة، هناك نحو 25 مليون شخص (حوالي نصف سكان السودان) يحتاجون إلى المساعدات، بينما فر قرابة 8 ملايين شخص من منزله.
وحذرت الأمم المتحدة من ارتفاع أعداد الجائعين، فيما تتهم واشنطن الطرفين المتحاربين بارتكاب جرائم حرب.
معاناة السودانيين
تتفاقم الأوضاع الاقتصادية للسودانيين في قطاعات واسعة من الشعب، والتي زادت مع دخول شهر رمضان.
ولم تسلم المناطق الآمنة في السودان من تأثيرات الوضع الاقتصادي المتدهور.
ويُشكّل الأمن الغذائي في السودان كارثة حقيقية، إذ إن أقل من 5% هناك يستطيعون تناول وجبة كاملة، وفق منظمة الصحة العالمية.
ويواجه السودانيون ندرة في السلع الأساسية بجانب عدم توفر السيولة النقدية، بسبب توقف معظم البنوك.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي ،2023 وسط توترات بشأن خطة الانتقال إلى الحكم المدني.
ونفذ الفصيلان انقلابًا في عام 2021 أدى إلى إخراج المرحلة الانتقالية السابقة عن مسارها بعد الإطاحة بالزعيم الاستبدادي السابق عمر البشير في عام 2019.
المصدر: رويترز
اقرأ أيضًا
“جدة” المنبر الآمن للأزمة السودانية
لماذا يتسابق الجيش السوداني والدعم السريع للسيطرة على أم درمان؟
تصفيات عرقية ومئات الآلاف من النازحين.. ماذا حدث في السودان؟