واجهت مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات بتعمد حجب المحتوى الداعم لفلسطين منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو ما دفعها للرد على هذه الادعاءات للحفاظ على سمعتها لدى جمهورها.
هل تتدخل الشبكات الاجتماعية لحجب المحتوى الداعم لفلسطين؟
قالت كبرى شبكات التواصل الاجتماعي في العالم إن مزاعم قمع الأصوات الداعمة لفلسطين بشكل متعمد ومنهجي غير صحيح.
أحد أبرز الانتقادات التي شهدتا الفترة الأخيرة، جاء عن طريق الملكة رانيا العبدالله، التي هاجمت المنصات الكبرى بدعوى تقييد المحتوى المتعلق بالفلسطينيين حول الحرب.
وقالت الملكة رانيا، خلال “قمة الويب” في قطر: “قد يكون من المستحيل تقريبًا إثبات أنك محظور أو خاضع للرقابة، لكن من الصعب على المستخدمين أن يثقوا بالمنصات التي تتحكم في محتواهم من الظل، بناء على معايير غامضة”.
وأفاد تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” حول الموضوع، إن المنصات الاجتماعية تعتمد على أدوات آلية لإزالة المحتوى أو تعديل ترجمة المحتوى المتعلق بفلسطين.
ردًا على هذه الادعاءات، قال حسين فريجه، نائب رئيس “Snapchat” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن “المنصات الاجتماعية لديها دور مهم في المنطقة”.
وأضاف “فريجه”: ”لدينا جميع الخوارزميات المعمول بها لإدارة المحتوى، ونستخدم مكونًا بشريًا للتأكد من أنه آمن لمجتمعنا من المستخدمين”.
يذكر أن منصات مثل “Snapchat” و”Instagram” و”Facebook” المملوكة لشركة “Meta” أصبحت مصدرًا رئيسيًا للمستخدمين الذين يبحثون عن محتوى ومعلومات حول الصراع، في ظل منع إسرائيل دخول الصحفيين قطاع غزة.
اعتماد كبير على وسائل التواصل الاجتماعي
وفقًا لتقرير “اليونسكو” لعام 2023، يحصل الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الآن على معلوماتهم من “يوتيوب” و”إنستغرام” و”فيسبوك”.
وحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن أكثر من نصف السكان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هم تحت سن الثلاثين، ويعتمد ما يقرب من ثلثيهم على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار.
ومنذ أكتوبر الماضي، أبلغ العشرات من مستخدمي “إنستغرام”، أن المنشورات أو القصص، التي تتضمن لقطات أرضية للحرب في غزة أو تعليقات اجتماعية لأصوات فلسطينية أو مؤيدة للفلسطينيين، حظيت بمشاركة أقل من المنشورات الأخرى الخاصة بهم.
أبلغ هؤلاء المستخدمون أنفسهم أن المنشورات غالبًا ما تستغرق وقتًا أطول حتى يراها المتابعين، أو يتم تخطيها أحيانًا في سلسلة من القصص.
وقال آخرون إن منصة “Instagram” حذفت بعض المنشورات وقيل لهم أن هذه المنشورات فشلت في اتباع “إرشادات المجتمع”.
وخلص تقرير “هيومن رايتس ووتش” حول الرقابة المزعومة لشركة “Meta”، إلى أن :الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام لديها سجل موثق جيدًا من حملات القمع الواسعة النطاق على المحتوى المتعلق بفلسطين”.
وقال متحدث باسم “Meta” إن التقرير “يتجاهل حقائق تطبيق سياساتنا على مستوى العالم خلال صراع سريع الحركة وشديد الاستقطاب ومكثف، مما أدى إلى زيادة المحتوى الذي يتم الإبلاغ عنه إلينا”.
وأضاف: “تم تصميم سياساتنا لمنح الجميع صوتًا مع الحفاظ في نفس الوقت على منصاتنا آمنة، فنحن نعترف بسهولة بأننا نرتكب أخطاء يمكن أن تكون محبطة للناس، لكن التلميح بأننا نقمع صوتًا معينًا بشكل متعمد وممنهج هو أمر خاطئ”.
المصادر:
اقرأ أيضًا
عصر التواصل الاجتماعي.. هل أصبحت القنوات التلفزيونية بلا أهمية؟