تقنية

لماذا لم تفز لقاحات كورونا بجائزة نوبل؟

رغم الآمال الكبيرة في أن تعترف إحدى لجان نوبل بالبحث عن اللقاحات التي تم تطبيقها على المليارات حول العالم وأنقذت أرواحًا لا تُعد ولا تُحصى، فقد ذهبت جوائز نوبل العلمية هذا العام بدلًا من ذلك إلى إنجازات أساسية كان من المتوقع أن تفوز بها.

أعرب بعض العلماء عن دهشتهم وخيبة أملهم من حذف لقاحات كورونا، لا سيما تلك التي تم تطويرها باستخدام تقنية messenger RNA، والتي أطلقت فئة جديدة من اللقاحات.

المطلعون على جائزة نوبل والمراقبون يقولون إن التوقيت والتفاصيل الفنية والسياسة تعني أن الفوز هذا العام كان بعيد المنال.. لكن تطورات وتأثيرات اللقاحات تشير إلى أنه لا ينبغي أن يمر وقت طويل قبل أن يتلقى الباحثون الذين يقفون وراء العمل خبر ترشيحهم للجائزة.

لم يعمل التوقيت لصالح لقاحات كورونا للفوز بنوبل هذا العام، فتقديم الترشيحات لجوائز هذا العام يجب أن تتم بحلول الأول من فبراير، كان هذا بعد أكثر من شهرين من إثبات نجاعة اللقاحات وإثبات قوتها في التجارب السريرية، ولكن قبل أن يكون تأثيرها على الوباء واضحًا تمامًا، غير أن المتابعة مازالت مستمرة حتى الآن.

جوائز أخرى

بدأت لقاحات كورونا بالفعل في حصد جوائز علمية كبرى: في الشهر الماضي، ذهبت إحدى جوائز “بريك ثرو” البالغة 3 ملايين دولار أمريكي إلى عالمين طوّرا تعديلات أدت إلى إسكات الاستجابات المناعية غير المرغوب فيها وكانت فعالة في لقاحات موديرنا وفايزر، كما فاز نفس الباحثين بإحدى الجوائز السنوية لمؤسسة Lasker (التي يعتبرها البعض من المتنبئين بجوائز نوبل)، تميل لجان نوبل إلى الاهتمام بمكافأة الأبحاث التي صمدت أمام اختبار الزمن، بدلًا من أحدث التطورات.

إذا مُنحت اللقاحات جائزة نوبل، فستحتاج اللجنة إلى اتخاذ بعض القرارات الصعبة بشأن من يجب الاعتراف به ولأي سبب، لذا فإنه ليس من المدهش حقاً أنهم تريثوا في منح الجائزة للقاحات، إذ يُتوقع أن تنظر اللجنة إلى ما وراء الفرق الأكاديمية والشركات التي طورت اللقاحات، وأن تركز بدلًا من ذلك على المزيد من الأعمال التأسيسية، لذلك لم يكن من الواضح تمامًا من يجب أن يكون الفائزون.

يتفق مع ذلك أرتورو كاساديفال، عالم الأحياء الدقيقة في كلية جون هوبكنز بلومبرج للصحة العامة الأميركية، الذي يشير إلى أن تطوير اللقاحات له جذور عميقة في العديد من التخصصات: “أعتقد أن لقاحات الرنا المرسال هي مرشح واضح لنيل الجائزة. أتخيل أن اللجنة تأخذ وقتها لفرز المساهمات التي يجب الاعتراف بها، ذلك لأن العديد من المجالات ساهمت في إنجاح هذه اللقاحات”.

لذا فإن العمل على كل هذا سيستغرق وقتاً بالطبع؛ إذ يجب على اللجنة أن تنسب الفضل إلى الأشخاص المناسبين، ومن أجل الاكتشاف الصحيح.