في ربوع المملكة العربية السعودية، تُنشد حكايات التراث عبر رقصة تقليدية عريقة تُعرف باسم الدحة وأحيانًا يطلق عليها اسم أنفاس الفرسان.
تُعدّ هذه الرقصة رمزًا للثقافة السعودية، وتعكس أصالة الماضي وحاضرًا نابضًا بالحياة.
وتُجسّد الدحة السعودية حكاية تراث عريق يُقاوم الزمن، وتُؤكد على أصالة الثقافة السعودية وجمالها.
كما تُعدّ هذه الرقصة رمزًا للوحدة الوطنية، وتُساهم في تعزيز الشعور بالانتماء بين أفراد المجتمع السعودي، ولذلك تكون حاضرة في المناسبات.
أصل وتاريخ رقصة الدحة
تُنسب رقصة الدحة إلى البدو الرحل في شمال المملكة العربية السعودية، حيث نشأت كطقس حربي لإثارة الحماسة والشجاعة قبل المعارك.
ومع مرور الزمن، تطورت الرقصة لتُصبح جزءًا من مختلف المناسبات الاجتماعية والوطنية.
خصائص وأسلوب الدحة
تتميز رقصة الدحة بمجموعة من الخصائص الفريدة، تشمل: الأداء الجماعي؛ إذ يُشارك في الرقصة مجموعة من الرجال في صفوف متقابلة، ما بين 20 إلى 40 رجلًا
كما تعتمد الرقصة على إيقاعات منتظمة تصدر من التصفيق والهتاف، وتتضمن الرقصة قصائد تُلقى من قبل شاعر في وسط الصف، تُمجّد الوطن وتُحيّي البطولات.
ويتناوب الصفان الرد بقصائد المدح والفخر والغزل، بأسلوب قصصي، وتأتي حركة “الدحة” في نهاية الإنشاد الشعري.
وفيها يؤدي “الحاشي” أو المحوشي رقصة بالسيف أو العصا أمام الصف أو بين الصفين مرتديًا البشت، ويلاعبه عادةً شخص آخر.
وفي هذه الأثناء تصفق الصفوف بشكل جماعي له إيقاع حركي حماسي يتوافق فيه الصف بشكل متقارب في أداء الصوت والحركة.
تُؤدى الرقصة بحركات رمزية تحاكي القتال أو الفروسية، ويرتدي المؤدون ملابس تقليدية مثل البشت والعقال.
مناسباتها وأهميتها
تُؤدى رقصة الدحة في مختلف المناسبات الوطنية مثل يوم التأسيس واليوم الوطني السعودي، وكذلك في المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والمهرجانات ومختلف الاحتفالات.
تُعدّ الرقصة رمزًا للوحدة الوطنية، وتُساهم في تعزيز الشعور بالانتماء بين أفراد المجتمع السعودي، كما تُتيح فرصة لإبراز المهارات الشعرية وتُساهم في الحفاظ على التراث الثقافي السعودي.
اقرأ أيضًا
من ذاكرة العمران السعودي.. هيئة التراث تعلن تسجيل 1138 موقعًا جديدًا
هيئة التراث.. تحوّل من الاكتشاف إلى الحفظ واتجاه نحو النمو والاستدامة
العلا.. لمحات من تاريخ حافظة التراث الإنساني والثقافي والجمال الطبيعي بالمملكة