بعد مرور أكثر من 5 سنوات على الواقعة، ما زال الثقب الذي تم العثور عليه في مركبة الفضاء الروسية Soyuz MS-09 عند وجودها في محطة الفضاء الدولية، يشكل لغزًا على الرغم من انتشار العديد من المعلومات حول أن سيرينا أونيون تشانسيلور، رائدة فضاء ناسا، قامت عمدًا بحفر ثقب في المركبة الفضائية الروسية، وقد شككت وكالة ناسا علنا في هذه الإشاعات.
بداية رحلة Soyuz MS-09
انطلقت المركبة الروسية Soyuz MS-09 باتجاه الفضاء من كازاخستان في 6 يونيو 2018، حيث تم نقل ثلاثة من أفراد الطاقم سيرينا شانسلور من وكالة ناسا، ورائد الفضاء الروسي سيرجي بروكوبيف، ورائد فضاء وكالة الفضاء الأوروبية ألكسندر غيرست إلى المحطة الفضائية الدولية كجزء من مهمة مدتها ستة أشهر تنتهي في 20 ديسمبر 2018.
اكتشف مركز التحكم الأرضي للمهمة في كل من هيوستن وموسكو علامات على تسرب ضغط دقيق أدى إلى فقدان بسيط في ضغط المقصورة، يوم 29 أغسطس 2018.
وفي اليوم التالي للتسرب، توصل ستة من أفراد الطاقم إلى وجود ثقب يبلغ قطره 2 ملم في المقصورة المدارية، أو القسم العلوي، للمركبة الفضائية Soyuz MS-09 الملحقة بوحدة Rassvet من الجزء الروسي، علمًا بأن هذا جزء من سفينة سويوز لا يعود إلى الأرض.
وعمل مركز التحكم في المهمة مع الطاقم الموجود على متن المركبة لإصلاحها باستخدام الإيبوكسي على قطعة من الشاش لسد الثقب، ولم يتعرض الطاقم لأي خطر، حيث واصلوا مهمتهم التي استمرت ستة أشهر.
اتهامات بالإتلاف المتعمد
أفادت بعض وسائل الإعلام الروسية على لسان مصادر لم تفصح عنها، بأن الثقب ربما تم حفره عمداً من قبل أحد أفراد الطاقم في الفضاء.
ومن جانبه قال رئيس وكالة الفضاء روسكوزموس آنذاك ديمتري روجوزين: “نحن ندرس جميع النظريات، وتم رفض القصة المتعلقة بتأثير نيزك لأنه من الواضح أن هيكل سفينة الفضاء قد تأثر من الداخل، ومع ذلك، من السابق لأوانه تأكيد ما حدث، لكن يبدو أن ذلك تم ذلك بواسطة يد بشرية لأن هناك آثارًا لحفر ينزلق على طول السطح، نحن لا نرفض أي نظريات”.
نتائج غير حاسمة
أصدرت ناسا وروسكوزموس بيانًا مشتركًا في 13 سبتمبر 2018، أعلنتا فيه عن خطة وكالة الفضاء الروسية “لإنشاء لجنة بقيادة روسكوزموس للتحقيق في سبب التسرب” واعترفت بالتكهنات المتداولة في وسائل الإعلام فيما يتعلق بالسبب المحتمل للتسرب.
وأفادت وكالة ريا نوفوستي الروسية في عام 2021 أن التحقيق قد اكتمل وأرسلت النتائج إلى مسؤولي إنفاذ القانون لاتخاذ الخطوات التالية، وظهرت تقارير في وسائل الإعلام الروسية تفيد بأن رائدة الفضاء الأمريكية سيرينا أونيون تشانسيلور قامت بحفر الثقب في مركبة الفضاء، بسبب معاناتها بعد علاقة رومانسية فاشلة مع أحد أفراد الطاقم.
وأكدت وكالة تاس في نفس الفترة أنه لا يمكن أن يكون الثقب قد حدث أثناء وجود المركبة الفضائية على الأرض، بل تم حفره بواسطة شخص أثناء وجوده في الفضاء، ولم يتم تقديم مزيد من التفاصيل، وحتى الآن، ليس من الواضح أنه تم اتخاذ أي إجراءات للمتابعة.
ومن جانبها دعمت وكالة ناسا ائدتها، حيث أكد مدير ناسا، بيل نيلسون، وكاثي لودرس، المدير المساعد للعمليات الفضائية في ناسا، أن جميع رواد فضاء ناسا، بينهم سيرينا أونيون تشانسلور يحظون باحترام كبير، ويخدمون بلادهم، ويقدمون مساهمات لا تقدر بثمن للوكالة، وأن ناسا تدعم سلوك سيرينا أونيون تشانسلور المهني، وأنهم لا يعتقدون أن هناك أي مصداقية للاتهامات الموجهة لها.
وفي النهاية بعد مرور أكثر من 5 سنوات لا يزال من غير الواضح من أو ما الذي تسبب في الثقب، على الرغم من أن العديد من الخبراء يتفقون على أنه من المحتمل أن يكون بسبب عيب في التصنيع.
أغرب الصور التي رصدت الفضاء في عام 2023