صحة

هل انتظام النوم أكثر أهمية من مدة النوم؟

النوم المنتظم

ربطت دراسة جديدة عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم بالمشكلات الصحية، مثل أمراض القلب والكلى وارتفاع ضغط الدم والاكتئاب.. وغيرها.

وقارن بحث جديد نُشر في وقت سابق من هذا العام في مجلةSleep ، قارن بين مدى اتساق الأشخاص مع مواعيد نومهم واستيقاظهم ومدة نومهم أثناء الليل.

ووجد مؤلفو الدراسة أن انتظام النوم يتنبأ بشكل أفضل بخطر وفاة الشخص.. مقارنة بمدة النوم، أي أن الانتظام أكثر أهمية من المدة عندما يتعلق الأمر بعادات النوم.

العلاقة الصحة وانتظام النوم

ركزت دراسة النوم على بيانات من حوالي 61000 مشارك من مجموعة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، كان عمر المشاركين في المتوسط ​​حوالي 63 عامًا، وكان ما يزيد قليلًا عن نصفهم من النساء.

ولمدة أسبوع واحد، تتبع الباحثون نشاطهم عبر رسم بياني، وهو مشابه للساعة الذكية، سمح هذا الجهاز للباحثين بتقدير الوقت الذي ينام فيه كل شخص ويستيقظ كل يوم، مع الأخذ في الاعتبار القيلولة، والنوم المتقطع، والفترات التي كان فيها الناس مستيقظين في منتصف الليل.

وجرى استخدام البيانات لتحديد “مؤشر انتظام النوم” لكل شخص، والذي يصف مدى اتساق النوم على مقياس من صفر إلى 100، ويمثل الأخير نومًا منتظمًا تمامًا.

وبمقارنة بيانات الوفيات للمشاركين، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين سجلوا ما لا يقل عن 71.6 على مؤشر انتظام النوم لديهم خطر أقل بنسبة 20% إلى 48% للوفيات الناجمة عن جميع الأسباب.

كما انخفض خطر الوفاة بسبب السرطان لدى هذه المجموعة بنسبة تتراوح بين 16% و39%، كما انخفض خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 22% إلى 57%.

وبينما ارتبطت فترات النوم الأطول أيضًا بانخفاض خطر الوفاة، كان انتظام النوم مؤشرًا أفضل لخطر الوفاة، وهذه ليست الدراسة الحديثة الوحيدة التي تؤكد على أهمية عادات النوم المنتظمة.

تؤكد هذه الدراسة وجود ارتباط -وليس علاقة سببية- بين النوم المنتظم وتحسين النتائج الصحية، كما يقول ريتشارد كاستريوتا، دكتوراه في الطب، وأخصائي الرعاية الحرجة الرئوية وطب النوم في جامعة جنوب كاليفورنيا.

أهمية انتظام النوم

تقول سارة نوفاكوفسكي، الأستاذة المساعدة في الطب ومقدمة طب النوم السلوكي في كلية بايلور، إن الأبحاث الناشئة تربط النوم بإيقاعات الساعة البيولوجية.

وأشارت إلى أن: “كل شيء في أجسامنا يعمل على مدار 24 ساعة: شهيتنا، وهرموناتنا، وذروة أدائنا، ونومنا”، تتأثر إيقاعات الساعة البيولوجية بالضوء والظلام، وكذلك بالوراثة والروتين.. عندما تكون دورات نوم الشخص غير متزامنة مع بيئته وساعة الجسم الداخلية، فقد يؤدي ذلك إلى المشكلات الصحية.

على الرغم من أنه ليس بنفس درجة اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، فإن العديد من الأشخاص لديهم دورة نوم واستيقاظ متقطعة طويلة الأمد، حيث يكونون مستيقظين عندما يريد جسمهم النوم، أو العكس.

وقد وجدت الأبحاث السابقة أن هذا الاضطراب في إيقاع الساعة البيولوجية، خاصة عند الأشخاص الذين يعملون بنظام الورديات، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات المناعة الذاتية.

روتين النوم المنتظم

التوصل إلى جدول ثابت للنوم والاستيقاظ هو أول ما يوصي به الخبراء إذا أراد الناس تحسين نومهم.

يقول كاستريوتا: “حدد وقتًا للنوم في المتوسط.. بغض النظر عن الوقت الذي تذهب فيه للنوم، بغض النظر عما إذا كان ذلك في عطلة نهاية الأسبوع أو أحد أيام الأسبوع، وما إذا كان لديك عمل أو مدرسة، استيقظ في نفس الوقت كل يوم”.

علاوة على هذا الوقت المحدد للاستيقاظ، يجب على الأشخاص التخطيط للحصول على حوالي 7 أو 8 ساعات من النوم وتحديد جدولهم الزمني وفقًا لذلك.

ولجعل الأمر أسهل، يجب على الناس أن يأخذوا بعض الوقت قبل ذلك “للتهدئة”، كما قال كاستريوتا، مضيفًا: “تجنب التلفزيون والهاتف والكمبيوتر والضوء الأزرق، قد يكون من المفيد أيضًا أخذ حمام دافئ قبل النوم وتجنب أي منبهات مثل الكافيين”.

 

اقرأ ايضا :

ماذا يحدث عندما تتناول الكثير من البيوتين؟

لحياة بجودة أعلى.. تدشين مسارات الدراجات الهوائية بالمدينة المنورة

لماذا يحذر الأطباء من النظارات الشمسية المقلدة؟