بدءاً من صور تلسكوب إقليدس الفضائي وحتى اكتشاف سر في قلب سديم السرطان، ثمة صور فضائية عديدة أذهلت العقول في عام 2023، وهو ما نستعرضه في السطور التالية:
صور تلسكوب إقليدس الفضائي
تم إطلاق تلسكوب إقليدس التابع لوكالة الفضاء الأوروبية إلى مداره على متن صاروخ SpaceX Falcon 9 هذا العام، علماً بأنه تم تصميم التلسكوب لرسم خريطة لتكوين “الكون المظلم” – وهو الاسم الجماعي الذي يطلق على المادة المظلمة والطاقة المظلمة – ولكنه أيضًا رائع في التقاط صور واسعة الزاوية للكون.
والصور الأولى التي التقطها التلسكوب الفضائي فيها تكثر السحب الغازية الضعيفة ومجموعات النجوم المتوهجة والمجرات الحلزونية الدوامة.
ولعل منها صورة سديم رأس الحصان، وتقع هذه الحضانة النجمية على بعد 1500 سنة ضوئية في سديم أوريون، وهي أقرب منطقة لتشكل النجوم إلى الأرض، وهي مليئة بالنجوم المتلألئة تحت ضباب متدفق من الغاز والغبار.
سديم حلقة JWST
تبدو هذه الصورة وكأنها عين كونية ترى كل شيء أو البقايا المؤسفة لكعكة هلامية كبيرة الحجم سقطت من ارتفاع كبير، وهذه الصورة التي التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) للسديم الدائري الذي يبعد 2000 سنة ضوئية لديها الكثير لتستوعبه.
سُميت على اسم حلقاتها المركزية الكبيرة والحلقات الخارجية العشرة متحدة المركز، وقد تشكلت طبقات سحابة الغاز المسحوقة هذه كعمل أخير لنجم يحتضر، والذي تخلص من طبقات الغاز التي تم سحبها بعد ذلك إلى حلقات دخان ضخمة بواسطة نجم مجاور أصغر.
قارن هذه الصورة بصورة التقطها تلسكوب هابل الفضائي عام 2013، ومن السهل جدًا تقدير القوة غير المسبوقة لـ JWST.
نجم “موثرا” العملاق
يكشف تلسكوب جيمس ويب عن نجم “موثرا” العملاق في أكثر صورة ملونة للكون تم التقاطها على الإطلاق.
تم التقاط هذا العرض المذهل للنجوم والمجرات عبر مجموعة المجرات MACS0416، المأخوذ بأدوات التصوير القوية بالأشعة تحت الحمراء الخاصة بـ JWST، على بعد 4.3 مليار سنة ضوئية من الأرض.
يوجد داخل الكرنفال الكوني دواليب من المجرات، وأشرطة من الغبار، والنيون المشوه لضوء النجوم البعيد الذي تمدد بفعل الجاذبية الفضائية لمجموعات النجوم الهائلة.
والصور مثل هذه ليست مفيدة فقط لإثارة عقولنا، حيث يتم التقاط شاشة العرض البانكروماتية بأطوال موجية متعددة من الضوء في مساحة واحدة. ومن خلال قياس التحولات في هذه الأطوال الموجية بسبب التوسع المستمر للكون، يمكن لعلماء الفلك تحديد المسافات بين العديد من الأجسام الخلفية والأمامية.
حلقات “مخفية” لأورانوس
تم الكشف عن حلقات “مخفية” لأورانوس في صور تلسكوب جيمس ويب المبهرة الجديدة. فالكوكب الخارجي البارد أورانوس، الذي يقع على بعد حوالي 1.8 مليار ميل (2.9 مليار كيلومتر) من الشمس، لا يُنظر إليه على أنه “كوكب ذو حلقات”، ولكن ذلك لأن حلقاته باهتة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها بواسطة معظم التلسكوبات.
ويمكن رؤية إحدى عشرة حلقة من أصل 13 حلقة للكوكب في هذه الصورة. الحلقتان الأخيرتان خافتان للغاية بحيث لا يمكن رؤيتهما إلا عندما يميل الكوكب لمواجهة الأرض بحيث تتداخل جميع حلقاته. حدث ذلك آخر مرة في عام 2007، عندما التقط تلسكوب هابل الفضائي المجموعة الكاملة. وستكون الفرصة التالية في عام 2091، بمجرد أن يدور الكوكب على جانبه بدرجة كافية بالنسبة للأرض ليمنحنا النظرة الخاطفة التالية.
سر في قلب سديم السرطان
توجد في قلب سديم السرطان بقايا نجم منفجر. لقد تحول إلى مستعر أعظم في عام 1054 بعد الميلاد، وأصبحت قشرة النجم الضخم الموجود في قلب السديم الآن نجمًا نيوترونيًا، ينشر بسرعة خطوطًا من الغاز في كل الاتجاهات.
أدى تدريب كاميرا تلسكوب جيمس ويب الفضائي على هذا السديم إلى الكشف عن خيوط غازية ناعمة ذات لون أحمر برتقالي تتخللها حبيبات غبار صفراء وبيضاء وخضراء. لكن هذا التوهج الدخاني الأزرق السماوي هو الذي أسر علماء ناسا، حيث قد يكون الإشعاع الناتج عن الجسيمات المشحونة التي تنضغط على طول خطوط المجال المغناطيسي التي يصنعها النجم النيوتروني – ربما الصورة الأولى من نوعها.
اقرأ أيضاً:
لماذا تبدو الأجسام دائرية في الفضاء؟
الصياد الأفضل والأسوأ في مملكة الحيوان
امرأة ذات رحمين تلد مرتين خلال يومين!
