كشفت دراسة حديثة أن الطفرات الجينية التي تؤثر على خصوبة البشر والحيوانات، قد تتسبب في قصر العمر والموت.
وتشابهت الدراسة المنشورة في مجلة Science Advances، مع دراسات سابقة كشفت عن طفرات في أحد أنواع الديدان، والتي أطالت عمره بينما انخفضت أعداد نسله.
ولكن عالم الأحياء التطورية في جامعة ميشيغان، جيانزي تشانغ، أراد أن يخرج بدراسته من إطار “دراسات الحالة” إلى نتائج يمكن تعميمها.
منهجية الدراسة
اعتمد تشانغ في تجربته على مواد وراثية من قاعدة بيانات البنك الحيوي البريطاني، وفق ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز.
وجمع معلومات عن نصف مليون متطوع، تتعلق بصحتهم وتجاربهم الحياتية وغيرها.
وسمحت تلك المعلومات باكتشاف روابط دقيقة بين الاختلافات الجينية وآلاف السمات مثل ارتفاع ضغط الدم والفصام وعادة التدخين.
وقام تشانغ بمعاونة الباحث الطبي الذي يعمل في الأكاديمية الصينية للعلوم، إيربينغ لونغ، بدراسة قاعدة البيانات للحصول على معلومات حول التكاثر وطول العمر.
ووجد العلماء أن الاختلافات الجينية المرتبطة بالخصوبة، مثل عدد الأطفال الذين ينجبهم المتطوع، كانت مرتبطة أيضًا بقصر العمر.
واكتشف الباحثون أيضًا أن العوامل المختلفة التي أثرت على التكاثر والإنجاب، أثرت كذلك على طول العمر بخمس مرات أكبر من العوامل غير المرتبطة بالتكاثر.
وخلصت الدراسة إلى أن المتغيرات التي تؤثر بالإيجاب على التكاثر، قد تكون سيئة على الجانب الآخر بالنسبة لعمر الإنسان.
وأشارت النتائج إلى أن المتطوعين الذين لديهم عدد كبير من المتغيرات المعززة للتكاثر كانت احتمالات بقائهم على قيد الحياة حتى سن 76 عاما أقل قليلًا.
مفارقة
وفي حين أن تلك المتغيرات تُشير إلى أن متوسط عمر الإنسان أصبح أقل بكثير، إلا أن التقديرات الحالية قد تبدو مختلفة.
ففي أوروبا كمثال، يبلغ متوسط عمر الأشخاص 80 عامًا، بعد أن كان 59 عامًا قبل قرن.
ولكن يمكن أن يرجع ذلك إلى تحسين جودة الحياة والرعاية الصحية، التي قللت من وقيات الأطفال ورفعت من متوسط الأعمار.
ويقول خبير الشيخوخة في جامعة ألاباما في برمنغهام والذي لم يشارك في الدراسة، ستيفن أوستاد، إن اكتشاف هذه المتغيرات رغم زيادة متوسط عمر الأشخاص “جعل النتائج أكثر إثارة للإعجاب”.
لماذا تثير قواعد الصين الجديدة لتعديل الجينات البشرية قلق الخبراء؟
كيف يرسم الذكاء الاصطناعي مستقبل علم الجينات؟
دراسة جديدة تتوصل إلى سبب عدم فعالية العلاج المناعي لمحاربة السرطان