تعتبر أستراليا واحدة من البلدان التي تحتضن تنوعًا بيولوجيًا فريدًا، ولكنها تواجه أيضًا تحديًا كبيرًا في التعامل مع المجموعة المذهلة من المخلوقات السامة التي تعيش على أراضيها وفي غاباتها.
ويقول العلماء أن بعض هذه المخلوقات موجودة منذ من 200 إلى 300 مليون سنة أي قبل تكون قارة أستراليا التي أصبحت كتلة أرضية منفصلة منذ حوالي 100 مليون سنة.، إلا أن غالبيتها استوطن أستراليا بعد الانفصال.
كيف وصلت المخلوقات السامة إلى أستراليا؟
يقول مايكل لي أستاذ علم الأحياء التطوري في متحف جنوب أستراليا وجامعة فلندرز، إن الانجراف القاري دفع أستراليا إلى القطب الجنوبي المتجمد منذ 60 مليون سنة.
وعندما انجرفت القارة ببطء نحو الشمال بعد 40 مليون سنة ارتفعت درجة حرارتها واجتذبت الزواحف مرة أخرى، واستعمرت أسلاف ثعابين الأرض قارة أستراليا وكانت تنتمي إلى عائلة Elapidae السامة ذات الأنياب الأمامية، والتي تشمل الكوبرا، والمامبا، والثعابين المرجانية، والتايبان.
وأشار مايكل إلى أن من بين 220 نوعًا من الثعابين في أستراليا، هناك 145 نوعًا سامًا، وتمثل هذه الثعابين القاتلة 65% من الثعابين في أستراليا، على الرغم من أن حوالي 15% فقط من الثعابين في العالم سامة.
أما حول قناديل البحر أوضح كيفين آرباكل، الأستاذ المساعد في العلوم البيولوجية التطورية بجامعة سوانسي في المملكة المتحدة أن كل أنواعها سامة، ويعود تاريخها إلى أكثر من 500 مليون سنة، وكانت تعيش في المحيط قبل وجود أستراليا.
وأكد آربكال أن ساحل أستراليا يعزز النظام البيئي المناسب لهذه المخلوقات، ويعد أشهرها وأكثرها خطورة، قنديل البحر الصندوقي القاتل “Carukia barnesi” ورجل الحرب البرتغالي “Physalis”، وتسكن هذه المخلوقات في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية في العديد من المناطق الأخرى ليس أستراليا فقط.
أشهر الحشرات السامة التي تستوطن استراليا
أوضح كيفين آرباكل أن بعض الأنواع السامة قد علقت في أستراليا عندما أصبحت كتلة يابسة معزولة، من المفصليات السامة كالنمل المصيدة “Odontomachus”، والذي يسبب لدغة مؤلمة.
كما ذكر آربكال النمل البلدغ الأسترالي “Myrmecia”، الذي يمكنه اللدغ والعض في نفس الوقت، ويعد من بين أكثر النمل فتكًا في العالم وقد أفادت التقارير أنه قتل ثلاثة أشخاص منذ عام 1936.
وأشار الأستاذ المساعد في العلوم البيولوجية التطورية إلى أن أستراليا تضم مجموعة من العناكب القاتلة مثل العناكب ذات الشبكة القمعية “Hadronyche وAtrax” التي يمكنها قتل البشر بلدغتها.
كما قال آرباكل إن ذكور العناكب ذات الشبكة القمعية قتلت 13 شخصًا في سيدني قبل ظهور مضادات السموم في عام 1981، لافتًا إلى أن الأنواع الأسترالية من عنكبوت الأرملة ذات الظهر الأحمر يمكنها القضاء على البشر أيضًا بلدغة واحدة.
أساطير حول منشأ فيروس الإيدز.. ومتى بدأ في الانتشار؟
مشكلة آلام الظهر المزمنة: هل الدماغ هي “القطعة المفقودة” من اللغز؟
أداة جديدة للذكاء الاصطناعي تُحدث تحولاً في تشخيص سرطان الثدي وعلاجه