قد تكون الثروة الكبيرة مضرة بشكل غير متوقع على العلاقات الإنسانية، وهذا ما قد لا يلاحظه الكثيرون.
ويؤكد الخبراء أن الرخاء المالي لا يعني بالضرورة الرخاء العاطفي، وأن الثروة الكبيرة يمكن أن تصرف الانتباه عن العاطفة بين الأشخاص.
وفي كثير من الأحيان يجد الأثرياء أنفسهم معزولين عاطفيًا عن غير قصد، حيث يمكن أن تكون الثروة هدية عظيمة أو حصان طروادة ماكرًا.
التأثير على ترابط الأسرة
يقول ميل شوارتز المعالج النفسي ومستشار الزواج، إن الثروة توفر الثروة منازل ضخمة، وكلما زاد حجم المنزل، زادت المسافة بين أفراد الأسرة، لأن لكل فرد غرفته الخاصة إن لم يكن جناحه الخاص.
وأوضح شوارتز أنه في المنازل الصغيرة أو المتوسطة تجتمع الأسرة في غرفة المعيشة لمشاهدة التلفزيون معًا، أما في المنازل الكبيرة والقصور يكون الجميع في غرفهم الخاصة الملحقة بأجهزتهم الخاصة، ويكون من الصعب التواصل بينهم صوتيًا.
ويؤكد شوارتز أن هذا التباعد الكبير يؤدي إلى تشويه العلاقات الأسرية الحميمة، فالتباعد الجسدي غالبًا ما يؤدي إلى التباعد العاطفي.
يرى ميل شوارتز أن تقاسم الأشقاء لغرفة النوم يساعدهم على صناعة ذكريات لا حصر لها، بالإضافة إلى قوة العلاقة والعاطفة بينهم.
التأثير على العلاقة العاطفية بين الأزواج
دامًا تكون بداية العلاقة رومانسية، لكن مع وجود ثروة كبيرة تتحول العلاقة من المودة والعاطفة إلى علاقة نفعية وعملية.
ويشير ميل شوارتز إلى أن التخطيط لتحقيق هدف مثل شراء منزل أو السفر لقضاء العطلة في مكان ما، والعمل على توفير الأموال اللازمة لذلك يعزز العاطفة بين الزوجين، ويجعل كل منهما يلاحظ تضحيات الطرف الآخر ويجعلها محل تقدير.
أما في حال امتلاك ثروة ضخمة يهتم الزوجان في أغلب الأحيان بالإبهار والأمور الشكلية مع تجاهل جوهر العلاقة، ويكون إظهار الحب لديهم بإنفاق المزيد من المال على الطرف الآخر، وهو ما يؤدي إلى جمود المشاعر واختفاء النقاشات المثمرة والمليئة بالعاطفة بينهما.
وفي النهاية ينبغي النظر إلى الثروة على أنها من الكماليات وليست الأساس أي أنها زينة الكعكة، وليست الكعكة نفسها.
الشعر الأحمر والشعور بمزيد من الألم.. حقيقة أم خرافة؟