يُقال إن أصحاب الشعر الأحمر هم أكثر حساسية تجاه الألم، وبالتالي قد يحتاجون إلى المزيد من التخدير في العمليات الجراحية.
ويتعلق الأمر أيضًا بفعالية الأدوية المسكنة مع هؤلاء الأشخاص من ذوي الشعر الأحمر، وفق موقع “لايف ساينس”.
ولكن ما الحقيقة؟
تكشف تقارير مختلفة من أطباء التخدير ودراسات أخرى أجريت على الحيوانات والبشر أن الأمر صحيح.
ووجدت تلك الدراسات ومن بينها مراجعة في علم التخدير عام 2023، أن ذوي الشعر الأحمر لديهم حساسية مختلفة تجاه الألم والأدوية المثبطة له.
ويقول طبيب استشاري التخدير في جامعة أكسفورد، جايديب بانديت، إن تفاصيل الدراسات ظلت غامضة.
وأرجع بانديت وهو المؤلف المشارك في المراجعة، ذلك إلى أن معظمها أُجري على أشكال مختلفة من الألم.
وأشار بانديت إلى أن أصحاب الشعر الأحمر لديهم حساسية زائدة تجاه بعض أنواع الألم دون الأخرى.
وكمثال، وجدت إحدى الدراسات أن النساء ذوات الشعر الأحمر أكثر حساسية للألم المرتبط بالحرارة.
كما أثبتت أن مسكنات ألم الأعصاب ليدوكائين كانت أقل فعالية في إدارة الألم، مقارنة بأصحاب الشعر الداكن.
ووجدت دراسة أخرى أن أصحاب الشعر الأحمر أقل حساسية للألم الناتج عن الصدمات الكهربائية من الأشخاص الآخرين.
المزيد من التخدير
تُشير دراسات أخرى إلى أن أصحاب الشعر الأحمر يحتاجون لـ 20% أكثر من التخدير.
وهذا يتضمن أيضًا التخدير الموضعي الذي يستخدم لإدارة الألم.
من ناحية أخرى فهم أكثر حساسية للمواد الأفيونية، مثل المورفين والفنتانيل.
ولكن تظل النتائج متضاربة، خصوصًا بعد أن أظهرت دراسة أجريت في عام 2015 نتائج مغايرة.
وكشفت الدراسة أن أصحاب الشعر الأحمر لم يظهروا أي استجابات مختلفة تجاه الألم عن الأشخاص الآخرين.
ولكن بحسب رئيس قسم الأمراض الجلدية في مستشفى ماساتشوستس العام، ديفيد فيشر، فإن الأشخاص ذوي الشعر الأحمر لا يشعرون بالألم فور حدوثه.
ويقول في دراسة نشرها عام 2021، إن أصحاب الشعر الأحمر يشعرون في البداية بخدر تجاه الألم، ويبدأ الإحساس في التسلل إليهم مع وصول الألم لدرجات أعلى.
ولكن بعد ذلك، يشعر أصحاب الشعر الأحمر بالألم أكثر من غيرهم.
تجربة صعبة
لم يعثر العلماء حتى الآن على سبب واضح لهذا التفاوت في الشعور بالألم لدى أصحاب الشعر الأحمر.
ويقول فيشر إن الأمر صعب، وهذا يرجع جزئيًا إلى التعقيد الوراثي في جينات الأشخاص، والذي يحول دون وضع تفسير واحد للحالة.
ومن أجل ذلك، جرى فيشر دراسة من خلال استخدام فئران تم تعديل جيناتها لتنتج الشعر الأحمر.
ووجد الفريق القائم على التجربة أن هناك اختلافًا تامًا في درجات الإحساس بالألم بين الفئران ذات الشعر الأحمر والأخرى ذات الشعر الأسود.
ويقول فيشر إن الجين MC1R يؤثر على البروتين الموجود في الخلايا الصباغية، وهي الخلايا التي تصنع الصبغة في الجسم.
ووجد الفريق أن الجين MC1R المسؤول عن إنتاج الخلايا الصبغية لدى الفئران – ونظريًا الخلايا الصباغية البشرية – تصاحبه كمية أقل من مادة تسمى POMC.
وتحتوي POMC على العديد من الهرمونات التي تؤثر على الحساسية للألم والمواد المسكنة من خلال المساعدة في التحكم في نشاط مستقبلات معينة.
فعندما يكون لدى الفئران كمية أقل من POMC، فترتفع حساسيتها تجاه الألم، وتقل استجابتها لبعض الأدوية المسكنة.
وبشكل عام، في حين أن العلاقة بين الشعر الأحمر والحساسية تجاه الألم غير معروفة تحديدًا، إلا أنها علاقة مؤكدة، وفق بانديت.
“عضة البرد”.. أبرز الأعراض وطرق الوقاية