أحاط زخم كبير بتحرير الأسيرة الفلسطينية إسراء جعابيص من سجون الاحتلال في ثاني أيام إتمام صفقة تبادل الأسرى التي عقدتها إسرائيل مع حركة المقاومة الفلسطينية حماس، فمن هي؟ ولم كل هذه الحفاوة الكبيرة بنيلها حريتها؟
قصة اعتقال مأساوية
ولدت إسراء جعابيص في 22 يوليو 1984 في مدينة القدس، وتزوجت رجلًا من الضفة الغربية أنجبت منه ابنهما المعتصم، وعاشوا في أريحا.
وضعت إسراء ابنها الوحيد في القدس، وهو ما أهّله للإقامة في العاصمة التاريخية لفلسطين المحتلة، كما سُمح لها بالبقاء لها لأنها أيضًا من سكان المدينة، وهو ما مُنع على زوجها.
قررت إسراء وزوجها أن تقيم هي وابنها وحدهما في القدس ليحصل الصغير على فرصة في تعليم ورعاية صحية أفضل.
حصلت إسراء على وظيفة في دار لرعاية المسنين بالقدس، وفي 11 أكتوبر 2015، وبينما كانت متوجّهة من أريحا إلى القدس في سيارة صغيرة مكتظة بالأدوات المنزلية؛ لتوفير نفقات النقل، تعرّض المحرك للعطل أكثر من مرة.
بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم شرقي القدس تعطّلت السيارة تمامًا، فوقف ضابط شرطة إسرائيلي بالقرب منها وطلب هويتها فقالت له: “هناك رائحة قوية في السيارة”، وحاولت الترجّل منها لكنه منعها.
حاولت إسراء فتح النوافذ، لكنها أيضًا تأثرت بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ففتحت الباب، لكن الضابط اندفع إليها وأغلقه بقوة، فأصاب يدها، فما كان منها إلا أن صرخت في وجهه قائلة “الله أكبر عليك”، ووبخته لأنه لم يسمح لها بالخروج.
اشتعلت النيران في الجزء الأمامي من السيارة، ورغم ذلك رفض الضابط الإسرائيلي خروجها ووقف يراقبها وهي تحترق في الداخل.
حكم قاسِ
ادعى ضابط الشرطة الذي أوقفها أنها كانت تحاول استخدام خزان البروبان لتفجير السيارة.
كانت هذه الشهادة هي الوحيدة التي تم النظر فيها في المحكمة الإسرائيلية، التي وصفت إسراء بأنها “إرهابية”.
حكم على إسراء بالسجن 11 عامًا، وتم نقلها لسجن هشارون داخل إسرائيل، الذي حُرمت فيه من الرعاية الطبية رغ إصابتها بحروق في أماكن متفرقة من جسدها وفقدها 8 أصابع من يديها.
مكثت إسراء في المستشفى 3 أشهر، ومنعت السلطات الإسرائيلية أهلها من زيارتها لفترة طويلة بسبب حالتها الصحية، ومع ذلك لم يتم الاعتناء بها كما يجب.
لم يسمح الاحتلال لإسراء برؤية ابنها إلا بعد مرور عام وشهرين من اعتقالها، وحصل المعتصم على فرصة لأول مرة لمعانقة والدته، والتي كانت ترتدي قناعًا لتجنيب الصغير التعرض لصدمة، ولكنه أصرّ على رؤيتها، ورغم ما شاهده أخبر خالته منى جعابيص في طريق عودتهما للمنزل “ستظل أمي جميلة دائمًا، حتى لو لم يختفي حب الشباب أبدًا”.
اقرأ أيضاً:
من هم السجناء الفلسطينيون المدرجون على القائمة الإسرائيلية للإفراج المحتمل؟
عقابًا له على دعم فلسطين.. “Meta” تحذف حساب العلم على منصة Facebook
زعيمة حزب “شين فين” الأيرلندي تتضامن مع فلسطين