يمثل تلوث الهواء تهديدًا مباشرًا لحياة سكان المدن، فالجسيمات الضارة والملوثات الكيميائية التي يحتوي عليها الهواء الملوث تؤثر سلبًا على الجهاز التنفسي والقلب والجهاز العصبي.
كما يمكن أن يتسبب التعرض المطول لتلك الملوثات في زيادة حالات الربو وأمراض الجهاز التنفسي والسرطان ومشاكل صحية أخرى.
لذا، يجب اتخاذ إجراءات لتعزيز جودة الهواء في المدن لصحة أفضل للمجتمع وهو ما نجحت الصين في تنفيذه إلا أن الهند حتى الآن عاجزة عن القيام به.
سماء نيودلهي
استيقظ أكثر من 20 مليون شخص الأسبوع الماضي على ضباب دخاني كثيف وضار استقر بكثافة في سماء العاصمة الهندية.
واضطرت المدارس الابتدائية إلى إغلاق أبوابها، ومنعت المركبات من السير على الطرق، وتوقفت أعمال البناء، فيما حجبت السحابة الرمادية المباني عن الأنظار مما دفع السكان إلى الذعر وشراء أجهزة تنقية الهواء.
لكن المشهد ليس جديداً على المدينة الهندية، ففي كل عام تتحول سماء نيودلهي إلى اللون الأصفر المؤلم، وتؤكد السلطات أنها تعمل على خطة لتحسين جودة الهواء.
قصة نجاح
كانت الأوضاع في بكين مشابهة لتلك الموجودة في نيودلهي، حيث اشتهرت آنذاك العاصمة الصينية بالضباب الدخاني الكثيف الذي يحجب ناطحات سحاب بأكملها عن الأنظار.
بدأت الحكومة الصينية عام 2013 في استثمار مليارات الدولارات في خطة عمل وطنية لمكافحة تلوث الهواء.
كما أصدرت الصين لوائح تنظيمية جديدة، بما في ذلك تقييد عدد المركبات على الطرق في المدن الكبرى، وتشديد الرقابة البيئية والضوابط على الانبعاثات، وبناء نظام وطني لمحطات مراقبة الهواء، بالإضافة إلى تقليل الصناعات شديدة التلوث داخل المدينة.
لماذا لا تستطيع الهند تكرار التجربة الصينية؟
يقول جيوتي باندي لافاكار، مؤلف كتاب “التنفس هنا ضار بصحتك: التكلفة البشرية لتلوث الهواء” إنه لا توجد إرادة سياسية لحل هذه المشكلة من أي طرف في الهند.
وأوضح لافاكار أن توسع الهند صناعيًا مصحوب بتكلفة بيئية، وأنه لا بد من الاستفادة من التجربة الصينية في الاعتماد على الكهرباء وتقليل استخدام الوقود الأحفوري.
وأشار جيوتي إلى أن العاصمة الصينية نجحت بخطواتها الجادة في تحويل المطاعم وبائعي الأغذية في الشوارع إلى المولدات الكهربائية بدلًا من الاعتماد على المحروقات النفطية أو الفحم، وهو ما أحدث فرقا كبيرا.
الهند تمنع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.. لماذا؟
“إيلون ماسك” في زيارة للصين رغم توتر العلاقات بين “واشنطن” و”بكين”.. لماذا؟