سياسة

نصف عقد على انتفاضة “السترات الصفراء”.. الحركة الفرنسية تفقد تأثيرها

السترات الصفراء

5 سنوات مرت على انتفاضة “السترات الصفراء” في فرنسا، والتي أسفرت عن احتجاجات استمرت لمدة عام.

كانت البداية بخروج نحو 300 ألف شخص للاحتجاج على زيادة أسعار الوقود في 17 نوفمبر 2018.

وبزيادة أعداد المتظاهرين، توسّعت المطالب لتشمل الرواتب وفواتير الطاقة وغيرها من المطالب الأخرى.

وشهد هذا العام أعمال عنف وقمع وحشي من قبل الشرطة بحث المتظاهرين.

وتركت هذه الانتفاضة أثرًا عظيمًا على من شاركوا فيها، كما أنها دفعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تبني بعض المطالب في النهاية.

وكان من بين المطالب التي وافق عليها ماكرون التخلي عن زيادة ضريبة الوقود – شرارة الاحتجاج – كما وافق على تخفيضات بقيمة 10 مليارات يورو.

تراجع الحركة الشعبية

على الرغم من قوة انتفاضة “السترات الصفراء” في بدايتها إلا أنها لم تتمكن من الاستمرار كقوة شعبية.

ويفسر مؤرخ الحركات الاجتماعية، ستيفان ستيروت، ذلك بأنهم لم يستطيعوا تكوين بناء مؤسسي دائم يخدم أهدافهم.

وفي حين أنهم يظهرون بين الحين والآخر كلما حدثت مظاهرات، إلا أنهم لم يعودوا يشكلون قوة مضادة دائمة.

ومن بين أحد الأدلة على هذا الفشل، هو أن القوائم المختومة بـ “السترات الصفراء” لم يبلغ مجموعها 1% في الانتخابات الأوروبية 2019.

وفي عام 2022، تمت إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون مرة أخرى.

مرارة قائمة

هذا الفشل والاستسلام هو ما ترك مرارة في نفوس أعضاء “السترات الصفراء السابقون، في حين أن أسباب غضبهم الأساسية لا زالت قائمة.

يقول ستيفان غونزاليس أحد المشاركين السابقين “لقد شاركت في كل شيء، المسيرات، المظاهرات، كنت آمل في مستقبل أفضل لأطفالي، وتقاعد مجزٍ لوالدتي، لقد ضحيت بالكثير من الوقت والمال”.

ويرى غونزاليس أن الوضع في الوقت الحالي أكثر كارثية مما كان في 2018، ولكن الفارق الوحيد هو أن لا أحد يتحرك.

يصف غونزاليس الوضع قائلًا: “الناس متعبون ومستسلمون وخائبو الأمل”.

وشهد العام الحالي خروج مئات الآلاف من الفرنسيين في الشوارع احتجاجًا على قرارات إصلاح نظام التقاعد.

وكان الإجراء الرئيسي في هذا القرار هو تمديد سن التقاعد الذي لم يحظ بشعبية على الإطلاق.

بخلاف ذلك، شهدت البلاد أيضًا أسبوعًا من أعمال الشغب الوطنية في الصيف الماضي بعد مقتل شاب على يد الشرطة في ضواحي باريس.

ويقول عضو معهد إيفوب لاستطلاعات الرأي، جيروم فوركيه، إن “السترات الصفراء” لم تختف تمامًا وما زال شبحها يتجول في الأفق، وستظل بمثابة تهديد كامن في أذهان القادة السياسيين.

لماذا تمتلك فرنسا قواعد عسكرية في أفريقيا؟

بعد غزوه لفرنسا.. أسباب ظهور بق الفراش وطريقة التخلص منه
 
بعد انقلابات إفريقيا.. من سيحل بديلًا لفرنسا في القارة السمراء؟