علوم

عمليات إعادة بناء الوجه لإحياء الماضي.. كيف تتم وما مدى دقتها؟

ترميم الوجوه أو إعادة بناء الوجوه هو عملية إعادة إنشاء مظهر الوجه لشخص ما بناءً على الهيكل العظمي أو البيانات الوراثية. يستخدم هذا الأسلوب في العديد من المجالات مثل الطب الشرعي والأنثروبولوجيا والآثار. ومع ذلك، فإن الترميم الوجهي ليس علماً دقيقاً، بل فناً يعتمد على الكثير من الافتراضات والتقديرات والتفسيرات.

في الآثار، يستخدم ترميم الوجه لإحياء الشخصيات التاريخية والثقافية والدينية وإظهارها للجمهور بطريقة حميمة وواقعية. ومن الأمثلة على ذلك ترميم وجه الملك توت عنخ آمون والملكة نفرتيتي والمسيح. ولكن هل هذه الترميمات دقيقة وموضوعية؟ وما هي التحديات والمشاكل التي تواجهها؟

ما هي تحديات ترميم الوجوه؟

يواجه ترميم الوجوه عدة تحديات، منها:

نقص البيانات: قد لا يكون هناك هيكل عظمي كامل أو سليم للشخص المراد ترميم وجهه، أو قد يكون متأثراً بالعوامل البيئية أو البيولوجية أو الثقافية. وقد يكون من الصعب الحصول على البيانات الوراثية أو التاريخية أو الفنية المتعلقة بالشخص أو مجموعته العرقية أو الجغرافية.

التحيز والتأثير: قد يكون للمرمم الوجهي رؤية مسبقة أو موقف شخصي أو سياسي أو ديني أو ثقافي يؤثر على طريقة ترميم الوجه. وقد يكون هناك

ضغط من الجهات الممولة أو الجمهور أو الإعلام لإنتاج ترميم معين أو مرضٍ.

الاختيار والتفسير: قد يكون للمرمم الوجهي خيارات متعددة لتحديد العوامل المؤثرة على شكل الوجه، مثل العمر والجنس والوزن والعضلات والدهون والجلد والشعر واللحية والملامح الخاصة والتعبيرات الوجهية. وقد يكون لهذه العوامل تفسيرات مختلفة بناءً على السياق التاريخي والثقافي والبيئي

لذلك، فإن ترميم الوجه ليس عملية موضوعية أو نهائية، بل تقريبية ومؤقتة. ويجب أن يتم تقديمها بشكل حذر.

كيف يتم ترميم الوجوه؟

إعادة بناء الوجه هي عملية تقوم بتوليد صورة محتملة لشكل الوجه لشخص ما استناداً إلى عظام جمجمته. هذه العملية تستخدم في مجالات مختلفة مثل الطب الشرعي والآثار والتاريخ. هناك خطوات محددة تتبعها لإنشاء إعادة بناء الوجه، وهي كالتالي:

الخطوة الأولى: استخدام فحص الطبقي المحوسب (CT) للحصول على نموذج ثلاثي الأبعاد لجمجمة الشخص. هذا النموذج يوفر قياسات دقيقة لحجم وشكل الجمجمة والملامح الأنفية والعينية والفمية.

الخطوة الثانية: استخدام قواعد بيانات عالمية تحتوي على فحوصات لأشخاص أحياء (يسمون المتبرعين) لتحديد سماكة وموضع العضلات والدهون والجلد على الجمجمة. يمكن تضييق البحث في قواعد البيانات لتضمن فقط المتبرعين الذين لديهم خصائص مماثلة للشخص الموضوع، مثل الجنس والعمر والعرق2.

الخطوة الثالثة: استخدام أقمشة خشبية وطين لبدء بناء طبقات العضلات والأنسجة التي تشكل أساس شكل الوجه، مثل الأنف والعينين والفم. هذه التقنية لإعادة بناء عضلات الوجه طبقة بطبقة تسمى الطريقة الأمريكية وهي واحدة من أشكال الإعادة البناء الأكثر شيوعاً بين الفنانين الشرعيين. للحصول على الملامح الصحيحة، يمكن للفنان أن يأخذ إشارات من تجويف الأنف ومدارات العين والأسنان للشخص الموضوع1.

الخطوة الرابعة: استخدام تحليل الحمض النووي (DNA) لتحديد لون الشعر والعينين والبشرة للشخص الموضوع. هذه التقنية تساعد على جعل إعادة بناء الوجه أكثر واقعية ومطابقة للحقيقة. يمكن أيضاً تحديد بعض التفاصيل الأخرى في الوجه من الحمض النووي، مثل الاستعداد الوراثي للصلع والهالات السوداء وغيرها1.

الخطوة الخامسة: استخدام السيليكون والشعر الطبيعي والعدسات اللاصقة والمكياج لإضافة اللمسات النهائية لإعادة بناء الوجه وجعله يبدو حياً. هذه الخطوة تتطلب مهارة فنية عالية وحساسية للتعبيرات الوجهية والشخصية.

هذه هي الخطوات الأساسية لإعادة بناء الوجه، ولكن يجب الإشارة إلى أن هذه العملية ليست مئة بالمئة دقيقة وتعتمد على الكثير من الافتراضات والتقديرات. كما أن هناك عوامل أخرى قد تؤثر على شكل الوجه مثل الحالة الصحية والتغذية والبيئة والتاريخ الشخصي والتعرض للشمس والتدخين والتعبيرات الوجهية والتجاعيد والندبات والوشوم والحلي والملابس والتسريحات3. لذلك، يجب اعتبار إعادة بناء الوجه كتقريب ممكن وليس كحقيقة مطلقة.

أكثر دول العالم اهتمامًا بعمليات التجميل في 2020

أكثر 5 عمليات تجميلية للرجال

ما هو الكولاجين؟ ولماذا له أهمية كبرى في العمليات التجميلية؟