أكثر من 10 أيام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ردًا على هجمات حماس في الأراضي المحتلة، والتي أسفرت عن مقتل المئات وأسر آخرين.
قصف قوات الاحتلال متواصل على القطاع على مدار أكثر من أسبوع، فضلًا عن حشد 300 ألف جندي احتياطي مدعومين بالدبابات والمروحيات لغزو بري.. لكن لماذا لم يحدث هذا حتى الآن؟
التدخل البري في قطاع غزة
يقول المتحدث باسم جيش الاحتلال، ريتشارد هيشت، إن خطط العملية البرية ما زالت قيد الإعداد.. “لن أعلق على خططنا المستقبلية”.
وأوضح أن هذه العملية “شيء مختلف”، مضيفًا: “علينا أن نقطع الطريق عن سياسة العين بالعين القديمة في غزة.. سيبدو الأمر مختلفًا، وسيستغرق وقتًا أطول”.. “يتم تطوير هذه الخطط، وسيتم اتخاذ قرار بشأنها وتقديمها إلى قيادتنا السياسي”.
لكن وفي واقع الأمر فإن تأخير التدخل البري في قطاع غزة يعكس حسابات معقدة بشأن أسباب أخرى.. نستعرضها في السطور التالية…
الأسرى لدى حماس
يُعتقد أن حماس تحتجز 199 رهينة جرى أسرهم خلال هجوم 7 أكتوبر، وإذا سُئل أحد المتحدثين الرسميين الإسرائيليين عن المفاوضات الرامية إلى إطلاق سراحهم، فإنهم يقولون إنه من المستحيل التفاوض مع حماس بعد “المجازر” التي وقعت في نهاية الأسبوع الماضي.
في الواقع فإن مصير الأسرى يشكل اعتبارًا أخلاقيًا وسياسيًا رئيسيًا، ويعلم الجميع أن عددًا قليلًا فقط من الأسرى من المرجح أن ينجو من الهجوم البري، على أفضل تقدير.
المستوطنون الإسرائيليون غاضبون بشدة من الحكومة والمؤسسة الأمنية لفشلهم في حمايتهم، ما أدى إلى تجمع عائلات العديد من الأسرى خارج مقر جيش الاحتلال في تل أبيب للمطالبة بإعادة أحبائهم إلى وطنهم أحياء وفي أسرع وقت ممكن.. وكل هذا يضع ضغوطًا على الاحتلال للتفكير في الاجتياح البري.
ضغط الحلفاء
كثير من الحلفاء دعموا الاحتلال في حق في الدفاع عن نفسه، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن هذا الدعم ليس غير مشروط، وكما قال جيمس كليفرلي، وزير الخارجية في الأسبوع الماضي، فإن حلفاء إسرائيل يتوقعون أيضًا من الجيش أن يظهر درجة من “ضبط النفس”.
يتعين على الحكومات الغربية وحكومة الاحتلال إدراك أن وقوع كارثة إنسانية في غزة لن يؤدي إلا إلى تعزيز دائرة العنف والتعطش إلى الانتقام.
كما أنه من شأنه أن يثير الغضب الشعبي بين الدول المجاورة في الشرق الأوسط، وهذا قد يخرب أي جهود لتهدئة المنطقة، كما يمكن أن يؤدي إلى إشعال حرب إقليمية.
ومن المرجح أيضاً أن ينقلب الرأي العام الغربي ضد إسرائيل إذا ما رأت أنها ستخضع قطاع غزة لعقوبات جماعية واسعة النطاق.. من المرجح أن يكون الغزو البري أكثر عنفًا بلا حدود.
التهديدات العسكرية
سيكون هدف الاجتياح البري “تدمير” حماس.. وهو أمر بالغ الصعوبة، ويُعتقد أن حماس أمضت أكثر من عام في التخطيط لهجماتها، إضافة إلى أن مدينة غزة بيئة حضرية كثيفة السكان، ما يسميه الجنود ساحة معركة “360 درجة”.
ستدافع حماس عن أرض تعرفها جيدًا، وستتضاءل المزايا التي يتمتع بها الاحتلال الإسرائيلي في مجال المدرعات إلى حد كبير.
هناك اعتبار عسكري أوسع أيضًا، وهو إشارة قوات حزب الله اللبناني، إلى أنه قد يدخل الحرب إذا استمر الهجوم البري على غزة، وبالفعل بدأ تبادل إطلاق النار على الحدود الشمالية للأراضي المحتلة يتكثف، في الوقت الذي يصر فيه “هيشت” على أن إسرائيل قادرة ومستعدة لخوض حرب على جبهتين.