كشفت دراسة جديدة أن الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية أكثر عرضة للإجهاد المزمن بمقدار الضعف.
ووجدت الدراسة التي قدمت مؤخراً في المؤتمر الدولي للجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي في ميلانو بإيطاليا، أنه على الرغم من أن مستخدمي السجائر الإلكترونية الشباب كانوا نشيطين بدنياً في كثير من الأحيان، إلا أنهم أبلغوا عن مستويات أعلى من الإجهاد المزمن، وإن كانت الدراسة لا تثبت بشكل قاطع ما إذا كان التوتر يؤدي إلى زيادة التدخين الإلكتروني أو العكس.
دفع ذلك الخبراء إلى إجراء مزيد من الدراسات المتعمقة وطويلة الأمد لفهم الآثار الصحية الأوسع نطاقًا لتدخين السجائر الإلكترونية، خاصة مع استمرار تزايد شعبيتها بين الشباب.
تأثير التدخين الإلكتروني على الصحة العقلية
قدمت الدراسة الدكتورة تيريزا تو، أحد كبار العلماء في مستشفى الأطفال المرضى (SickKids) في تورونتو، كندا، وقالت “بدأت الأبحاث تُظهر كيف يؤثر التدخين الإلكتروني على الصحة الجسدية والعقلية للشباب. على سبيل المثال، أظهرت أبحاثنا السابقة أن أولئك الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية هم أكثر عرضة للإصابة بنوبة الربو”.
أضافت: “في هذه الدراسة، كنا مهتمين بشكل خاص بالعلاقة بين التدخين الإلكتروني، والصحة العقلية، وتأثيرها على حياة الشباب”.
البيانات والنتائج
استخدم الباحثون بيانات من مسوحات التدابير الصحية الكندية، وهي دراسة استقصائية وطنية مصممة لتمثيل السكان الكنديين، وشملت الدراسة 905 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عاماً، منهم 115 (12.7%) قالوا إنهم استخدموا السجائر الإلكترونية.
وأظهرت البيانات أنه على الرغم من أن الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية كانوا أكثر عرضة للنشاط البدني، إلا أنهم كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن تعرضهم لضغوط مزمنة شديدة في حياتهم.
وقالت الدكتورة تو “الإجهاد المزمن يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب، فمن المهم أن يحصل الشباب الذين يعانون من التوتر المزمن على الدعم في وقت مبكر لمساعدتهم على تجنب اللجوء إلى آليات التكيف غير الصحية مثل التدخين الإلكتروني أو التدخين، لأنه لا يعد وسيلة فعالة للتعامل مع التوتر”.
القيود والملاحظات
وفي حين تظهر الدراسة وجود صلة بين تدخين السجائر الإلكترونية والتوتر لدى الشباب، إلا أنها لا تكشف ما إذا كان التوتر قد تسبب في زيادة في تدخين السجائر الإلكترونية، أو ما إذا كان تدخين السجائر الإلكترونية يزيد من التوتر، أو إذا كان هناك عامل آخر أدى إلى زيادة كليهما.
ومع ذلك، فإن الدراسة أخذت في الاعتبار العوامل الأخرى المعروفة بتأثيرها على التوتر، مثل الدخل، واستهلاك الكحول، والظروف الصحية مثل الربو والسكري.
في سياق متصل، قالت الدكتورة تو “لا نعرف لماذا يحاول الشباب إلى أن يكونوا أكثر نشاطًا بدنيًا، ولكن من المحتمل أنهم يحاولون التحكم في وزنهم من خلال ممارسة التمارين الرياضية ويعتقدون أن التدخين الإلكتروني يمكن أن يساعد”.
الآثار الصحية
أشارت نتائج الدراسة إلى أن الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية لديهم نوعية حياة أسوأ، ولكن لديهم مخاطر أقل لبعض علامات اعتلال الصحة، مثل ارتفاع ضغط الدم، على الرغم من أن هذه النتائج لم تصل إلى نتيجة إحصائية.
وقد أوضحت الدكتور تو أنه في وقت إجراء الدراسة، كانت هذه المجموعة من الشباب تتمتع بصحة بدنية جيدة بشكل عام، فيما تشير إلى الحاجة إلى دراسة آثار السجائر الإلكترونية على المدى الطويل لفهم تأثيرها على صحة الشباب.
تضيف “نحن نعلم أن الإجهاد يؤدي إلى الإجهاد التأكسدي والالتهابات في الجسم، وهذا يلعب دورًا مهمًا في خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل الربو والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية”.
عدة دراسات
وقال البروفيسور إليف داغلي، رئيس مجموعة الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي المعنية بالتبغ ومكافحة التدخين والتثقيف الصحي، والذي لم يشارك في البحث “تشير هذه الدراسة إلى وجود صلة بين التدخين الإلكتروني والإجهاد بين الشباب”.
أضاف “لا يزال التدخين الإلكتروني أمرًا جديدًا نسبيًا، لكن عدد الأطفال والشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية آخذ في الارتفاع بسرعة، فنحن بحاجة إلى مزيد من الأبحاث حول تأثيرات التدخين الإلكتروني، ولكننا نحتاج أيضًا إلى زيادة الوعي بأضرار استخدام السجائر الإلكترونية وتقديم الدعم لمساعدة الشباب على تجنب التدخين الإلكتروني أو الإقلاع عنه”.
وأكد أن “هذه واحدة من عدة دراسات حول تأثيرات التدخين الإلكتروني والتي يتم تقديمها في المؤتمر الدولي للجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي. وعلى وجه الخصوص، سندرس تأثير السجائر الإلكترونية المفضلة ونبحث عن طرق لإنهاء وباء التدخين الإلكتروني بين الأطفال والمراهقين”.
التدخين الإلكتروني.. عادة سيئة أم خطر داهم؟
كيف يتأثر حجم الدماغ بالتدخين اليومي؟.. دراسة تكشف نتائج مثيرة
كيف تستطيع دعم المقلع عن التدخين؟.. نصائح هامة من وزارة الصحة
