أحداث جارية سياسة

طوفان الأقصى.. كيف خدعت حماس جيش الاحتلال واخترقت دفاعاته؟

هجوم مدمر ومفاجئ شنته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، والمقاومة الفلسطينية على الأراضي المحتلة.. تعمقت في أراضي غلاف غزة وعسقلان ومستوطنات أخرى وأسقطت مئات القتلى من صفوف جيش الاحتلال فضلًا عن الأسرى.

“طوفان الأقصى” احتاج فقط لعدد من الجرافات والطائرات الشراعية والدراجات النارية لاجتياح الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، والتغلب على واحد من أقوى الجيوش في الشرق الأوسط.

طوفان الأقصى.. أسوأ اختراق لدفاعات إسرائيل

جاء هجوم السبت، السابع من أكتوبر 2023، كأسوأ اختراق لدفاعات إسرائيل منذ حرب السادس من أكتوبر 1973، بعد عامين من الحِيل التي قامت بها حماس شملت إبقاء خططها العسكرية طي الكتمان وإقناع إسرائيل بأنها لا تريد القتال.

وقال مصدر مقرب من حماس لوكالة رويترز، إنه بينما كانت إسرائيل تعتقد أنها تسيطر على حماس التي أنهكتها الحرب، من خلال توفير حوافز اقتصادية للعمال في غزة، كان مقاتلو الجماعة يتم تدريبهم، وغالبًا على مرأى من الجميع.

أضاف المصدر العديد من التفاصيل حول رواية الهجوم وتراكمه التي جمعتها رويترز، كما ساهمت في هذه الرواية 3 مصادر داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

وقال المصدر المقرب من حماس “حماس أعطت إسرائيل انطباعًا بأنها غير مستعدة للقتال” واصفًا خطط الهجوم الأكثر رعبًا منذ حرب أكتوبر قبل 50 عامًا، عندما فاجأت مصر وسوريا إسرائيل بضربات مفاجئة.

ماذا فعلت حماس لتضليل إسرائيل؟

وقال المصدر: “لقد استخدمت حماس تكتيكًا استخباراتيًا غير مسبوق لتضليل إسرائيل خلال الأشهر الماضية، من خلال إعطاء انطباع عام بأنها غير مستعدة للدخول في قتال أو مواجهة مع إسرائيل أثناء التحضير لهذه العملية الضخمة”. وتعترف إسرائيل بأنها تفاجأت بالهجوم الذي تزامن مع يوم السبت اليهودي وعطلة دينية، واقتحم مقاتلوا حماس البلدات الإسرائيلية، ما أسفر عن مقتل 700 إسرائيلي واختطاف العشرات، وقتلت إسرائيل أكثر من 400 فلسطيني في ردها على غزة منذ ذلك الحين.

وأشار المصدر المقرب من حماس إلى أنه في أحد العناصر الأكثر لفتًا للانتباه في استعداداتها، قامت حماس ببناء مستوطنة إسرائيلية وهمية في غزة حيث تدربت على الإنزال العسكري وتدربت على اقتحامها، مضيفًا أنهم قاموا حتى بتصوير مقاطع فيديو للمناورات. وقال المصدر: “من المؤكد أن إسرائيل رأتهم، لكنهم كانوا مقتنعين بأن حماس لم تكن حريصة على الدخول في مواجهة”.

في الوقت نفسه، سعت حماس إلى إقناع إسرائيل بأنها مهتمة أكثر بضمان حصول العمال في غزة على فرص العمل عبر الحدود، وليس لديها مصلحة في بدء حرب جديدة. وقال المصدر: “لقد تمكنت حماس من بناء صورة كاملة بأنها غير مستعدة لمغامرة عسكرية ضد إسرائيل”.

خداع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية

منذ حرب عام 2021 مع حماس، سعت إسرائيل إلى توفير مستوى أساسي من الاستقرار الاقتصادي في غزة من خلال تقديم حوافز تشمل آلاف التصاريح حتى يتمكن سكان غزة من العمل في إسرائيل أو الضفة الغربية، حيث يمكن أن تصل الرواتب في وظائف البناء أو الزراعة أو الخدمات إلى 10 أضعاف مستوى الأجور في غزة. وقال متحدث آخر باسم الجيش الإسرائيلي “اعتقدنا أن حقيقة مجيئهم للعمل وجلب الأموال إلى غزة ستخلق مستوى معين من الهدوء. كنا مخطئين”.

واعترف مصدر أمني إسرائيلي بأن حماس خدعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وقال المصدر: “لقد جعلونا نعتقد أنهم يريدون المال، وطوال الوقت كانوا يشاركون في التدريبات حتى قاموا بأعمال شغب”. وكجزء من حيلتها في العامين الماضيين، امتنعت حماس عن القيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل.

تفاصيل عملية طوفان الأقصى

لطالما تفاخرت إسرائيل بقدرتها على اختراق الجماعات الإسلامية ومراقبتها، ونتيجة لذلك، قال المصدر المقرب من حماس، إن جزءًا حاسما من الخطة هو تجنب التسريبات. وأضاف المصدر أن العديد من قادة حماس لم يكونوا على علم بالخطط، وأثناء التدريب لم يكن لدى المقاتلين الألف المنتشرين في الهجوم أي فكرة عن الغرض الدقيق من التدريبات.

وعندما جاء اليوم، جرى تقسيم العملية إلى 4 أجزاء، كما قال مصدر حماس، مضيفًا أن الخطوة الأولى تمثلت في إطلاق وابل من 3 آلاف صاروخ من غزة تزامنت مع توغلات قام بها مقاتلون طاروا بطائرات شراعية عبر الحدود، وقالت إسرائيل في وقت سابق إنه تم إطلاق 2500 صاروخ في البداية.

وبمجرد وصول المقاتلين على الطائرات الشراعية إلى الأرض، قاموا بتأمين الأرض حتى تتمكن وحدة كوماندوز من النخبة من اقتحام الجدار الإلكتروني والإسمنتي المحصن الذي يفصل غزة عن المستوطنات والذي بنته إسرائيل لمنع التسلل. واستخدم المقاتلون المتفجرات لاختراق الحواجز ثم عبروها مسرعين على دراجات نارية، ووسعت الجرافات الفجوات ودخل المزيد من المقاتلين بسيارات رباعية الدفع، وهي المشاهد التي وصفها الشهود.

فشل فادح للقوات الإسرائيلية

وقال المصدر إن وحدة كوماندوز هاجمت مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في جنوب غزة وشوشت على اتصالاته ومنعت الأفراد من الاتصال بالقادة أو ببعضهم البعض. وأوضح المصدر أن الجزء الأخير شمل نقل الرهائن إلى غزة، وهو ما جرى تحقيقه في الغالب في وقت مبكر من الهجوم.

وقال المصدر الأمني ​​الإسرائيلي لرويترز، إن القوات الإسرائيلية لم تصل إلى كامل قوتها في الجنوب قرب غزة بسبب إعادة انتشار بعضها في الضفة الغربية لحماية المستوطنين الإسرائيليين في أعقاب تصاعد أعمال العنف بينهم وبين المقاومة الفلسطينية. وقال الجنرال المتقاعد ياكوف عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للصحفيين يوم الأحد، إن الهجوم يمثل “فشلا كبيرا لنظام المخابرات والجهاز العسكري في الجنوب”.

بعد طوفان الأقصى.. “Foreign Affairs”: “نتنياهو” أمام خيارات جميعها صعب

15 صورة لهجمات حماس على مواقع الاحتلال الإسرائيلي

ضحايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ 2008