أحداث جارية سياسة

بعد طوفان الأقصى.. “Foreign Affairs”: “نتنياهو” أمام خيارات جميعها صعب

كتائب القسام

تستمر عملية “طوفان الأقصى”، لليوم الثاني على التوالي، حيث تواصل كتائب القسام، التي تمثل الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، في قصف مواقع في الأراضي المحتلة، بعد يوم من التوغّل في عمق غلاف قطاع غزة وتنفيذ مهام عسكرية أسفرت عن سقوط قتلى في صفوف جيش الاحتلال وأسر العشرات منهم.

وفي حين تعهدت القيادة الإسرائيلية بالرد بقوة على الهجمات والقضاء على حماس، لا يبدو أن هذه المهمة سهلة لأسباب عديدة، وفق ما أوضحه تقرير نشرته صحيفة “Foreign Affairs”، المتخصصة في شؤون السياسية الدولية.

معضلة غزة

أشار التقرير أنه منذ سيطرة حماس على كافة شؤون قطاع غزة في عام 2007، تجنبت إسرائيل شن عمليات برية واسعة النطاق ومتواصلة هناك، على الرغم من دعوات السياسيين هناك لاتخاذ إجراءات خلال الأزمات الماضية.

يرى القادة العسكريين في جيش الاحتلال أن محاولة إخراج حماس من قطاع غزة مهمة صعبة، إذ تتمتع حركة المقاومة بعلاقات عميقة هناك، حيث تدير المستشفيات والمساجد والمدارس ومجموعات الشباب، فضلاً عن الشرطة.

وفي حين كان بوسع القادة الإسرائيليين أن يزعموا أن الضربات الجوية العرضية والضغوط الاقتصادية أبقت حماس في حالة من عدم التوازن، وغير قادرة على تشكيل تهديد كبير للاحتلال، لن تكون هذه الحجة ذو فائدة الآن، وحتى لو استمر الإسرائيليون في إطلاق النار على قطاع غزة، لن يساعدهم هذا في زعزعة قبضة حماس على السلطة.

وكشف التقرير عن خطورة كبيرة في إرسال القوات الإسرائيلية لاحتلال قطاع غزة بالكامل أو جزء منه؛ لأن التضاريس الحضرية الكثيفة في المنطقة تشكّل عائقًا كبيرًا أمام قوات الاحتلال وتزيد احتمالية سقوط ضحايا من المدنيين، مثل أزمة عام 2014 التي تسببت بمقتل أكثر من ألفي فلسطيني أغلبهم من المدنيين، ومقتل 66 جنديا إسرائيليًا.

وفي حال أقدم جيش الاحتلال على تنفيذ عمل مشابه، يمكن أن تستخدم حماس الأنفاق التي حفرتها مؤخرًا لتنظيم هجمات مفاجئة واحتجاز المزيد من الجنود الإسرائيليين كرهائن.

وجاء في التقرير أن أحد الحلول المطروحة يتمثل في إحلال نفوذ حماس على المدى الطويل من خلال العثور على فلسطينيين آخرين لإدارة قطاع غزة، ولكن هذا صعب التحقق أيضًا؛ لأن الاحتلال يفتقر إلى وجود شريك سياسي له على الجانب الفلسطيني.

“انفجار” محتمل في الضفة الغربية

أشار التقرير أن إسرائيل ستسعى إلى ضمان بقاء الضفة الغربية هادئة نسبيًا، خاصة إذا شنت توغلاً بريًا في غزة.

أثارت العمليات العسكرية الإسرائيلية السابقة في القطاع مظاهرات كبيرة في الضفة الغربية، ومؤخرًا شهدت المنطقة مستويات عالية من العنف، حيث قتل ما يقرب من 200 فلسطيني على أيدي الإسرائيليين هناك حتى الآن هذا العام.

وبعد أن زادت المذابح التي ينفذها الاستيطانيون لإخراج الفلسطينيين من أراضيهم، يشكّل نجاح حماس مصدر إلهام للفلسطينيين الغاضبين في الضفة الغربية، بعد أن أدركوا أنهم قادرون على جعل إسرائيل تدفع الثمن.

الرهائن تضعف الاحتلال الإسرائيلي

ذكر التقرير أن الأعداد الكبيرة من الرهائن التي تحتجزها كتائب القسام في غزة تعرقل الرد الإسرائيلي على هجمات المقاومة الفلسطينية.

ويعود ذلك إلى أن قادة الاحتلال لا يعرفون عدد الرهائن الذين احتجزتهم حماس، وتخشى القوات الإسرائيلية قتلهم عن طريق الخطأ في غاراتها.

وتمتلك حماس أفضلية في الوقت الحالي بامتلاكها إمكانية تهديد حياة الرهائن إذا توغلت إسرائيل في قطاع غزة أو هددت قبضتها على السلطة.

ومن بين المشكلات التي تواجه قيادة الاحتلال حاليًا التحدي المتعلق بكيفية إقناع حماس والآخرين ممن تعتبرهم أعداء لها بأنهم لا ينبغي لهم مهاجمة الأراضي المحتلة مرة أخرى؛ لأن نجاح طوفان الأقصى يفتح الباب أمام المناهضين للاحتلال لتنفيذ عمليات مشابهة.

15 صورة لهجمات حماس على مواقع الاحتلال الإسرائيلي

عملية برية في غزة.. هل تدخل إسرائيل القطاع؟
 
المملكة تدعو للوقف الفوري للتصعيد بين الفصائل الفلسطينية وقوات الاحتلا