اكتشف علماء مجموعة من المنحوتات الصخرية على أحد النتوءات في منطقة قريبة من الحافة الجنوبية لصحراء النفود في المملكة.
وبحسب ما نشره موقع “لايف ساينس” العالمي، فإن المنحوتات تضم صورًا لعشرات الجمال البرية المنقرضة بحجمها الطبيعي، وهي أنواع كانت موجودة في منطقة شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين ولكنها لم تحظ بأي تسمية علمية.
وعلى الرغم من أن الموقع المعروف باسم “ساحوت” الذي تم اكتشاف المنحوتات فيه كان معروفًا من قبل بالنسبة لعلماء الآثار، إلا أنها المرة الأولى التي تتم ملاحظة هذه النقوش.
كيف تم الاكتشاف؟
تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة ماريا غواغنين، باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا في معهد ماكس بلانك لعلم الأرض الجيولوجية في ألمانيا، إنه تم الاستدلال على الموقع من ورقة بحثية أخرى، ولكن مكان المنحوتات لم يكن دقيقًا كما أن البيئة الموجود بها لم تكن سهلة للتنقل.
وأضافت أن طبيعة المكان الوعرة لم تكن هي التحدي الوحيد أمام الباحثين، ولكن كان هناك عقبات أخرى متمثلة في بعض النقوش الحديثة المتداخلة مع نقوش الجمال التاريخية.
وأشارت إلى أن النقوش تم نحتها على فترات مختلفة، ويتنوع أسلوبها بحسب المرحلة التي تعود إليها، وكان بعضها منحوتًا بين الشقوق ما جعل من الصعب الوصول إليها وتحديد تاريخها بالطرق العلمية مثل الكربون المشع.
وتوضح الدراسة أن التأريخ بالكربون المشع أثبت أن موقع الاكتشاف كان مأهولًا بين العصرين البليستوسيني (منذ 2.6 مليون إلى 11700 سنة) والهلوسين الأوسط (منذ 7000 إلى 5000 سنة).
دلائل الاكتشاف
يقول الباحثون إن رسم الجمال بالحجم الطبيعي يعطي بعض المؤشرات حول وقت إنشائها، كما أن معظم الجمال من الذكور والتي تم نحتها مع تفاصيل توحي برغبة الجمل في جذب الإناث.
ومن هذا التحليل، خمّن العلماء أن المنحوتات تمت في موسم التزاوج، بحسب موقع Veterinary World..
فيما كانت بعض الرسومات الأخرى لجمالي ذات وبر كثيف، ما يدل على أنها ربما تم رسمها في فترة الشتاء.
ولكن بشكل عام، تقول غواغنين إن الموقع لا يزال يحتاج إلى المزيد من البحث لاكتشاف الكثير عنه، خصوصًا وأن المنطقة لا تحتوي على مصدر للمياه ما يثير التساؤل حول سبب جذب المكان للسكان.
واختتمت: “يبدو أنه موقع مهم، ولكن حتى الآن لا نعرف سبب هذه الأهمية.
يُذكر أن ساحوت ليست المنطقة الوحيدة التي تم اكتشاف منحوتات صخرية لجمال بالحجم الطبيعي فيها، ففي عام 2018، اكتشف علماء الآثار مجموعة كبيرة من المنحوتات يمتد تاريخها لـ2000 عام، وذلك في محافظة الجوف في صحراء شمال غرب السعودية.
16 تخصصًا مستحدثًا في جامعات المملكة
“تاف مادر إنفنيتي”.. تحدي تستضيفه المملكة لأول مرة في الشرق الأوسط