أحداث تحطم الطائرات تم سردها في عدد كبير من الروايات حول العالم، والتي صار بعضها الأكثر مبيعًا، وكثير من الأحيان لم مجرد خيال بل كانت أحداثًا واقعية سجلتها شرائط الطائرات، والتي توثق اللحظات الأخيرة في حياة ركابها وطاقمها، لذا إليكم بعض من أخطر القصص الحقيقية لعمليات الهبوط الإضطرارية للطائرات، والتي لم تنجح بعضها وراح ضحيتها مئات القتلى والمصابين.
الخطوط الجوية المتحدة الرحلة 232
أدى انفجار الطائرة DC-10 التي التابعة للخطوط الجوية المتحدة رقم 232 في 19 يوليو 1989، أثناء توجهها من دنفر إلى شيكاغو، إلى قطع الخطوط الهيدروليكية للطائرة، مما أدى إلى تعطيل التحكم في الطيران، وخلال ذلك قام الكابتن ألفريد سي هاينز، والضابط الأول ويليام ريكوردز، والضابط الثاني دودلي دفوراك في النهاية بتثبيت الطائرة عن طريق “ضبط دفع” المحرك العامل في كل جناح، وانضم إليهم مدرب طيران خارج الخدمة من بين 284 راكبًا آخرين وأفراد الطاقم البالغ عددهم 11 فردًا على متن الطائرة في قمرة القيادة لتشغيل الخانق، والذين حاولوا الهبوط في مدينة سيوكس، آيوا، ولكن لم يتمكن طاقم الطائرة من تقليل السرعة، وتسبب اصطدام الجناح الأيمن للطائرة بالمدرج في تسرب الوقود، لذا تحطمت الطائرة إلى أربع قطع، وانزلق الجزء الرئيسي من الحطام المحترق إلى أحد حقول الذرة المجاورة، وهو الأمر الذي نتج عنه وفاة 112 راكبًا.
رحلة الولايات المتحدة البنغالية 211
وفقًا للتقرير النهائي بشأن حادث 12 مارس 2018، الذي تعرضت له طائرة بومباردييه Q400 التابعة للرحلة البنغالية الأمريكية رقم 211، فمن المحتمل أن قائد الطائرة، عابد سلطان، قد عانى من “الارتباك وفقدان كامل للوعي”، ونتيجة لهذا الهبوط، قُتل جميع أفراد الطاقم الأربعة و45 راكبًا من أصل 67 راكبًا على متن الطائرة، وتوفي المزيد تأثرًا بجراحهم لاحقًا في المستشفى أثناء العلاج، كما وجد التقرير أيضًا عوامل مساهمة أخرى، بما في ذلك المحاولات الخطيرة لمحاذاة الطائرة مع المدرج على مسافة قريبة جدًا وعلى ارتفاع منخفض جدًا، دون أي محاولة مسبقة لتنفيذ الالتفاف”، على الرغم من أن مثل هذه المناورة تبدو وكأنها ممكن حتى اللحظة الأخيرة قبل الهبوط على المدرج، ويشير مقطع فيديو بثته قناة سميثسونيان إلى أنه قرب انتهاء الرحلة التي استغرقت 90 دقيقة من دكا إلى نيبال، حلقت الطائرة بالقرب من المطار باتجاه الجبال، وخلال عدة محاولات لتصحيح اقتراب الطائرة، قام “سلطان” أولاً بمحاذاة الطائرة مع الممر قبل أن يصطف مع برج المراقبة بدلاً من المدرج، لتخطئ الطائرة البرج لكنها تحطمت في حقل على بعد 1443 قدمًا (440 مترًا) من المدرج، واشتعلت بها النيران.
النمر الطائر 923
اشتعلت النيران في المحرك رقم ثلاثة من Flying Tiger، والذي يبلغ وزنه 73 طنًا وعلى متنه 76 راكبًا، مما نتج عنه ظهور ألسنة من اللهب، ليأمر الكابتن جون موراي بتفريغ طفاية الحريق، واعتقد الجميع أن الأزمة تم احتوائها، إلا أن خطأً واحدًا قد حدث عندما نسى مهندس الطيران غاريت إغلاق الرقم جدار حماية المحرك رقم 3.
وفي النهاية فقدت الطائرة “اثنين من محركاتها الأربعة”. على بعد ما يقرب من 1000 ميل (1609 كيلومترًا) من الأرض، وحينها لم يكن أمام Flying Tiger بديل سوى النزول إلى المحيط الأطلسي، ولكن هذا حدث أثناء هطول الأمطار، مما أدى إلى حجب الرؤية، لذا اضطر “موراي” إلى النزول بين الأمواج، وبالفعل كان “موراي” على مستوى المهمة وقد نجا جميع من كانوا على متنها من الاصطدام، ولكن لسوء الحظ، لم ينج سوى 48 شخصًا خلال الساعات السبع التي قضوها في المياه شديدة البرودة؛ وغرق الـ 28 الآخرون.
رحلة الخطوط الجوية الآسيوية رقم 214
في 6 يوليو 2013، وعلى متن رحلة تضم 292 راكبًا، كانت رحلة آسيانا رقم 214 تكمل رحلتها الليلية من سيول إلى سان فرانسيسكو عندما تم تنبيه الطيارين إلى أن الطائرة، وهي من طراز بوينغ 777-200ER، كانت منخفضة بشكل خطير؛ حاول الطيار المتدرب لي كانج كو ومدربه قائد الطيار لي جيونج مين الصعود، لكن الأوان كان قد فات، وسرعان ما اصطدمت الطائرة بالأرض وانفصل ذيلها، الأمر الذي أدى إلى انزلاق الجزء الأمامي من الطائرة على طول المدرج قبل أن يتوقف فجأة، كان هذا يعني احتمال وصول النيران من المحرك المحترق إلى خزانات الوقود، مما يعني انفجار الطائرة، ولكن لحسن الحظ لم يحدث ذلك، ولكن انتهى الأمر بوفاة 3 ركاب بينما أصيب 187.
رحلة كانتاس 72
كما يشير فيديو 7NEWS Spotlight الذي سجل رحلة كانتاس رقم 72 بتاريخ 7 نوفمبر 2008، كانت الطائرة في طريقها من سنغافورة إلى بيرث عندما تم تنبيه الكابتن كيفن سوليفان، إلى أن الاتصال قد انقطع بالطيار الآلي، وأعقب هذا الإنذار تحذيرات متناقضة بشأن التوقف والسرعة الزائدة، ثم بدأت الطائرة في الهبوط “بعنف”، وعندما هبطت الطائرة باتجاه المحيط الهندي، اصطدم الركاب الذين لم يكونوا مقيدين في مقاعدهم بالسقف، ثم قام الطيار بتصحيح وضع الطائرة، مما تسبب في سقوط الركاب غير المقيدين من السقف، الأمر الذي نتج عنه إصابة أكثر من 100 راكب، بعضهم بجروح خطيرة، ثم قرر “سوليفان” الهبوط في قاعدة تابعة للقوات الجوية الملكية الأسترالية، فيما طُلب من الركاب ربط أحزمة الأمان،ولكن بعض أفراد الطاقم قد كسرت عظامهم الأمر الذي صعب عليهم هذه المهمة، ولحسن الحظ نجح سوليفان في الهبوط بالطائرة. ووجد مكتب سلامة النقل الأسترالي أن “البيانات غير الصحيحة” تسببت في حالة الطوارئ على متن الطائرة، لكنه لم يتمكن من تحديد كيف أو لماذا.
علماء يطورون روبوت لقيادة الطائرات مثل البشر