تكتسب مدينة الرياض أهمية تاريخية كبيرة، إذ إنها كانت اللبنة الأولى في مسيرة توحيد الدولة السعودية التي خاضها الملك عبد العزيز -رحمه الله – قبل ما يزيد عن قرن عندما استردها في عام 1902.
ولكن الاهتمام بالرياض بدأ حتى قبل هذا التاريخ، فمنذ القرن التاسع عشر وتشهد المدينة توافدًا للكثير من المستكشفين والرحالة الذين قصدوها بغرض التعرف على ثقافتها وتوثيق الحياة اليومية في شبه الجزيرة العربية.
في السطور التالية نرصد أبرز ما كتبه الرحالة عن مدينة الرياض عبر العقود:
قال إن الرياض غنية بالبساتين الغناء والنخيل الكثيف، واصفًا جمال الطبيعة هناك قائلًا “انبسط أمامنا وادٍ فسيح وقبل هذا الوادي مباشرة تحت المنحدر المليء بالحصى الذي وقفنا فوق قمته لاحت لنا العاصمة طويلة ومرتفعة تتوجها أبراجًا عالية، وأسوار دفاعية قوية”.
وتابع: “ومساحات من السقوف والشرفات، يطل عليها جميعها قصر فيصل الملكي الكبير “يقصد الأمام فيصل”، وهو عبارة عن مبنى مهيب، وبجانبه يرتفع قصر نادر أقل اتساعاً بناه وسكنه ابنه عبدالله “يقصد الأمام عبدالله بن فيصل”.
كما قال: “وعلى مسافة ثلاثة أميال من السهول المحيطة لاح لنا بحر من النخيل التي ترتفع وسط حدائق خضراء حسنة الري فيما بلغت مسامعنا أصوات السواقي الشجية، ومن الجهة المقابلة إلى الجنوب انفتح الوادي على سهول اليمامة الواسعة الخصبة وتخللها البساتين والقرى الكثيفة”.
يقول الرحالة الدانماركي: “سرنا عبر وادي حنيفة الذي امتلأ مجراه بالأشجار والشجيرات الصغيرة التي يبلغ ارتفاع بعضها خمسة أمتار، وامتد أمامنا في الوادي جدار أخضر داكن من بساتين النخيل، وعلى هذه الخلفية المنمقة الخضراء من الواحة تظهر الأسوار والأبراج عندما تسطع عليها أشعة شمس الظهيرة الشديدة الضياء”.
على مدار زيارات عديدة إلى الرياض، كتب الرحالة البريطاني: قال: “لا يوجد مبنى في جميع أنحاء مملكة ابن سعود أعظم فخامة في تخطيطه ولا أجمل في هيئته بعمارة شبه الجزيرة العربية الحديثة من القصر الملكي بالرياض”.
وصف مصطفى الرياض في كتابه الذي ضم مقالات عديدة كتبها بعد زيارته للجزيرة العربية، قائلًا: “تعد الرياض أكبر مدن نجد وأعظمها شأنًا بوصفها عاصمة الديار النجدية، وهي ذات مبان ٍ متعددة، بينها عدة عمارات كبيرة، ويحيط بالمدينة سور فخم له أبواب كثيرة على مثال أبواب المدن الشرقية في سالف الزمان، وهي تقفل عند اللزوم، وتحيط بالعاصمة المزارع وأشجار النخيل”.
وتابع: “وتحيط بها أما جبل العرمة وجبل طويق فهما يحيطان بالرياض من الشرق والغرب، فالتلال المتتابعة والأودية الخضراء الغامقة المرسومة بدقة متناهية، وومضات النور فيما بينها، وكذلك الظلال الزرقاء التي يخلفها نور الشمس عند مغيبها تجعل المنظر يبدو وكأنه خلفية لصورة إيطالية قديمة مبهجة للمسافر”.
كتب الرحالة بعد زيارته في جمال الرياض قائلًا: ” لقد كانت الرياض ذات مظهر بهي، فهي مدينة مسورة تشبه مدن العصور الوسطى، محاطة بخضرة زاهية، المدينة تبعث في المشاهد إحساسًا بالسعادة بهذا المشهد العتيق الذي ظل باقيًا على مدى الدهور”.
قال كامل انطلاقًا من إعجابه الرياض: “إن الرياض عاصمة عجيبة في تكوينها ومعالمها، فإنك لتجد فيها كثيرًا من المفارقات التي تصور مدى ما نالها وينالها من تطور سريع”.
وتابع: “ما زال لسرعته يجمع بين الماضي والحاضر في إطار واحد، تجد فيها صورة الرياض القديمة، والمعالم الحديثة التي تسابق الزمن في ميادين النهضة والعمران، والتي تمت في سنوات قلائل هي الصورة الحديثة للرياض عاصمة المملكة العربية السعودية”.
سوق الزل بالرياض.. آلة زمنية تنقلك 120 عامًا إلى الماضي
مواقع فعاليات عروض الضوء والصوت احتفالًا باليوم الوطني
بعد انضمامها إلى قائمة اليونسكو.. ما لا تعرفه عن محمية “عروق بني معارض”