تعتبر الصين تايوان بمثابة هاجس وتهديد أمني كبير، وهو ما يجعلها تسعى لإخضاعها والسيطرة عليها بل وغزوها حسبما توضح بعض المؤشرات الأخيرة.
ومؤخرًا، تزايد حديث الرئيس شي جين بينغ عن الحرب، وبدأت بكين في إجراء تعزيزات عسكرية وبحرية ضخمة، بحسب مقال نُشرته صحيفة The Telegraph البريطانية.
وتنظر الصين إلى تايوان – التي تتمتع بالحكم الذاتي – على أنها إقليم تابع لها ولكنه متمرد، وتكثف من جهودها لفرض سيطرتها على تايبيه وإجبارها على قبول السيادة الصينية، وهو ما ترفضه حكومة تايوان.
ولكن بالنسبة لدول الغرب فهي تفسر تواجد الصين المحتمل في مضيق تايوان بشكل آخر، ومن المرجح أن يترتب عليه عقوبات مثل قطع إمدادات المواد الخام مثل الحديد عن بكين.
لماذا تهتم الصين بالحديد؟
تستهلك الصين كميات كبيرة من الحديد لإنتاج الصلب، والذي يدعم خطة بكين في تطوير البنية التحتية والطرق والمباني السكنية.
وتصنيع الحديد ينتج عنه الكثير من خردة الفولاذ، وهو ما دفع الحكومات في بورت تالبوت في كندا وويلز في المملكة المتحدة لبناء أفران بتكلفة 500 مليون جنيه إسترليني لمعالجة خردة الفولاذ.
ولكن هذه الطريقة التي يعتمدها الغرب لضمان الاستدامة واتباع طرق صديقة للبيئة، من الممكن أن لا تصلح دائمًا في الصين بسبب تكلفتها المرتفعة.
ولذلك تعتمد الصين على واردات خام الحديد لضمان استمرار مخططات تطورها، وتركّز بشكل أساسي في وارداتها على أستراليا التي تمتلك جبالًا من أكسيد الحديد، ولكنه منفذ مهدد إذا اتخذت بكين قرار الحرب مع تايوان.
وهذا ما يؤكد أن الصين لن تُقدم على أي عمل عدائي إلا بعد تأمين مصدر آخر لخام الحديد.
ولا يتوقف الأمر عند تأمين إمدادات الصين من الحديد فقط، بل إن هناك بعض المعادن الأخرى مثل الماجنتيت التي تستوردها الصين من أستراليا، وكذلك الهيماتيت.
وفي حين أن الصين تنتج من الماجنتيت عشرات الملايين من الأطنان محليًا، إلا أنها لا تكفي متطلبات الصين، كما أن إحدى الشركات الصينية أيضًا تقوم بتعدين أكسيد الحديد الأسود في ذلك البلد.
وهناك مصادر أخرى لخامات الحديد وتحديدًا الهيماتيت مثل البرازيل، ولكن الكميات الموجودة فيها لن تكفي لسد حاجة الصين منه.
غرب أفريقيا الحل!
قد تكون غرب أفريقيا وتحديدًا غينيا هي طوق النجاة للصين للحصول على خام الحديد، إذ إنها تمتلك رواسب من الهيماتيت تساوي تلك الموجودة في أستراليا.
وتسعى الحكومة الصينية إلى تقليل اعتمادها على أستراليا، في مقابل الاستثمار في مشروع خام الحديد في غينيا وتحديدًا منجم “سيماندو” الذي يُعد أكبر رواسب الحديد في العالم.
ولكن الاستفادة الصينية من منجم سيماندو لا تكمن في فكرة التعدين نفسها، ولكن نقل خام الحديد إليها، ولذلك فالأمر برمته يتعلق ببناء خط سكة حديد بطول 600 كيلو متر وكذلك ميناء، لشحن الحديد على متن السفن إلى بكين.
وهذا المشروع ليس حديث العهد، ولكنه تأخر لسنوات عديدة بسبب الفساد في غينيا والحكومات المتغيرة، ووفق الحكومة الجديد فإن المشروع قد يكون جاهزًا بحلول مارس 2025، كما أن السكك الحديدة والميناء سيعملان بحلول نهاية عام 2024.
وتكمن المخاوف في أن التسرع بإنجاز المشروع ضمن هذا الجدول الزمني وبتكاليف رخيصة، من أجل تحقيق مكاسب سياسية لـ شي بينغ، قد يتسبب في انهياره لاحقًا.
وبحسب تحليل تليغراف، فإن الرئيس الصيني يسعى للحرب من أجل توحيد البلاد ومواجهة القوى الداخلية التي ربما تخطط للإطاحة به، دون الالتفات إلى العواقب المترتبة على ذلك.
وبشكل عام، لن يكون غزو تايوان سهلًا على الصين إذا لم تستطع تأمين احتياجاتها من خام الحديد من مصدر آخر، كما أن تايوان ستُصبح مُهددة إذا بدأ منجم سيماندو في تصدير إنتاجه إلى الصين.
الصين ترسل أكثر من 100 طائرة بالقرب من تايوان.. هل تندلع الحرب؟
تايوان والصين.. لماذا يزداد القلق في تايبيه مع قرب الانتخابات الرئاسية؟