يبدأ زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، زيارة إلى روسيا اليوم الثلاثاء، يلتقي خلالها الرئيس فلاديمير بوتين بغرض التباحث حول صفقات أسلحة محتملة إلى موسكو، لإعادة التوازن إلى ترسانتها المستنزفة بسبب الحرب في أوكرانيا.
من المتوقع أيضًا أن يناقش الطرفان إمداد روسيا لكوريا الشمالية بشحنات من الغذاء والطاقة والخبرات في تكنولوجيا الأسلحة المتطورة.
هذا التعاون ربما يزيد قلق الولايات المتحدة، إذ يخوض الطرفان صراعات منفصلة معها حول عدة قضايا، على رأسها العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وتوسع كوريا الشمالية في التجارب الصاروخية.
ويُعد لقاء الزعيمين هو الأول لـ كيم مع رئيس دولة منذ 2020، حينما أغلقت كوريا الشمالية حدودها، إذا كان لقاؤهما الأول في عام 2019.
كان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قال إن البلدين يدرسان إجراء مناورات عسكرية مشتركة، وذلك في أعقاب زيارة له إلى بيونغ يانغ في يوليو الماضي، كانت بغرض طلب المزيد من إمدادات الأسلحة من كوريا الشمالية.
أهداف روسيا
الهدف الأساسي لموسكو من زيارة أون هو الحصول على الأسلحة، وأشار المسؤولون الأمريكيون من قبل إلى أنه لديهم شكوك حول حصول روسيا على أسلحة من كوريا الشمالية، تشمل قذائف مدفعية وصواريخ وذخائر تنتمي إلى الحقبة السوفيتية.
واستشهد المسؤولون الأمريكيون في ذلك بزيارة شويغو، التي تُعد الأولى لوزير دفاع روسي منذ تفكيك الاتحاد السوفيتي في عام 1991، وفق الرئيس السابق للمعهد الكوري للتوحيد الوطني في سيول، كيم تيوو.
وإذا تم توقيع صفقة الأسلحة بين بيونغ يانغ وموسكو، ستكون بمثابة انتهاك للقرارات التي أقرتها الأمم المتحدة بحظر تجارة الأسلحة مع الدول المعزولة، والتي صدقت عليها روسيا.
ولكن روسيا لم تعد تأبه لتلك القرارات، بعد العقوبات التي فرضها عليها الغرب في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وباتت موسكو تسعى للحصول على ما ينقصها من أسلحة من دول تخضع للعقوبات مثل إيران وكوريا الشمالية.
ولكن المحلل في معهد أسان للدراسات السياسية في سيول، دو هيون تشا، قال إن كوريا لن تستطيع إرسال كميات كبيرة من الأسلحة في وقت قصير إلى روسيا – حال تم الاتفاق – بسبب ضيق الطرق البرية التي تربط بينهما.
ماذا يريد زعيم كوريا الشمالية؟
تأمين شحنات الغذاء ونقل الخبرات التكنولوجية العسكرية التي تساعد في دعم خطط بناء أسلحة ذات تقنية عالية، هي أهم أولويات كيم من الزيارة، وهو ما يجعلها صفقة رابحة للطرفين.
ويهدف كيم إلى تعزيز ترسانته بأسلحة مثل: الصواريخ القوية بعيدة المدى والأسلحة الباليستية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية وأقمار التجسس الصناعية.
ولكن لا توجد مؤشرات واضحة حول احتمالية إمداد روسيا لكوريا الشمالية بخبراتها في تطوير الأسلحة، خصوصًا وأنها سعت دائمًا لإخفاء هذه التقنيات حتى عن أقرب حلفائها مثل الصين.
وسيضمن الطرفان توفير النواقص التي يحتاجها كل منهما، فمن ناحية يواجه بوتين ضغطًا على ترسانة أسلحته التي تتعرض للاستنزاف بسبب الحرب، ومن ناحية أخرى فإن التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان يمثل ضغطًا أيضًا على إمدادات كوريا الشمالية.
مستقبل علاقات البلدين
حتى الآن لا توجد دلائل يمكن من خلالها توقع مدى التقارب الذي من الممكن أن تصل إليه العلاقات بين البلدين.
ولكن سعي روسيا لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة هو دليل للانفتاح على تعميق العلاقات، إذ إنها بذلك ستتخذ خطوة لم تقبل عليها منذ خمسينيات القرن الماضي، في ظل تبينها لفلسفة الاعتماد على الذات.
وقال الأستاذ في جامعة كوريا الشمالية، نام سونج ووك، إنه من المرجح ألا تقبل بيونغ يانغ بهذا العرض، لأنها لا تريد أن تعتمد على روسيا في أي مجال.
ولكن بشكل عام، يرى الأستاذ بجامعة إيوا للسيدات في سيول، بارك وون جون، إن بيونغ يانغ وموسكو تهدفان إلى تطوير علاقتهما بهدف إثارة قلق الولايات المتحدة، خصوصًا في ظل مجالات التعاون المفتوحة أمامهما، ولكن ذلك لا يعين بالضرورة أن تتخذ العلاقات أبعاد أعمق من ذلك.
“بايدن” يضطرّ للدفاع عن نفسه بعد لقاء زعماء مجموعة العشرين.. لماذا؟
كعادتها في الأزمات.. المملكة تدشن جسرًا جويًا لمساعدة متضرري زلزال المغرب