على مدار تاريخ طويل من التطور التقني، لم يكن قطاع التعليم بعيدًا عن الركب بل كان يسارع دائمًا لتبنى التطورات الناشئة وإدخالها في نظم التدريس، بداية من أجهزة الكمبيوتر ومرورًا بالإنترنت والأجهزة اللوحية.
هذه التقنيات ساهمت بشكل كبير في تغيير الطريقة التي يقوم عليها التدريس والتعلم، وهي أساليب من المنتظر أن تشهد طفرة جديدة بإدخال الواقع الافتراضي، الذي سيمكّن المعلمين من خلق تجربة تفاعلية وتحفيزية للطلاب، بما يؤدي إلى تغييرات في الممارسات التعليمية.
كيف يتم استخدام الواقع الافتراضي في التعليم؟
هناك 4 اتجاهات يحضر فيها الواقع لافتراضي بوضوح وهي:
تعلم المهارات الفنية
يوفر الواقع الافتراضي تجربة شبه حية لتعلم العديد من المهارات الفنية والتقنية من خلال المحاكاة، بدلًا من الاعتماد على الطرق التقليدية النظرية مثل قراءة الكتب ومشاهدة مقاطع الفيديو.
وتتيح هذه التجربة للطلاب بناء خبرات عملية، كما تساهم في تقليل المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الطالب إذا أقدم على تلقي خبرة مماثلة في الواقع الحقيقي، مثل تجارب الكيمياء كمثال.
التعلم عن بُعد
في بعض الأوقات مثل فترة الإغلاقات التي تزامنت مع جائحة كوفيد، كان التواجد وسط مجموعات للدراسة أو العمل أمرًا محاطًا بالكثير من المخاطر، لذلك ظهرت أهمية مصطلح “عن بُعد”.
ولعب الواقع الافتراضي دورًا كبيرًا في ضمان استمرار العملية التعليمية ومصالح العديد من الشركات عن بُعد بفضل تقنياته، والتي أنشأت بيئة تسمح للمعليمن والطلاب بالتواجد معًا داخل نفس الغرفة افتراضيًا، وبالمثل في بعض الشركات.
مساعدة ذوي الهمم
ربما يكون أمام الشخص بعض العوائق الشخصية التي تمنعه من تلقي التعليم بالشكل التقليدي مثل عدم القدرة على الحركة أو معاناة البعض من مشكلات أخرى مثل التوحد، وهنا يظهر الدور الأعظم للواقع الافتراضي، إذ يساعد هؤلاء على التعلم بطرق مختلفة.
من خلال الواقع الافتراضي يتمكن المعلمون من إنشاء محتوى تعليمي يناسب هذه الحالات، وإجراء الأنشطة التي ربما تكون مرهقة لهم مثل الرحلات الميدانية والتجول افتراضيًا.
الرحلات الميدانية الافتراضية
تُعتبر الرحلات الميدانية من أبرز أساليب التعليم منذ عصور، فهي تساهم في إكساب الطلاب الخبرة والمعرفة العملية التي قد يكون من الصعب توافرها دخل الفصل الدراسي، مثل زيارة الأماكن التاريخية والتراثية.
ويساعد الواقع الافتراضي على السماح للطلاب بالاستمتاع بتجربة الرحلات الميدانية دون عوائق، والتي قد تتمثل في عدم القدرة على دفع تكاليفها في بغض الأحيان، أو عدم القدرة على مغادرة الفصل.
فوائد الواقع الافتراضي في التعليم
يضمن استخدام الواقع الافتراضي في التعليم عدة ميزات منها:
المساواة في الوصول
إذ يمكن جميع الطلاب باختلاف ظروفهم وأوضاعهم ومسافاتهم المادية من الحصول على نفس القدر والجودة من التعليم، دون التقيد بعوائق.
مشاركات حية
يتيح الواقع الافتراضي للطلاب تحويل المفاهيم والخبرات النظرية إلى تجارب حية، بما يساهم بتفاعل أكبر معها ويحقق القيمة والاستفادة الأكبر.
تقليل المخاطر
يحظى الطلاب في الواقع الافتراضي بتجارب خالية من المخاطر، إذ يمكنهم التجربة وخوض المغامرات دون القلق من العواقب والنتائج التي قد تكون وخيمة في كثير من الأحيان، على عكس الواقع الحقيقي.
قطار ماجليف الصيني أسرع من الطائرة!
أبرز إنجازات السحابة الحكومية “ديم”
قوة الصين في مجال الرقائق تتزايد بسبب هاتف ” HUAWEI” الجديد.. لماذا؟