اقتصاد

المدفوعات السلسة.. تكنولوجيا الدفع التي تهدد عرش التداول النقدي

مع تطور التقنيات وتسارع وتيرة الحياة، باتت المدفوعات السلسة هي الوسيلة الأبرز للتفاعل مع المستهلكين على نطاق واسع، بما يضمن السرعة والرفاهية والخصوصية.

ما هي المدفوعات السلسة؟

وفق موقع apriva، يُطلق مصطلح المدفوعات السلسة على أساليب التعامل النقدي الرقمي عبر وسائط متنوعة، من خلال ماكينات الدفع في المتاجر أو تطبيقات الدفع الإلكترونية وغيرها.

ويُطلق على هذه الوسائل اسم السلسة، نظرًا لأنها لابد من أن تتم بسهولة وتوفر للمستخدم أقصى درجات الأمان والسرية.

المدفوعات الرقمية VS تداول النقد

تتبنى العديد من دول العالم أساليب الدفع الإلكتروني في مقابل التعاملات النقدية، مدفوعة بالدعم الكبير الذي يوليه خبراء الاقتصاد للمدفوعات الرقمية والذي يرجع لعدة أسباب وهي:

تكاليفها المنخفضة

على عكس المتوقع، يُشير موقع Axepta إلى أن تكاليف التعامل النقدي أكبر بكثير من نظيرتها الخاصة بالتعامل الرقمي، وذلك لأن الأولى تخضع لعمليات مثل التوزيع والإيداع والعد والنقل، بخلاف الحاجة إلى قوى عاملة وبنية تحتية وخدمات لوجستية.

وضرب الموقع مثالًا بتكاليف دفع 20 يورو بالأساليب النقدية العادية والأساليب الرقمية، ففي الحالة الأولى ستبلغ التكلفة حوالي 0.13 يورو، في مقابل 0.30 يورو أو أكثر في الحالة الثانية.

عامل الأمان

من ناحية التعامل، فإن الدفع الإلكتروني ينطوي على مخاطر أقل بكثير من التعامل النقدي، بل تكاد تكون معدومة، وذلك بسبب تقنيات التشفير والترميز وكلمات المرور التي تُطلب من الشخص عند كل تعامل للتحقق من مصدر المعاملة.

كما أن التعامل النقدي الإلكتروني يجنب المستهلك مخاطر السرقة والفقدان، وفي حين أنه خطر وارد أيضًا في التعاملات الرقمية، إلا أن فرص عودة الأموال تظل موجودة من خلال وقف التعامل على البطاقة المصرفية وتتبع خط سير المعاملات وغيرها من الإجراءات.

مرونة التعامل

توفر التعاملات الرقمية تحركات سلسة في دفع الأموال في أي وقت، دون الحاجة للانتظار في طوابير مكاتب الصرافة والبنوك، بخلاف القدرة على التحقق من التعاملات من خلال تقارير الاستلام وسحب النقود التي توفرها البنوك عبر خدماتها على الإنترنت بالتفصيل.

المدفوعات السلسة

الذكاء الاصطناعي والمدفوعات الرقمية

خلال الآونة الأخيرة، تحظى القضايا المتعلقة بتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بنقاشات واسعة، لدراسة تأثيراته على مستقبل البشرية في العدد من الجوانب الحياتية، وخصوصًا السلبية منها.

ولكن وفق موقع Opusconsulting، فإن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم بشكل كبير في دعم منظومة المدفوعات الرقمية وتحسينها.

فبخلاف مهارات تحليل البيانات والتنبؤ بسلوك الدفع المستقبلي للمستهلكين، فإنه يمكن أن يساعد في اكتشاف التلاعب أو تغيّر سلوك العملاء واستخلاص المعلومات من البيانات الضخمة.

وكمثال يمكن تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على رصد وتحليل التعليقات حول منتج أو شركة ما، ومن ثم تقوم البرامج بتحليل هذه البيانات وتحديد إذا كانت سلبية أو إيجابية، فإذا كنت التعليقات المتضررة تحظى بالنسبة الأكبر، فهذا دليل على عيب أو سوء خدمة من الجهة المنوطة بالبحث.

وتدرس المؤسسات المالية حاليًا أتمتة معالجة الدفع، من خلال استخدام البصمات الصوتية عند الدفع، بدلًا من الطرق التقليدية، حتى يتمكن العميل من إدخال كلمة المرور بمجرد قراءتها، وهو ما يمنح تجربة سهلة وخالية من الأخطاء بنسبة كبيرة.

كما أن الذكاء الاصطناعي ساهم في كشف وقائع الاحتيال والنصب والسلوكيات الغريبة للعملاء، بما يجنب الكثير من مخاطر القرصنة الإلكترونية بهدف الاستيلاء على الأموال، وذلك عن طريق مقارنة نمط العملية التي يُجريها العميل مع أنماط العمليات السابقة.

مجموعة العشرين “G20”.. تأسيسها وأعضاؤها وأهدافها

6 علامات تشير إلى أزمة الاقتصاد الصيني

صندوق النقد الدولي يشيد بازدهار اقتصاد المملكة وقوّة موقفها المالي