صحة

النظام الغذائي القلوي.. ما نعرفه عن حمية تقليل الأحماض في الجسم

يعتمد البعض على أنظمة غذائية بغرض خسارة الوزن أو التعايش مع الأمراض أو حتى لإضفاء المزيد من الصحة على حياتهم، ومن بين تلك الحميات النظام الغذائي القلوي.

ما هو النظام الغذائي القلوي؟

هو نظام يركز فيه الشخص على تقليل الأطعمة التي تنتج الأحماض مثل البروتينات الحيوانية والجبن، ويستبدلها بالأطعمة التي تنتج القلويات مثل الفواكه والخضروات.

ويقول أنصار النظام الغذائي القلوي إن الاعتماد على الأطعمة التي لها خصائص قلوية يمكن أن يقي الشخص أمراضًا مثل هشاشة العظام والسرطان وأمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم.

ولكن حتى الآن لا توجد أبحاث تؤكد صحة هذه الاعتقادات، كما أنه ربما ينطوي على بعض الجوانب السلبية.

طريقة عمل الحمية القلوية

الهدف الأساسي من اتباع الحمية القلوية هو تحسين درجة الحموضة في الجسم، والتي يتم قياسها عن طريق الرقم الهيدروجيني.

ويمتلك مقياس الرقم الهيدروجيني في الجسم قيمًا من 0 إلى 14، تُشير الأرقام ما قبل 7 إلى الحموضة، بينما يُعد الرقم 7 محايد أي أنه لا قلوي ولا حمضي، أما القيم الأكبر من 7 تعني أنها قلوية.

النظام الغذائي القلوي.. ما نعرفه عن حمية تقليل الأحماض في الجسم
يقيس الرقم الهيدروجيني درجة الحموضة والقلوية في الجسم بأرقام من 0 إلى 14

هل الحمية القلوية أثبتت نجاحها؟

على الرغم من عدم وجود أبحاث سريرية تثبت صحة الادعاءات حول فوائد النظام الغذائي القلوي، إلا أنه ينطوي على بعض الفوائد.

ويساعد اتباع النظام الغذائي القلوي على تعزيز صحة القلب والشرايين، نظرًا لأنه يقلل من تناول الدهون الحيوانية الموجودة في اللحوم الحمراء والجبن، ويركّز على الأطعمة النباتية الغنية بالألياف.

كما أن الأطعمة القلوية مثل الفواكه والخضروات الطازجة غنية بالبوتاسيوم وقليلة الصوديوم، مما يمكن أن يساعد في خفض مستويات ضغط الدم، وتقليل تكوين حصوات الكلى بسبب تخفيف حموضة البول.

وكمثال قد يؤدي تناول كميات كبيرة من الأطعمة المنتجة للحمض إلى الحمض الاستقلابي منخفض الدرجة مع مرور الوقت.

وفي حين أن وجود علاقة بين المعدلات المرتفعة من الأحماض في الجسم والتأثيرات الصحية السلبية قد يكون أمرًا محتملًا، إلا أن هناك القليل من البيانات التي تدعم أن أحدهما يسبب الآخر.

وأظهرت دراسات سابقة تم إجراؤها على الحيوانات، أن الخلايا السرطانية تنشط في البيئات الحمضية أكثر من القلوية.

فيما أظهرت دراسة أخرى أُجريت على الإنسان وجود علاقة بين الأطعمة القلوية وانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي.

ولكن في نفس الوقت لم يتأكد الباحثون من كون هذه النتائج ترجع إلى قلوية الخضروات والفاكهة أم لأسباب أخرى، مثل احتوائها على مضادات الأكسدة والألياف.

النظام الغذائي القلوي.. ما نعرفه عن حمية تقليل الأحماض في الجسم
يقول أنصار النظام الغذائي القلوي إنه يساعد على الحماية من بعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم و وأمراض القلب والسرطان

تغيير الرقم الهيدروجيني

وفق ما هو متاح من بيانات، فإن هناك فجوة في المنطق الخاص بالنظام الغذائي القلوي، وهو أن بعض الأجزاء في الجسم لا يمكن تغيير رقمها الهيدروجيني.

وكمثال فإن المعدة تتميز بدرجة حموضة منخفضة خصوصَا وأنها تنتج عصارة حمضية بطبيعتها تساعد على الهضم.

وتتراوح حموضة المعدة بين 1.5 إلى 2.0، ما يساعد على إنتاج الميكروبات وحماية الجسم من الأمراض.

في المقابل، يتمتع الدم بدرجة حموضة أعلى، تتراوح بين 7.35 و7.45، ما يسمح للكلى والرئتان بالتحكم في وظيفتيهما ولا يمكن تغييره بالنظام الغذائي.

وحال تغير الرقم الهيدروجيني للدم سواء بالزيادة أو النقصان، قد يكون للأمر عواقب وخيمة وربما مميتة.

ويُعد البول هو السائل الوحيد الذي يمكن التحكم في درجة حمضيته أو قلويته، إذ إنه يتأثر بسهولة بالنظام الغذائي، ولكن تميل الكلى السليمة إلى التحكم في هذه التقلبات بشكل جيد.

ولذلك فاتباع الحمية القلوية لا يمكن أن تغير الرقم الهيدروجيني للجسم بالكامل، ولكن أنصار هذا النظام يقولون حتى في هذه الحالة يكفي أن الحمية تحافظ على الأعضاء الحيوية مثل الكلى من الاضطرار إلى العمل بجهد أكبر للحفاظ على توازن الحموضة في الجسم.

وعلى الرغم من أن تناول الأطعمة القلوية قد ينعكس بالفائدة على الجسم، إلا أن هناك أبحاث قليلة تدعم فكرة التحول إلى نظام قلوي بالكامل.

النظام الغذائي القلوي.. ما نعرفه عن حمية تقليل الأحماض في الجسم
لا توجد أبحاث كافية تثبت صحة أن النظام الغذائي القلوي بالكامل يدعم صحة الجسم

هل النظام الغذائي القلوي آمن؟

على الرغم من أن الحمية القلوية تركّز على العديد من الأطعمة المفيدة للجسم، إلا أنها قد لا تكون آمنة بالنسبة للجميع.

وأحد الأسباب هو افتقارها للبروتين الحيواني والاعتماد على القليل من البروتين النباتي، وهو ما ينعكس بالسلب على كتلة العضلات وقوتها، ويضعف النمو ويؤثر على المناعة.

ولذلك فهذا النظام قد يكون غير مناسب لبعض الفئات مثل الأطفال وكبار السن والحوامل وخلال الرضاعة.

من ناحية أخرى لا ينصح الأطباء بالتخلي عن مجموعات غذائية كاملة دون سبب طبي، حتى لا يؤدي إلى نقص في بعض العناصر الغذائية المهمة مثل الكالسيوم والحديد والزنك وفيتامين ب 12.

وبشكل عام لا شك في أن إضافة الخضروات والفاكهة في الوجبة الغذائية يساهم في تقليل خطر الأمراض المزمنة، ولكن لا توجد أبحاث واضحة تدعم العلاقة بين تناول الأطعمة القلوية والتمتع بصحة أفضل.

المصدر: Health