يستعد الإكوادوريين لتحديد مستقبل بلادهم عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات القادمة التي تحمل طابعاً خاصاً، حيث سيتم اختيار رئيس البلاد بالإضافة إلى التصويت على استفتاء وقف تنقيب النفط مما سيغير السياسة الاقتصادية التي تنتهجها البلاد منذ نحو 5 عقود.
ومن المقرر أن يحدد الاستفتاء إذا كان سيتم إيقاف التنقيب في حقل نفط ياسوني إشبينغو (ITT)، والذي يقع في متنزه الأمازون الوطني، ويعد واحداً من أغنى جيوب التنوع البيولوجي في العالم.
وتعاني الإكوادور من ضائقة مالية وسط تراجع الإيرادات المتأتية من تحصيل الضرائب وصناعة النفط، حيث كسبت البلاد 991 مليون دولار من النفط بين يناير ويوليو من هذا العام، أي أقل من نصف الـ 2.3 مليار دولار التي تلقتها خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وفي الأسبوع الماضي ، خفضت وكالة التصنيف فيتش التصنيف الائتماني لإكوادور إلى CCC + ، أي أقل بسبع نقاط من الدرجة الاستثمارية، بينما أشارت إلى المخاطر السياسية والأمنية في البلاد ، فقد قدرت أيضًا انخفاضًا قدره 600 مليون دولار في الإيرادات المالية وانخفاضًا بنسبة 12% في إنتاج النفط إذا نجح التصويت بنعم.
تاريخ النزاع
هذه ليست بداية النزاع في ياسونى بين المؤيدين لاستخراج النفط وبين المهتمين حماية غابات الأمازون المطيرة في الإكوادور، فهو مستمر منذ عام 2007 عندما حاول الرئيس بداية مشروع لاستخراج النفط، إلا أن الأمر لم يكتمل بسبب التمويل وسط احتجاجات من المهتمين بالبيئة.
وفي العام 2013 تدخلت كوريا في الأمر وبدأت التنقيب عن النفط في رقعة من الغابات المطيرة تبلغ مساحتها 4942 فدانًا، ووصل إنتاجه إلى 57 ألف برميل من النفط يوميًا.
وبعد 10 سنوات من المعارك القانونية الطويلة تمكنت حركة “ياسونيدوس” من جمع أكثر من 750 ألف توقيع لإجراء استفتاء حول اسمرار التنقيب عن النفط في ياسوني من عدمه.
فرصة لن تتكرر
يرى نيمونتي نينكويم، زعيم السكان الأصليين في الإكوادور أن الاستفتاء قدم للإكوادوريين “فرصة لا تحدث إلا مرة واحدة في العمر، وأن الشعب يملك إمكانية تغيير مسار التاريخ من خلال قول “نعم” لمنع عمل حقل ياسوني للنفط،مؤكدًا أن استخراج النفط ليس تطويرًا، وأنه سبب الفقر والتلوث والموت للإكوادوريين.
وقالت باتريشيا غوالينجا زعيمة مجتمع “كيتشوا” في ساراياكو، إن الإكوادور عليها البحث عن مصادر متجددة للطاقة ودعم الاقتصاد بطريقة أخرى غير استخراج النفط خاصة أنه لن يستمر أكثر من 15 عامًا.
وأكدت “غولينجا” أن النفط لم يجلب أي فائدة للإكوادور بل جلب الموت والدمار لسكانها الأصليين، الذين لا يزال نصفهم يعيشون في فقر، إضافة إلى الأضرار البيئية بسبب تكرار تسرب النفط في الأمازون
ومن جانبها أشارت هيويا كاويهيا مؤسسة جمعية نساء واراني بمنطقة الأمازون إلى أن الفوز في الاستفتاء سيكون انتصارا عظيمة لشعب الإكوادور، وأنها تحارب التنقيب عن النفط منذ سنوات، وأنها لن تنسى أن مقاولي النفط قد دمروا قبر جدها عن تنقيبهم عن النفط في المنتزه.
وأكدت “كاويهيا” أن الإكوادوريين لا يريدون المزيد من التلوث بل يريدون مستقبلاً مختلفاً لا يدمر صحتهم وحياتهم.
الإكوادور إلى أين؟
تشير استطلاعات الرأي إلى أن الإكوادوريين ربما يستمعون إلى دعوات النشطاء والسكان الأصليين لوقف نصف قرن من الاعتماد على النفط في البلاد.
ومن جانبه، وصف ألبرتو أكوستا بورنيو، الخبير الاقتصادي وقف التنقيب عن النفط بأن الإكوادور تنهي حياتها، لافتًا إلى أن التوقف عن إنتاج النفط لا يعني التقليل من استهلاك الوقود الأحفوري، بل يسبب رفع دولة أخرى إنتاجها النفطي لبيع الوقود لنا.
أردوغان يربح الانتخابات الرئاسية في تركيا والتوقعات “قلقة”
ما هي فرص جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة؟