يعتقد الكثيرون أن ارتداء نظارات تحتوي على عدسات حاجبة للضوء الأزرق عن النظر إلى الشاشات يحمي العين من الإجهاد والجفاف، في حين أن نتائج دراسة حديثة تم نشرها الأسبوع الماضي تشير إلى أن العدسات الحاجبة للضوء الأزرق لا تحمي العين أكثر من العدسات العادية، وأن كل ما كان يتداول حول ذلك لم يكن دقيقًا.
الضوء الأزرق ليس سبب الإجهاد
يقول الدكتور راهول كورانا، جراح الشبكية والمتحدث باسم الأكاديمية الأمريكية لطب العيون، – لم يشارك في الدراسة – إنه لا يوجد دليل على أن النظارات التي تحجب الضوء الأزرق لها أي فوائد صحية للعين، حيث إن الإجهاد يحدث عند النظر إلى الشاشات لفترة طويلة.
وأوضح “كورانا” أن الجفن يرمش 15 مرة في الدقيقة الواحدة، ولكن عندما تركز في شيء ما كالنظر إلى شاشة أو جهاز كمبيوتر، فإن ردة فعل الجفن تقل حيث يرمش من 5 إلى 7 مرات في الدقيقة فقط.
وأشارت لورا داوني، أستاذة علم البصريات وعلوم الرؤية في جامعة ملبورن – إحدى المشاركات في الدراسة – إلى أن بعض شركات النظارات تدعي أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات هو سبب إجهاد العين، موضحة أنه عندما تم تقييم نتائج 3 من التجارب التي شارك فيها 166 شخصاً، لوحظ عدم وجود فرق كبير في التعب البصري بين أولئك الذين يرتدون عدسات ترشيح الضوء الأزرق مقارنة مع أولئك الذين يرتدون العدسات التي لا ترشح الضوء الأزرق.
وفي سياق متصل أكدت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون، أن الضوء الأزرق لا يسبب إجهاد العين، ولا يضر بالشبكية أو يسبب أمراضاً مثل الضمور البقعي، وأن التجارب التي تتحدث عن أضرار الضوء الأزرق لم تحاكي الظروف الطبيعية للتعرض له.
لا تحمي الشبكية
يقول الدكتور كيفن إم ميلر، أستاذ طب العيون السريري في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، – لم يشارك في الدراسة – إن الدماغ تمتلك ساعة داخلية تعرف بـ”إيقاع الساعة البيولوجية” وهي المسؤولة عن تنظيم النوم وغيرها، حيث يمكن أن يؤثر الضوء والظلام على هذا الإيقاع، وتمتص العين الضوء قصير الموجة، مثل الضوء الأزرق بشكل تفضيلي بواسطة الخلايا المستقبلة للضوء في شبكية العين التي لها أكبر تأثير على الساعة البيولوجية.
وأوضح “ميلر” أن الضوء الساطع خاصة الضوء ذا الموجة القصيرة الصادر من الأجهزة، يربك الساعة البيولوجية في الليل وقد يجعل من الصعب النوم أو البقاء نائمًا بعمق، ورغم ذلك لم تثبت الدراسات السريرية أن العدسات العاكسة للضوء الأزرق ساعدت في تحسين جودة نوم من يستخدمها.
كما أجريت 6 دراسات أخرى شارك بها 148 شخصًا، وجاءت نتائجها متضاربة حيث أثبتت 3 دراسات تحسن ملحوظ لدى المشاركين في جودة النوم، بينما أوضحت نتائج الدراسات الثلاث الأخرى أنه لا يوجد فرق بين من يستخدم العدسات العادية ومن يستخدم العدسات الحاجبة للضوء الأزرق في جودة النوم.
السعوديون بين أعلى شعوب العالم في معدلات السهر.. سلوك يؤثر على الفرد والمجتمع
دليل الغذاء الصحي للأطفال في المدارس.. المجموعات الغذائية الخمس
ماذا لو ارتدى الطالب حقيبة ظهر ثقيلة باستمرار؟.. مشكلة خطيرة في الانتظار