علوم

لماذا تزحف الأشجار نحو قمم الجبال؟

أوضحت الدراسات الحديثة زحف خطوط الأشجار التي تنشأ في البرية دون تدخل من البشر باتجاه قمم الجبال، وكان التفسير الأول الذي بدر إلى ذهن العلماء أن ذلك نتاج الأنشطة البشرية التي تؤثر على البيئة الملائمة للحياة النباتية، إلا أن مواصلة الأبحاث أثبتت أن الأشجار في المناطق القريبة من قمم الجبال التي لا تشهد أي أنشطة بشرية آخذة في الارتفاع أيضًا، مما يدل على أن هذا الزحف هو نتاج لتغير المناخ وأن النباتات تهرب من الأجواء الساخنة.

العقد الأول من الألفية الثانية

استخدم علماء من الجامعة الجنوبية للعلوم والتكنولوجيا في شينزين بالصين الاستشعار عن بعد لرسم خرائط لأعلى نقاط تغطية الأشجار على الجبال، ووجدوا أن 70٪ من خطوط الأشجار الجبلية قد تحركت صعودًا بين عامي 2000 و 2010.

 

وفي البداية كان متوسط تحركات خطوط الأشجار لأعلى بمقدار 1.2 متر في السنة ، لكن التحول كان أكبر في المناطق الاستوائية، حيث بلغ متوسط زيادة التحرك صعودًا 3.1 متر في السنة، وبعدما تتبع الباحثون ما يقرب من مليون كيلومتر من خط الأشجار عبر 243 منطقة جبلية حول العالم، وجدوا أن معدل التغيير يتسارع في جميع المناطق وهو ما يؤكد نظرية أن الزحف نتيجة تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة وأنه ليس بسبب الأنشطة البشرية.

أضرار زحف خطوط الأشجار

لم يحدد العلماء بشكل دقيق الآثار المترتبة على زحف خطوط الأشجار إلى قمم الجبال، وما حجم الكوارث التي ستترتب عليها، لكن هناك بعض التأثيرات التي لا تحتاج لأبحاث فتركز الأشجار في القمم فقط سيساهم في ارتفاع درجات الحرارة بسبب اختفاء الأشجار التي كانت تعمل على تلطيف الأجواء والحفاظ على درجة الحرارة المائلة للبرودة في الأجزاء المرتفعة من المناطق الجبلية.

تتعرض مناطق مثل جبال الألب إلى خطر الاختفاء في حال استمرار التغير بنفس الوتيرة المتسارعة، نظرا لقلة الأشجار على السفوح وبالتالي زيادة في درجات الحرارة التي سينتج عنها ذوبان الجليد والثلوج، واختلال النظام المناخي بها.

كما أن ارتفاع درجات الحرارة سيتسبب في موجات من الجفاف في الجداول الصغيرة التي تغذي خطوط الأشجار الجبلية بالماء وبالتالي مع مرور الوقت ستتعرض تلك المناطق للتصحر واختفاء المساحات الخضراء بها.

يؤدي انخفاض أعداد الأشجار إلى زيادة معدلات الكربون في الغلاف الجوي بمعنى زيادة الاحتباس الحراري والمزيد من الموجات الحارة التي ستقضي على الكميات القليلة من المساحات الخضراء المتبقية وارتفاع نسب الجفاف، أي أن البشرية ستكون أمام كارثة حقيقية تهدد حياة عشرات الملايين من البشر.

“اللجنين”.. مستقبل البطاريات المُصنّعة من الأشجار

عدد الأشجار على الأرض والنجوم في مجرة درب التبانة.. أيهما أكثر؟

أقدم وأطول وأكبر الأشجار في العالم