لا تقتصر مخاطر ركوب البحر على مفاجآت طبيعية قد تنشأ من عوامل مثل تقلب الأجواء، ولكنها تمتد إلى مخاطر بشرية تواجه البحارة في الملاحة البحرية وأشهرها “القرصنة”، كما صورت أحداث فيلم “كابتن فيليبس”.
روى القبطان السعودي مجدي الحربي قصة تعرضه لهجوم من قراصنة صوماليين خلال إبحاره، وكيف استطاع منعهم بطريقة احترافية من الاقتراب إلى السفينة.
قال القبطان خلال لقاء مصور بثته الصفحة الرسمية لهيئة الإذاعة والتليفزيون عبر حسابها الرسمي على “إكس”: إن القصة التي لا تُنسى خلال عمله في البحر، هي ملاحقة القراصنة ومهاجمتهم للسفينة.
وأضاف الحربي: “كنا متجهين من جدة إلى جبل هادي، واجهنا قراصنة من الصومال يهددوننا إما أن تتوقف السفينة أو إطلاق النيران، كنا اكتشفناهم وقتها بأجهزة الرادار”.
وتابع: ” في نفس الوقت كان هناك تعميم بأن أي سفينة تتعدى سرعتها 25 عقدة، تُعتبر سفينه قراصنة، وفي العادة تكون سفنهم صغيرة”.
واستكمل القبطان السعودي: “بلغّنا بسرعتهم وتوجههم إلينا، وكانت المنطقة مقسمة إلى منطقة الحماية البحرية البريطانية، والحماية البحرية السعودية واليابانية، ووقتها كنا في المنطقة الأولى”.
وأوضح أن الطاقم انقسم إلى قسمين، أحدهما في غرفة القيادة والآخر اتجه إلى دفة السفينة للاختفاء عن القراصنة، لحين اتخاذ القرار المناسب من البحرية البريطانية.
“في هذا الوقت اتجهت سفينة القراصنة نحونا، ولكن حدثت استجابة سريعة من البحرية البريطانية وجاءت بالهيلكوبتر والسفن وتم اتخاذ الإجراء المناسب، وكان في نفس الوقت هناك تعامل احترافي منا بغرض منعهم من الاستيلاء على السفينة”، وفق الحربي.
#مانشيت | قصة بطولية فريدة في البحر الأحمر؛ قبطان أعالي البحار “مجدي الحربي” يروي لبرنامج “شجعان” كيفية مواجهة القراصنة الصوماليين، ومنعهم بطريقة احترافية من الاقتراب من السفينة. #هيئة_الإذاعة_والتلفزيون pic.twitter.com/PwRefPcbds
— هيئة الإذاعة والتلفزيون (@SBAgovSA) August 16, 2023
تمثل هجمات القراصنة تهديدًا لحركة الملاحة والشحن في جميع المسطحات المائية حول العالم، وباتت بعض الممرات من أكثر الأماكن سيئة السمعة.
ويُعد مضيق باب المندب بالقرب من الصومال ومضيق ملقا بالقرب من ساحل إندونيسيا، أبرز الأمثلة على ذلك.
ورصد موقع statista أعداد هجمات القرصنة على السفن في جميع أنحاء العالم منذ عام 2010 وحتى عام 2022.
ووفق الموقع فإن أعداد الهجمات انخفضت خلال عام 2022، إذ تعرضت 115 سفينة لهجوم في مقابل عام 2010 الذي شهد ذروة الهجمات بـ 445 هجومًا.
كان عام 2011 هو العام الأبرز التالي بـ 439 هجمة، ثم عام 2012 بـ 297 هجمة، ثم 2013 بـ 264 هجمة، وعام 2014 بـ 245 هجمة.
وارتفع الرقم في عام 2015 بفارق بسيط بـ246 هجمة، ثم عاود الانخفاض في الأعوام التالية حتى عام 2021 بـ 132 هجمة.
القبطان المتمرد.. قاد إنقلابًا لاستعادة أمجاد “لينين”.. وأعدمته “موسكو” بتهمة الخيانة
