منوعات

القبطان المتمرد.. قاد إنقلابًا لاستعادة أمجاد “لينين”.. وأعدمته “موسكو” بتهمة الخيانة  

في منتصف ستينيات القرن الماضي تولى ليونيد بريجنيف (Leonid Brezhnev) قيادة الاتحاد السوفييتي، وذلك بعد الإطاحة بـ”نيكيتا خروتشوف” من سدة الحكم.

استمر حكم “بريجنيف” حوالي 18 عامًا، ولكن فترة حكمه كانت مضطربة، وأثارت غضب الكثير من القيادات السوفيتية، لأن كان يحاول الخروج عن قواعد وثوابت “لينين”.

وبالتزامن مع حالة الاحتقان المتزايدة تجاه “برينجيف” شهدت السبعينيات حادثة تمرد شهيرة كان بطلها “فاليري سابلين” الذي حاول التمرد على حكم “برينجيف”، وهي من أشهر قصص التمرد في تاريخ الاتحاد السوفيتي.

الخدعة

في مساء يوم 8 نوفمبر 1976، أبلغ الكابتن “فاليري سابلين”، الكابتن “أناتولي بوتولني”، قائد الفرقاطة السوفيتية المضادة للغواصات Storozhevoy “الحارس”، أن العديد من ضباطه كانوا في حالة سكر في مقصورة السونار الأمامية، مما دفع “بوتولني” للتوجه إلى المقصورة الأمامية لتفقد الأمر، ولكنه لم يجد شيئًا خاطئًا، ولكنه سرعان ما سمع ثم سمع صوت طقطقة الفتحة التي تقفل فوقه، نعم لقد وقع في الفخ.

حاول القبطان الذي تعرض للخديعة أن على الفتحة لكن “سابلين” قال له: “آسف، لن أستطيع فعل أي شيء آخر، بمجرد وصولنا إلى وجهتنا، سيسمح لك باختيار مصيرك.”

كان “سابلين” البالغ من العمر 37 عامًا يتمتع بكاريزما قوية جدًا وكان طموحًا، فعندما كان طالبًا عسكريًا، خاطب الرئيس “نيكيتا خروتشوف” كتابيًا ليقدم له بعض النصائح المدروسة حول الإصلاحات اللينينية، ثم انتقل بعد ذلك إلى انتقاد سياسات “بريجنيف”، التي تركز الإنفاق على المشاريع العسكرية خلال “عصر الركود” وتراجع عن الإصلاحات السياسية، وكان “سابلين” مستاءً من امتياز وفساد النخبة البيروقراطية السوفيتية في مجتمع يُفترض أنه “لا طبقي.”

التخلص من المعارضين

طلب “سابلين” من مساعده الملازم “ألكسندر شين”، البالغ من العمر 20 عامًا، أن يتولى حراسة القبطان الأسير وسلمه مسدسًا للقيام بهذه المهمة، ثم دعا “سابلين” ضباط السفينة الستة عشر وكشف عن خطته التي تمثلت في إبحار الفرقاطة “ستوروجيفوي” من رصيفها في ريغا، ليتوانيا إلى لينينغراد، لترسو الفرقاطة في جزيرة كرونشتاد – موقع التمردات البحرية السابقة التي ألهمت الثورات الروسية في عامي 1905 و 1917.

صوّت ضباط السفينة فيما إذا كانوا سيؤيدون “سابلين” وبالفعل أيد معظمهم مخطط “سابلين”، وقاموا بإغلاق الحجرات على الضباط المعارضين لمخطط التمرد ثم ألقى “سابلين” كلمة شهيرة قال خلالها: “تخلت قيادة الحزب والحكومة السوفييتية عن مبادئ الثورة، لا حرية ولا عدالة، المخرج الوحيد هو ثورة شيوعية جديدة”

القبطان المتمرد سابلين

وواصل صحب الكاريزما المميزة: “من المفترض أن يتم تطهير جهاز الدولة الحالي، و بعض مؤسساتها تحطمت وألقيت في مزبلة التاريخ، هل ستعالج هذه القضايا من خلال دكتاتورية الطبقة البروليتارية؟”

هتف البحارة المرافقين لـ”سابلين وعبروا عن دعمهم له، ولكن كان بينهم الملازم “فيرسوف”، الذي تظاهر بأنه مؤيد للمخطط لكنه تسلل من الفرقاطة وقام بالإبلاغ عما يحدث من مخطط للثورة.

بعد هروب الملازم “فيرسوف”، أدرك “سابلين” أن ثورته تتعرض للخطر لذلك هرب بالفرقاطة ليلًا مع تعطيل الرادار والأضواء، متحديًا المياه الضحلة لنهر “دوجافا”.

الرد السوفيتي

للوصول إلى لينينغراد، كان على “سابلين” أولًا أن يبحر شمالًا في بحر البلطيق، باتجاه السويد، وعندما أدرك أسطول البلطيق السوفيتي ما كان يحدث من مخطط للثورة، وعلى الفور تم إرسال نصف أسطول البلطيق لاعتراض الفرقاطة واعتقال كل من على متنها.

وبمجرد تحديد موقعها قامت طائرات سوفيتية من طراز ياك 28 (YaK-28) باستهداف الفرقاطة المتمردة بعدد من القنابل التي تسببت في تعطيل محركاتها وشل حركتها، قبل أن يتم اعتقال جميع البحارة المتمردين.

وبعد مرور عدة أشهر على هذه الواقعة أطلقت “موسكو” سراح البحارة المتمردين، وتم محاكمة “سابلين”، بتهمة الخيانة، وحكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص، وهو الحكم الذي تم تنفيذه في 3 أغسطس 1976.

تحول في علم الآثار.. تقنية ليزر تكشف عن حضارات قديمة

كيف بدأ العام؟ تاريخ التقويم الغريغوري الذي غير رأس السنة

في مثل هذا اليوم.. إيطاليا تحتل مدينة سرت الليبية ونهاية الحرب العالمية الثانية