خلال العقود القليلة الماضية، أصبح استقلال طائرة أمرًا آمنًا إلى درجة كبيرة، في ظل التطورات في صناعة الطائرات وعوامل الأمان الحديثة التي تتمتع بها.
ولكن هذه التحسينات التي أُدخلت على السفر الجوي لم تأتِ إلا بعد عدة حوادث مروعة لتحطم طائرات تجارية، دفعت الشركات لتغيير نمط صناعة الطائرات.
فيما يلي 5 من أبرز حوادث تحطم الطائرات خلال القرن الماضي:
تحطم جراند كانيون الجوي
في 30 يونيو عام 1956، أقلعت طائرتان من مطار لوس أنجلوس الدولي، واحدة من نوع يونايتد إيرلاينز دوغلاس دي سي -7 متجهة إلى شيكاغو، والأخرى كانت ترانس وورلد إيرلاينز Lockheed L-1049 Super Constellation في طريقها إلى مدينة كانساس سيتي.
وبعد أن حلقت الطائرات في الجو قاصدة وجهاتها، اصطدما فجأة ببعضهما البعض، ليسقطا بسرعة كبيرة على الأرض، ما أدى إلى مقتل جميع الركاب وعددهم 128 راكبًا.
كان هذا الحادث سببًا في إنشاء إدارة الطيران الفيدرالية FAA، وكذلك إنفاق أكثر من 250 مليون دولار من قبل الاحتياطي الفيدرالي لتحديث نظام مراقبة الحركة الجوية في البلاد.
الخطوط الجوية المتحدة – رحلة 232
في 19 يوليو 1989، أقلعت الرحلة 232 المتوجهة من دنفر إلى شيكاغو، كانت الأمور طبيعية كأي رحلة روتينية أخرى، قبل أن تمر الطائرة فوق ولاية “أيوا”.
خلال تحليقها فوق الولاية، توقف المحرك الرئيسي للطائرة من طراز DC-10، كما تعطل المحرك الموجود في ذيل الطائرة، وباتت الطائرة خارج السيطرة تمامًا، وفي هذه الأثناء كانت تهوى بسرعة كبيرة نحو الأرض.
حاول ثائد الطائرة أن يهبط بها اضطراريًا في أحد مطارات مدينة سيوكس، وبعد معاناة حطت الطائرة أخيرًا على أرض المطار ولكن راح ضحية ذلك 100 راكب من بين 296.
ومع التحقيق، ثبت أن الحادث وقع نتيجة صدع صغير في قرص مروحة المحرك الخلفي، وعلى أثره أمرت إدارة الطيران الفيدرالية بإجراء إصلاح شامل للمكونات الهيدروليكية لـ DC-10، كما تخلصت العديد من شركات الطيران من هذا النوع من الطائرات.
الخطوط الجوية الأمريكية – الرحلة 427
في 8 سبتمبر 1994، كانت الطائرة بوينغ 737 في طريقها للهبوط في المطار في بيتسبرغ، بنسلفانيا، عندما تخطت السرعة المحددة لتهبط أكثر من 5 آلاف قدم فجأة وترتطم بالأرض.
أدى الحادث إلى مقتل جميع الركاب وعددهم 132، إلى جانب طاقم الطائرة.
في البداية ألقت شركة الخطوط الجوية الأمريكية بمسؤولية الحاث على طاقم الطائرة، ولكن بعد التحقق من الصندوق الأسود وجدوا أن الهبوط المفاجئ والسريع كان نتيجة لتحويل عجلة القيادة إلى أقصى اليسار ما أفقد الطاقم السيطرة عليها، دون معرفة سبب هذا الخلل.
وبعد 5 سنوات من التحقيق، وجدت إدارة الطيران الفيدرالية والمجلس الوطني لسلامة النقل أن الحادث وقع بسبب عطل فني في الصمام المسؤول عن التحكم في عجلة القيادة، وهو أمر كان خارج عن سيطرة الطاقم.
أدى الحادث إلى قيام شركة بوينغ بتعديل جميع طائراتها التجارية النشطة والتي تصل إلى 3 آلاف طائرة، بإجمال نفقات بلغت 500 مليون دولار.
الخطوط الجوية الفرنسية – رحلة 447
في 1 يونيو 2009، أقلعت رحلة الخطوط الجوية الفرنسية 447 من ريو دي جانيرو باتجاه باريس، قبل أن تفقد اتصالها مع الأبراج الجوية بسبب نشاط كثيف للعواصف الرعدية فوق المحيط الأطلسي.
وبعد أن تأخرت الطائرة عن موعد وصولها لـ باريس، بدأت السلطات الفرنسية التقصي، حتى عُثر على قطع من حطام الطائرة في المحيط، ليلقى 228 شخصًا كانوا على متنها مصرعهم.
وبالعودة إلى الصندوق الأسود، تم اكتشاف عُطل أصاب الأنابيب التي توضح قراءات سرعة الطائرة على ارتفاع أكثر من 11 ألف متر، وهو ما أًصاب الطيارين بالذعر قبل أن تبدأ الطائرة في الهبوط.
رحلة ليون إير 610 ورحلة الخطوط الجوية الإثيوبية 302
في 29 أكتوبر 2018، هوت طائرة رحلة ليون إير رقم 610، بعد دقائق من إقلاعها من جاكرتا بإندونيسيا، لتستقر في قاع بحر جاوة.
وبعد 5 أشهر فقط، في مطلع عام 2019 تحطمت رحلة الخطوط الجوية الإثيوبية رقم 302، والتي أقلعت من أديس أبابا باتجاه كينيا، لترتطم بالأرض بعد 6 دقائق فقط من انطلاقها.
في الرحلتين كانت الطائرات من نوع بونيغ 737 ماكس 8 الجديدة، وتسببت الحادثتان في مصرع 346 شخصًا كانوا على متن الرحلتين.
مع الحادث الأول قررت الشركة إجراء تغييرات جذرية في صناعة هذا النوع من طائراتها، ولكن مع حادث إثيوبيا اتخذت قرارًا بوقف إنتاج طائرات بوينغ 737 ماكس 8، مع اكتشاف أن نظام تعزيز المناورة كان سببًا وراء هذه الحوادث.
وكشفت التحقيقات أن هذا النظام كان يدفع مقدمة الطائرة إلى الأسفل، في أمر خارج عن سيطرة الطيارين.
أكثر مطارات العالم ازدحامًا بالركاب
لماذا يطالب أعضاء مجلس الشيوخ بالإفراج عن سجلات الأجسام الطائرة المجهولة؟