تقنية

أكس في مقابل الطائر الأزرق.. لماذا لا يتقبل المستخدمون شعار تويتر الجديد؟

كان قرار الملياردير إيلون ماسك بتغيير شعار منصة تويتر من العصفورة الزرقاء إلى العلامة أكس “X” قبل أيام، مفاجئًا للعديد من المستخدمين.

وبمجرد الدخول إلى حساباتهم على تويتر في 23 يوليو، شعر العديد من المشتركين بتغيير كبير، خصوصًا وأن خلفية العلامة أكس سوداء اللون، بما أضفى اختلاف ملحوظ على الشعار.

وباتت الشركة التي عُرفت لسنوات باسم تويتر والتي اشتراها ماسك في أكتوبر الماضي مقابل 44 مليار دولار، تحمل أيضًا اسم أكس.

ووفق حديث سابق لـ ماسك، فإن تغيير الشعار سيصاحبه العديد من التغييرات الأخرى، مثل إتاحة خدمات الدفع والألعاب الإلكترونية.

كيف استقبل المستخدمون القرار؟

تغيير شعار تويتر أمر لم يعجب الكثير من المستخدمين، وهو ما تسبب في موجة من الغضب والسخرية بينهم، إلى جانب بعض خبراء التقنية.

وقال الصحفي المتخصص في التكنولوجيا، كيسي نيوتن، إن ما يفعله ماسك خلال إدارته لتويتر لا يمكن وصفه إلا بأنه “تخريب ثقافي”.

ويرى آخرون أن المستخدمين ارتبطوا عاطفيًا وذهنيًا بشعار تويتر القديم، وهو أمر تغير بين ليلة وضحاها، ودفع بهم من الحميمية والدفء إلى الظلمة، بحسب قال مدير التسويق السابق في بارامانوت، وبازفيد، وأديداس ونايكي، أورلاندو باييزا.

ولكن تويتر لم تكن الشركة الأولى التي اتخذت هذا القرار، فقبل ذلك خطت فيسبوك خطوة مماثلة بعد أن غيرت اسمها إلى ميتا، ولكن وفق الخبراء فإن بعض التغييرات قد تكون ناجحة عن غيرها.

لماذا لم يعجب شعار تويتر الجديد المستهلكين؟

المستخدمون في الأساس لا يميلون إلى التغيير، وذلك لأنهم يخلقون رابطة عاطفية مع المنتج وشعاره، وتحديدًا مع المنتجات والخدمات التي تدخل في سياق حياتهم اليومية.

وبحسب مديرة استراتيجية التسويق في شركة رد أنتلر، ماغي سوز، فإن الشركات تتخذ قرار تغيير شعاراتها بهدف تحسين سمعتها والإعلان عن خطط واستثمارات جديدة لها.

ولكن المستخدم قد يفسر هذه التغييرات على أنها خيانة، أو أنه كان يجب أن يتم إشراكه في اتخاذ هذا القرار قبل الشروع في تنفيذه، وفق سوز.

ويؤكد نائب مدير التسويق في شركة التكنولوجيا المالية بابليك دوت كوم، زاك ديونيدا، هذه النظرية فيقول إن المستخدمين يأخذون قرار تغيير الشعار على محمل شخصي، ويشعرون أن وفاءهم للعلامة التجارية ليس له قيمة بالنسبة للقائمين على الشركات.

ويرى الخبراء أن هناك بعض الأساليب التي تجعل قرار تغيير الشعار أخف وطأة على المستخدمين، ومنها مراعاة تفضيلات وعادات الفئة الأكبر منهم، من خلال عمليات البحث وجمع البيانات.

وضرب الخبراء مثالًا بإعلان شركة دنكن عن رغبتها في تغيير شعارها من “دنكن دونتس” إلى “دنكن فقط”، بما يسمح لهم إدخال المزيد من الخدمات والمنتجات ضمن قائمتهم.

في البداية، لم يشعر جميع المستهلكين بالرضا عن التغيير في الشعار الذي يلازمهم منذ عام 1950، ولكن تدريجيًا ومع المزيد من الدراسات المعمقة للسوق بهدف جذب المزيد منهم وفي نفس الوقت الحفاظ على الأساسيين وعدم إبعادهم، بدأ المستهلكون في تقبل الشعار الجديد.

وربما لهذا السبب لم يرُق الشعار الجديد لتويتر المستخدمين، لأنهم شعروا بالإقصاء وعدم الرغبة في الأخذ برأيهم، ولذلك لم تحقق الخطوة نفس النجاح الذي حققته في شركات أخرى.

وتضيف سوز أن هذه من الأسباب التي جعلت تغيير شعار تويتر لا يحقق النجاح نفسه، بل إنه جعل المشتركين الأوفياء يشعرون بأنهم مبعدون.

هل يمكن أن تتراجع الشركة بعد تغيير شعارها؟

بالنسبة لتويتر فحتى الآن لا توجد أي مؤشرات على أن ماسك قد يتخذ هذه الخطوة، خصوصًا بعد أن حذف بقية اسم تويتر والعصفور الأزرق من الموقع.

ولكن بشكل عام، فهو أمر حدث من قبل مع جي سي بيني التي تحولت إلى جي أس بي، والتي اتخذت قرارًا بالعودة إلى الشعار القديم بعد أن لاحظت ردود الفعل السلبية على تغيير اسمها، وكان ذلك في عام 2013.

وحدث ذات الأمر في عام 2018، مع شركة ويت ووتشرز العالمية لخدمات الحمية الغذائية واللياقة البدينة، إذ كان المستخدمون السبب وراء تراجعها عن الاستمرار في شعارها الجديد “دبليو دبليو دبليو”.

وترى سوز أنه على الرغم من المشكلات والأزمات التي يمر بها تويتر، إلا أن الشعار القديم كان له شعبية أكبر بكثير من الشعار الحالي، لأن كلمة تويتر أصبحت جزءًا من حياة الناس.

ولكن في المقابل، يقول مدير وكالة فيف ترايب المتخصصة في استراتيجية التسويق في واشنطن، كورام زمان، إن مسألة رفض المشتركين للشعار الجديد لن تكون طويلة الأمد، فهي مشكلة مؤقتة يتزول بمرور الوقت.

ولفت إلى أن الرفض رد فعل طبيعي حدث مع شركات أخرى في السابق مثل “إير بي أن بي”، وشركة “كيا”، قائلًا إن الجدل يحدث ع بداية كل تغيير ولا يعني بالضرورة أنه أمر سلبي.