أحداث جارية تقنية

مخاوف التجسس أم صراع الهيمنة؟.. إلغاء تراخيص بيع الرقائق لـ “Huawei” بأمريكا

أعلنت الحكومة الأمريكية إلغاء بعض التراخيص التي سمحت لمصنعي الرقائق الأمريكيين بتصدير سلع معينة إلى شركة التقنية الصينية العملاقة “Huawei”.

لماذا ألغت الحكومة الأمريكية تصاريح البيع لـ “هواوي”؟

في حين أن وزارة التجارة الأمريكية لم تحدّد التصاريح التي تم إلغاؤها، يربط المحللون بين هذه الخطوة وإطلاق “Huawei” لجهاز كمبيوتر مزود بتقنية الذكاء الاصطناعي ومدعوم بشريحة تصنّعها شركة “Intel”.

وكان بعض المشرعين الأمريكيين قد انتقدوا إدارة الرئيس جو بايدن بعد إطلاق الكمبيوتر المحمول “MateBook X Pro” من “هواوي” الشهر الماضي.

ومنذ عام 2019، قيدت الولايات المتحدة صادرات التقنية، مثل رقائق الكمبيوتر، إلى شركة “هواوي”، مشيرة إلى علاقات مزعومة بالجيش الصيني.

وخلال رئاسة دونالد ترامب، أضاف المسؤولون الأمريكيون شركة “هواوي” إلى ما يسمى بـ “قائمة الكيانات”.

ويعني ذلك أن الشركات الأمريكية بحاجة إلى الحصول على ترخيص من الحكومة لتصدير أو نقل بعض التقنيات، خاصة بسبب المخاوف من استخدامها من قبل الجيش الصيني.

ومع ذلك، تم منح تراخيص لبعض الشركات الأمريكية، بما في ذلك “Intel” و”Qualcomm”، لتزويد “Huawei” بتقنيات لا تتعلق بشبكات الجيل الخامس.

شركة-هواوي-الصينية

هل تشكّل الشركة خطرًا على الأمن القومي الأمريكي؟

وفقًا لوكالات الاستخبارات الأمريكية، يعد التجسس السيبراني مصدر القلق الرئيسي المتعلق بأنشطة شركة “Huawei” في الولايات المتحدة.

وتقول الوكالة إن الحكومة الصينية يمكن أن تستخدم شركة “Huawei” للتجسس، وينطبق ذات التخوّف على الجهات الاستخبارية في أستراليا والعديد من البلدان الأخرى.

ويعزى هذا القلق إلى غموض قوانين الاستخبارات الصينية، والتي تقول وكالة الاستخبارات الأمريكية أنها يمكن أن تستخدم لإجبار شركة “Huawei” على تسليم بيانات خاصة بالأمريكيين إلى الحكومة الصينية، وهو ما لم تقدم الولايات أدلة علنية على حدوثه حتى الآن.

وهناك أيضًا مخاوف من أن البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس من “هواوي” يمكن أن تحتوي على أبواب خلفية تسمح للحكومة الصينية بجمع كميات هائلة من البيانات ومنح بكين الوصول اللازم للهجوم على شبكات الاتصالات.

وفي عام 2022، وجد تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه يمكن استخدام معدات “هواوي” لتعطيل الاتصالات العسكرية الأمريكية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالترسانة النووية الأمريكية.

ويعود هذا الخلاف إلى عام 2012، حينما تلقى “الكونغرس” تحذيرات بشأن شركة “هواوي”، عندما خلص تقرير اللجنة الدائمة للاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي إلى أن استخدام المعدات التي تصنعها الشركة يمكن أن “يقوض المصالح الأساسية للأمن القومي الأمريكي”.

وفي المقابل، تقول الحكومة الصينية، إن السلوك الأمريكي تجاه التقنيات التي تنتجها، يستهدف توجيه المنافسة في هذا المجال لصالح الولايات المتحدة، مع استهداف تقنيات أخرى مثل تطبيق “TikTok“.

المصادر:

موقع bbc

موقع Council on Foreign Relations