تلقت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” إشارة من مسبارها المفقود “فوياجر 2″، بعد أن كانت فقدت الاتصال به في شهر يوليو الماضي، على بعد مليارات الأميال من الأرض.
وبحسب ما قالته الوكالة، أمس الثلاثاء، فإن المسبار الذي يستكشف الفضاء الخارجي منذ عام 1977، كان تعرض لإمالة هوائية بدرجتين بعيدًا عن الأرض في الشهر الماضي.
وكان نتيجة لإرسال خاطئ ما دفعه للتوقف عن تلقي الأوامر أو إرسال البيانات، وفقد الخبراء الاتصال به.
أين يوجد المسبار الآن؟
وفق المسح الذي قامت به الوكالة للسماء، تم العثور على المسبار على مسافة 12.3 مليار ميل، بما يعادل 19.9 مليار كيلومتر عن الأرض.
ويسير فوياجر 2 بسرعة تبلغ حوالي 34,390 ميلاً في الساعة (55,346 كم/ ساعة)، عبر الفضاء بين النجوم.
وتوقف المسبار عن العمل منذ 21 يوليو الماضي، ولم يعد قادرًا على إرسال البيانات إلى الوكالة عبر شبكاتها العميقة التي تضم هوائيات راديوية عملاقة في أنحاء مختلفة من العالم.
وبالعثور على المسبار الذي يعمل منذ 46 عامًا، تجدد الأمل في إمكانية تفعيل الاتصال مرة أخرى، وإعادته إلى مكانه.
هل يمكن إعادة الاتصال بالمسبار مرة أخرى؟
نظرًا للمسافة بين موقع المسبار الحالي والأرض والتي تتجاوز 20 مليار كيلو متر، فإن استعادة الإشارة قد يستغرق نحو 18 ساعة للوصول إلى الأرض.
ولكن بشكل عام، أكدت ناسا أن المسبار في حالة جيدة، ويستطيع بث البيانات وتلقي الأوامر.
وحتى يتم الاتصال بشكل كامل، أجرى الخبراء إعادة برمجة فوياجر 2، حتى يستطيع ضبط اتجاهه نحو الأرض من خلال الهوائيات.
وفي 15 أكتوبر المقبل، سيُجري الخبراء إعادة توجيه أخرى، وهي العملية التي من شأنها السماح بالتواصل مع المسبار.
وبحسب ناسا، فمن المقرر أن يستكمل المسبار الذي يحمل على متنه أدوات علمية، مهمته في استكشاف الكون والنظام الشمسي الخارجي التي بدأها في سبعينيات القرن الماضي.
ما طبيعة مهمة المسبار؟
لا يحلق فوياجر 2 وحده في الفضاء، فهناك أيضًا المركبة فوياجر 1، وهما المركبتان الفضائيتان الوحيدتان اللتان تعملان خارج الغلاف الشمسي.
وتنطوي مهمة المسبارين على اكتشاف كوكبي زحل والمشتري، من خلال رصد اصطفاف الكواكب الخارجية الذي يحدث بشكل نادر مرة كل 176 عامًا.
ولم تصل مركبة فضائية أخرى باستثناء فوياجر 2، بالقرب من كوكبي نبتون وأورانوس، بينما تقع فوياجر 1 الآن على مسافة نحو 15 مليار ميل من الأرض، لتكون المركبة الأبعد بالنسبة للبشر في الفضاء.
ويوجد على متن المركبتين رسائل إلى الكائنات التي ربما تعيش خارج عالمنا، هذه الرسائل تضم سجلات ذهبية تحتوي على أصوات الأرض وبعض الصور لها.