علوم

ما هو احتجاز الكربون وما أهميته في ظل الاحترار العالمي؟

احتجاز الكربون

كثر الحديث مؤخرًا عما يعرف باسم “احتجاز الكربون” الذي بدأت عدة دول في تطبيقه، وإن كان العديد من المعارضين يشككون في تلك الخطوة بدعوى أنه  “علم ناشئ” لا يزال في مراحله الأولى، لذا دعونا نلقي نظرة فاحصة على كيفية عمل احتجاز الكربون وتخزينه ولماذا هو مثير للجدل. 

ما المقصود بالتقاط الكربون وتخزينه؟

يعتبر احتجاز الكربون وتخزينه (CCS) تقنية جديدة نسبيًا يمكنها تقليل انبعاثات الكربون بشكل كبير وبالتالي مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. تم تصميم هذه التقنية لاحتجاز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2) وتخزينها بشكل دائم تحت الأرض، ووفقًا للأبحاث يمكن لمصنع CSS تخزين ما مجموعه 78 مليار طن من الكربون – وهو نفس وزن 15 مليار فيل. 

ويتم التحقيق في الخيارات المختلفة لمحاولة تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الإجمالية ، ولكن احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه هو الطريقة الرئيسة التي تختبرها الدول حاليًا لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من المصادر الصناعية الكبيرة.  

كيف يعمل؟ 

عندما يتم حرق الوقود الأحفوري ، فإنه ينتج ثاني أكسيد الكربون – الذي يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري- وبالتالي، فإن احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون يكون عبر التقاط هذا الغاز من خلال مصادره الأساسية مثل محطات الطاقة والمنشآت الصناعية التي تصنع الفولاذ والأسمنت كي لا تنتشر في الهواء، إذ تتكون أجهزة تخزين ثاني أكسيد الكربون عادةً من “أجهزة تنقية الهواء”، والتي تمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء المحيط باستخدام المراوح قبل استخراجه باستخدام مرشح كيميائي. 

بمجرد استخراجه ، يتم نقل ثاني أكسيد الكربون إلى موقع التخزين عبر خطوط الأنابيب، والذي يكون موقعه عبارة عن كهف تحت الأرض،ثم يتم ترك ثاني أكسيد الكربون هناك بشكل دائم ، ولكن يتم مراقبته للتأكد من احتوائه بأمان وعدم تعرضه تسربه. 

تتضمن عملية أخرى مختلفة قليلاً تعرف باسم “التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه” (CCUS) إعادة استخدام ثاني أكسيد الكربون في العمليات الصناعية عن طريق تحويله إلى مواد بلاستيكية أو خرسانية أو وقود حيوي.

لماذا يعتبر احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه مثيرًا للجدل؟ 

تم انتقاد احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون لتشجيعه على الاستخدام المستمر للوقود الأحفوري الذي يتسبب في استمرار استخدام الكربون، بدلاً من التوقف عن استخدامه وإيجاد مصادر أخرى للطاقة المتجددة، إذ قال مايك تشايلدز، رئيس السياسة في منظمة أصدقاء الأرض البيئية، إن الحديث عن احتجاز الكربون وتخزينه محاولة واضحة لإضفاء لمعان أخضر على ممارسات قديمة وبالية، موضحًا أنه حتى مع نجاحها فإن احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه لن يلتقط كل تلوث المناخ الناجم عن حرق الوقود الأحفوري أو يعالج الانبعاثات الكبيرة التي تنشأ عند استخراج الغاز والنفط.” 

هناك أيضًا مخاوف تتعلق بالسلامة لتخزين الكربون تحت الأرض، إذ يخشى الخبراء من تسرب ثاني أكسيد الكربون وتلويث إمدادات المياه القريبة أو التسبب في حدوث هزات أرضية  ناتجة عن تراكم الضغط تحت الأرض، كما أن التأثيرات طويلة المدى التي قد يخلفها ثاني أكسيد الكربون وخطوط الأنابيب التي تنقله على البيئة ليست مفهومة تمامًا بعد، علاوة على ذلك ، يعد فصل ثاني أكسيد الكربون وتخزينه عملية كثيفة الطاقة بحد ذاتها، وبالتالي يمكن أن تقلل من كفاءة محطات الطاقة. 

أبرزهم تمتلك سلسلة فنادق عالمية.. أنجح 5 شركات عائلية عابرة للأجيال

ماذا قدم الفائزون في تحدي “UpLink” لتوفير الأمن الغذائي بالمناطق القاحلة؟

لماذا تتسبب موجات الحر الشديد بوفاة الكثير من الناس؟