صحة

كيف تؤثر حرارة الجو المرتفعة على الحالة النفسية؟

تسببت موجات الحر الشديدة التي ضربت العديد من الدول حول العالم خلال الأيام الماضية، في تأثيرات مختلفة على مستوى صحة الإنسان، إذ إن المناخ يرتبط بشكل وثيق بحياة البشر.

وربما لا يعلم الكثير من الأشخاص أن المناخ المتطرف يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعقلية، وهو ما يدفع البشر للتصرف بغرابة وربما بردود فعل مبالغ فيها دون دراية بأسباب ذلك.

الحالة النفسية

بحسب ما نقلته ABC News، على لسان رئيس لجنة الأبعاد النفسية للكوارث التابعة للجمعية الأمريكية للطب النفسي، الدكتور جوشوا مورجانشتاين، فإن موجات الحر الشديدة تؤثر على الإدراك، بما يعرقل القدرة على التفكير بوضوح واتخاذ القرارات.

كما أن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على قدرة الأشخاص على النوم بشكل جيد، ويرتبط  بزيادة معدلات ومخاطر العنف، في حين وجدت بعض الدراسات ارتباطًا بزيادة مخاطر الانتحار.

وهذه التأثيرات قد تحدث في الأماكن التي تشهد ارتفاعات مؤقتة في درجات الحرارة، أو في الأماكن التي يكون الجو فيها حارًا بشكل مستمر، وفق طبيب الأسرة، بيث أولر.

وأوضح أولر: “بعض الأشخاص يشعرون بتضارب في مشاعر الفرح والسعادة أو التوتر والغضب بمجرد ارتفاع درجة الحرارة عند 70 درجة، ولذلك فإن هذه التأثيرات ستكون أوضح بمجرد أن ترتفع الدرجات لأعلى من 90 أو 100 درجة”.

ويقول مورغانشتاين إن الأشخاص ممن يعانون من حالات نفسية مزمنة، سيكونون أثر عُرضة للمخاطر النفسية لارتفاع درجات الحرارة الشديدة، بحسب الجمعية الأمريكية للطب النفسي.

وأشار إلى أن بعض الأدوية المستخدمة لعلاج هذه الأمراض، قد تغير من قدرة الشخص على تنظيم درجة حرارة الجسم.

علامات تحذيرية

وجدت دراسة للطب النفسي من JAMA نُشرت العام الماضي، أن درجات الحرارة المرتفعة كانت مرتبطة بزيادة استقبال قسم الطوارئ لحالات الصحة العقلية.

وقال أولر إن المقاييس المستخدمة لقياس تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الحالة النفسية تتعلق في المقام الأول بحالات الانتحار، باعتبارها الأكثر خطورة.

ويقول مورغانشتاين إن إحدى العلامات التحذيرية الرئيسية التي تشير إلى أن الحرارة قد تؤثر على صحتك العقلية هي صعوبة النوم.

وأضاف أن الأرق يُعد إحدى أهم مشكلات الصحة العامة التي يواجهها المجتمع في الوقت الحالي، خصوصًا مع الفئات الأقل دخلًا، بما يجعلها غير قادرة على توفير الأجواء المناسبة للحياة خلال فترات الحر.

وأوضح “عدم القدرة على تحمل تكاليف تكييف الهواء، أو العثور على طريقك إلى مكان قد تتمكن فيه من التبريد، سيؤدي بالضرورة إلى أجواء حارة تؤثر على قدرة الناس على النوم، وهو ما يؤدي إلى العديد من الحوادث”.

وأضاف أن الحرارة الشديدة وما يرتبط بها من قلة النوم قد تؤدي أيضًا إلى مشاكل في الحضور واتخاذ قرارات يومية، مثل عدم الانتباه إلى ضرورة التوقف عند إشارات المرور الحمراء خلال القيادة.

هذا الاضطراب في اتخاذ القرارات قد يكون أمرًا يمكن التغلب عليه إذا حدث لشخص أو شخصين، ولكن عندما يطال التأثير عشرات الآلاف أو الملايين من الأشخاص الذين يعيشون في درجات حرارة شديدة، تصبح العواقب وخيمة بشكل أكبر على الناس، وفق مورغانشتاين.

الجوانب الإيجابية

من بين العلامات التحذيرية الأخرى التي تُشير إلى أن الصحة العقلية تأثرت بالحرارة هي الإحباط وتشتت الانتباه وتراجع الذاكرة، واتخاذ وقت أطول من اللازم لإتمام المهام.

ويقول موغانشتاين إن هناك بعض الجوانب الإيجابية لارتفاع درجات الحرارة، ومنها اكتشاف وإلهام الأشخاص لطرق مساعدة بعضهم البعض، وتوعية الناس أكثر بما قد يفعله الحر الشديد بحالتهم النفسية ومن ثم التركيز على قراراتهم.

وينصح الخبراء في ظل موجات الحر الشديدة، بضرورة الابتعاد عن الأماكن الحارة قد الإمكان، وأخذ فترات راحة متكررة عند التواجد في الخارج، والاهتمام بالترطيب الذي يمكن أن يساعد الناس على إدارة صحتهم العقلية أثناء موجات الحر.

صدمة عالمية.. أكثر الأيام حرارة في تاريخ العالم كان في هذا الأسبوع

ما هي الأمراض الناجمة عن الحرارة؟ وكيف يتعامل معها أطباء قسم الطوارئ؟

لماذا تقلل الحرارة الشديدة من جودة الهواء؟