صحة

ما هي الأمراض الناجمة عن الحرارة؟ وكيف يتعامل معها أطباء قسم الطوارئ؟

انبعاثات الكربون

تشهد الكرة الأرضية هذا الصيف ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، وذلك بسبب الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات الكربون، ويمثل ارتفاع درجات الحرارة تحديًا كبيرًا لصحة الإنسان، فالإرهاق والتعب والجفاف والإصابة بالحروق والإجهاد الحراري هي بعض الآثار السلبية للارتفاع المفرط في درجة الحرارة، كما أنه يمكن أن يؤدي الارتفاع المستمر في درجة الحرارة إلى زيادة معدلات الوفيات بسبب الحرارة خاصة كبار السن، ونستعرض لكم في هذا التقرير، أبرز المخاطر التي يتعرض لها الإنسان جراء الحرارة، وكيفية علاج المصابين عند نقلهم إلى المستشفيات.

الإجهاد الحراري وطريقة علاجه

يحدث الإجهاد الحراري نتيجة زيادة التعرق، حيث يفقد الجسم الكثير من الماء أو الأملاح، وفي الظروف الجوية العادية يمكن للجسم أن يبرّد نفسه من طريق ضخ الدم إلى سطح الجلد، وإطلاق العرق، لكن عند ارتفاع الحرارة والرطوبة لا يستطيع الهواء المحيط بنا تجفيف العرق وبالتالي لا يكون التعرّق فعالًا في تبريد الجسم، بالإضافة إلى أن الشخص قد لا يتعرق بما فيه الكفاية إذا كان يعاني من الجفاف وليس لديه ما يكفي من الماء والأملاح الأساسية.

ويعتبر المصابون بأمراض الكبد أو الكلى أو القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو البدانة أكثر عرضة للإصابة بالإجهاد الحراري، وتشمل أعرض الإصابة بالإجهاد الحراري الغثيان، والدوخة، والاضطراب، والعطش، والصداع وارتفاع درجة حرارة الجسم.

وحول العلاج تقول الدكتورة كورتني مانغوس، الأستاذة المساعدة بكلية طب الطوارئ في قسم طب الأطفال بجامعة ميشيغان، إن فرز المصابين في الطوارئ هو الفيصل في طريقة العلاج، ويتم بعد قياس معدلات بعض الوظائف الحيوية مثل قياس درجة الحرارة، ومعدل ضربات قلب وضغط الدم، وإذا لم يعانِ الشخص من غثيان شديد أو القيء، يتم إعطاؤه سوائل للشرب، أو حقن المريض بمحاليل في الوريد.

وأوضحت “مانغوس” أنه على من يشعر بأعراض الإجهاد الحراري محاولة معالجة الأمر في المنزل من خلال البقاء في منطقة باردة، وتخفيف الملابس بعد الاستحمام بماء بارد، بالإضافة إلى شرب لتر من أي مشروب يحتوي على الأملاح التي يحتاجها جسم الإنسان، لكن إذا لم يشعر الشخص بالتحسن أو كان يعاني من غثيان وقيء شديد، فعليه التوجه لتلقي الرعاية الطبية سريعًا.

ضربة الشمس أشد خطورة

قد يعتبر البعض أن ضربة الشمس أمر شائع وغير خطير، لكن الواقع يشير إلى أن ضربة الشمس واحدة من أخطر الأمراض المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة، وأن الأطباء دائمًا ما يسابقون الزمن لإنقاذ المصابين بها، حيث إن التأخير في العلاج يفاقم التعب وقد يفقد المريض حياته بسببها.

ويقول الدكتور روبرت شيسر أستاذ ورئيس قسم طب الطوارئ بكلية الطب وعلوم الصحة في جامعة جورج واشنطن، إن ضربة الشمس تسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم بسرعة كبيرة، ومن الممكن أن تصل حرارة الشخص إلى 41 درجة مئوية أو أكثر خلال 10 إلى 15 دقيقة فقط، موضحًا أن ضربة الشمس تبدأ عادة بتشويش وارتفاع درجة الحرارة فوق 39 درجة مئوية.

وأكد “شيسر” أن ضربة الشمس ليست كالإجهاد الحراري، حيث لا يمكن علاجها في المنزل، لافتًا إلى أن أقسام الطوارئ في المستشفيات غالبًا ما يلجؤون إلى وضع بعض قطع الثلج على المريض ورشه برذاذ الماء وتشغيل مروحة، موضحًا أن الحل الأفضل هو وضع المريض في حوض من الثلج، لكن غالبية أقسام الطوارئ لا تحتوي على أحواض الاستحمام، فبالتالي يحاول الأطباء التصرف.

وأوضح “شيسر” إنه في حالة فقدان المريض لوعيه يصبح لا بد من غمره بالماء البارد، وتغطية جسده بالثلج في منطقة الفخذ والرقبة والإبط ثم حقن الشخص بسوائل باردة جدًا عن طريق الوريد.

وشدد الدكتور فرانك لوفيكيو، طبيب الطوارئ في مركز فاليويز الصحي في فينيكس، على أن ضربة الشمس أخطر مما يتوقع البعض، وفي بعض الحالات قد تسبب آثاراً صحية مزمنة، فعندما تتجاوز درجة حرارة المخ 40 درجة مئوية لأكثر من خمس دقائق، فإن المصاب سيعاني من بعض درجات التلف الدماغي الدائم.

سبل الوقاية

أكدت الدكتورة كورتني مانغوس أن هناك تدابير لا بد الالتزام بها لتجنب ضربات الشمس والإجهاد الحراري، مثل ممارسة التمارين في أماكن مغطاة وليس تحت أشعة الشمس، وأن تكون في وقت مبكر وليس في وقت الظهيرة الذي ترتفع فيه الحرارة لأعلى معدلاتها في اليوم، بالإضافة إلى ارتداء ملابس فضفاضة ذات ألوان فاتحة، والانتباه لمستوى الجهد المبذول على مدار اليوم.

انبعاثات الكربون

وأشارت “مانغوس” أن كبار السن والأطفال أقل تحملًا للإجهاد الحراري وضربة الشمس، ولذلك لا بد من التأكد من أنهم يشربون ما يكفي من السوائل ويبقون في أماكن باردة، محذرة من خطأ يقع فيه الكثيرون وهو ترك الأطفال داخل سيارة ساخنة.

ماذا لو كان الغاز تسرب من ناقلة النفط “صافر” بالقرب من سواحل اليمن؟

لماذا تحولت موجات الحر إلى “القاتل الصامت” الأول في العالم؟

لماذا يحتاج الإنسان إلى النوم؟