أسفرت عملية تنقيب أثري جديدة في مدينة “بومبي” عن اكتشافات لم يتم التعرف عليها من قبل، تتضمن لوحات جدارية رُسم عليه طعامًا يشبه “البيتزا” وهياكل عظمية بشرية وغيرها الكثير.
قصة اندثار مدينة “بومبي القديمة”
يشير اسم “بومبي” إلى مدينة رومانية، عاش فيها حوالي 20 ألف نسمة في العقود الأولى بعد الميلاد، وتقع على سفح جبل بركان فيزوف، الذي يرتفع 1200 متر عن سطح البحر، بالقرب من خليج نابولي في إيطاليا.
في أغسطس من عام 79 ميلاديًا، بدأ البركان بالثوران، وغطّى الدخان المدينة، حتى تحوّل النهار إلى ظلام دامس، فأخذ بعض السكان يفرّون، واختبأ آخرون في المنازل، ولكن النيران التي قذفت على المدينة وأمواج “تسونامي” القادمة من البحر أفقدت جميع من فضّلوا البقاء حيواتهم.
ظلت المدينة مغطاة بالرماد الذي أطلقه البركان لمدة 1600 سنة تقريبًا، حيث تم اكتشافها في القرن الثامن عشر.
فرن أُنشئ قبل حوالي 2000 سنة
قال عالم الآثار المشارك في الحفر، جينارو يوفينو: “كل غرفة في كل منزل لها قصة خاصة بها في قصة بومبي الكبرى، وأنا أريد الكشف عن تلك القصص الصغيرة”.
وأشار يوفينو أن أحد هذه الاكتشافات المذهلة فرن عملاق، يكفي لإنتاج 100 رغيف من الخبز يوميًا.
وأضاف: “تم العثور على ما يقرب من 50 مخبزًا في بومبي، ومع ذلك، لا يمكن أن يكون هذا متجرًا لأنه لا توجد واجهة متجر”.
وأوضح: “من المرجح أن يكون صاحبه تاجر جملة كان يوزع الخبز في جميع أنحاء المدينة، ربما إلى العديد من مطاعم الوجبات السريعة التي اشتهرت بها بومبي”.
“بيتزا” أثرية!
أثار اكتشاف لوحة جدارية رسمت عليها قطعة من الخبز المسطح المستدير على صينية فضية، ضجّة كبيرة عندما تم الإعلان عنها، ويرجع ذلك إلى أنها تشبه “البيتزا”.
ولا يعبر الطعام في اللوحة عن “البيتزا”؛ لأن الطماطم والموزاريلا، وهما مكونان في وصفة نابولي الكلاسيكية، لم يكونا متوفرين في إيطاليا في القرن الأول الميلادي.
الهياكل العظمية
لا يوجد حصر موثوق لعدد الذين ماتوا جرّاء كارثة “مومبي”؛ لأن معظم السكان غادروا عندما رأوا ما أحدثه ثوران البركان.
منذ بداية التنقيب في المنطقة، تم انتشال ما مجموعه من 1300 إلى 1500 ،هيكل عظمي، وفي الحفر الجديد، تم إخراج عظام امرأتان وطفل مجهول الجنس.
بالنظر إلى المكان الذي تم العثور فيه على الضحايا، من الواضح أنهم كانوا يحاولون الاختباء تحت الدرج على أمل أن يحميهم مما يحدث في الخارج، وهو ما لم يحدث.
سرير محترق
تم الكشف أيضًا عن سرير متفحّم، ويقول العلماء إن النيران اشتعلت في غرفة النوم اشتعلت عندما سقط عليها المصباح، حيث كان سكان المنزل في حالة من الذعر وهم يحاولون الهروب من ثوران بركان فيزوف.
عند النظر عن كثب إلى الحطام، يمكنك رؤية شظايا سوداء من أغطية الفراش النسيجية، والحشو بداخل المرتبة.
أعمال فنية
بإزالة الرماد عن الجدران تم الكشف عن لوحات جدارية، إحداها لأسطورة أخيل، يظهر وهو يتخفى بزي امرأة لتجنب القتال في حرب طروادة.
ووجد فريق التنقيب ثعبانين أصفرين بارزين على جدار، تم رسمهما على الجدار باستخدام مادة سمحت لهما بالصمود طوال هذه الفترة.
حمض نووي من 4000 عام يكشف أسرار الطاعون!
الأمير تركي الفيصل: الملك عبد العزيز فرض شروطه على شركات تنقيب النفط الأميركية