في عام 2001، صاغ الاقتصادي في مؤسسة غولدمان ساكس المالية الأمريكية، جيم أونيل، مصطلح “بريكس”، ليعبر عن تحالف لـ 5 اقتصادات صاعدة وهم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وكان الهدف من ربط الدول الخمسة في هذا التحالف غير الرسمي، التأكيد على الإمكانات المشتركة لهذه البلدان في الاقتصاد العالمي، وتعزيز التعاون والتواصل بينهم.
ويقع في هذه الدول نسبة كبيرة من سكان العالم، وكذلك مساحة الأرض والناتج المحلي الإجمالي.
كيف تم تأسيس بريكس؟
وضع أونيل قاعدة الأساس التي قام عليها التحالف، من خلال ورقة بحثية بعنوان “بناء اقتصادات عالمية أفضل لدول البريكس”.
ورأى الاقتصادي المخضرم في الدول الخمس قوى اقتصادية مهمة خلال القرن الـ 21، نظرًا لما تتمتع به نمو اقتصادي سريع، وموارد وتعداد سكاني ضخم.
في البداية، تم عقد أول قمة رسمية في عام 2009، بحضور 4 دول فقط وهم البرازيل وروسيا والهند والصين، وكان ذلك تحت مسمى مجموعة “بريك”، وبعد انضمام جنوب أفريقيا في عام 2011، أصبح اسم المجموعة “بريكس”.
ومنذ ذلك الحين، تعقد المجموعة قممًا سنوية، تناقش خلالها قضايا اقتصادية متنوعة بين التجارة والتمويل والتنمية والطاقة والتكنولوجيا.
وصاغت المجموعة آليات جديدة لها مثل بنك التنمية الجديد (NDB)، وترتيب الاحتياطي الطارئ (CRA) للتنمية الاقتصادية والاستقرار المالي.
وتدعو الدول الأعضاء إلى تمثيل أكبر للاقتصادات الناشئة في الحوكمة العالمية، كما أنها تسعى إلى مصالح البلدان المشتركة، على الرغم من التحديات التي تواجه كل منها.
أهداف التحالف
انطوى تأسيس التحالف بين الاقتصادات الخمسة الناشئة على مجموعة من الأهداف كان من بينها:
التعاون الاقتصادي
من خلال تشجيع التجارة والتعاون والنمو بين الأعضاء، وكذلك تحسين وصول اقتصادات البريكس إلى الأسواق.
دعم التنمية
عن طريق إنشاء مؤسسات مثل CRA و NDB لتمويل مشاريع البنية التحتية والتنمية في الدول الأعضاء.
التنسيق السياسي
عبر تعزيز الخطاب السياسي والتنسيق بشأن القضايا الدولية، مثل تعديل مؤسسات الحوكمة العالمية لمراعاة المشهد الاقتصادي العالمي المتغير ولتزويد الاقتصادات الصاعدة بصوت وتمثيل أقوى.
التبادل الثقافي والاجتماعي
وذلك من خلال تعزيز العلاقات بين البلدان الخمسة، والاحترام المتبادل لثقافات الآخر مع تعزيز التبادل الاجتماعي والثقافي بين الدول الأعضاء.
التكنولوجيا والابتكار
من خلال تبادل الخبرات والمعرفة ودعم التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار بين الدول الأعضاء.
التنمية المستدامة
عبر تعزيز أساليب وأهداف التنمية المستدامة الصديقة للبيئة، والعمل معًا على تحقيقها.
السلام والأمن
من خلال تعزيز السلام والاستقرار والأمن محليًا ودوليًا، مع معالجة القضايا والمخاطر الأمنية المشتركة مثل الإرهاب.
التعاون بين بلدان الجنوب
عبر تعزيز التعاون والتعاون بين البلدان النامية، ودعم المبادرات التي تساهم في التنمية الشاملة لجنوب الكرة الأرضية.
طموحات بريكس
في عام 2006، أطلقت شركة غولدمان ساكس صندوقًا استثماريًا باسم “غولدمان ساكس بريكس”، وذلك بغرض حث المستثمرين على الاستثمار في الشركات المدرجة داخل أسواق التحالف.
واستهدف الصدوق وقتها الاستفادة من النمو الاقتصادي السريع وإمكانات دول التحالف، وهو ما سمح للمستثمرين بشراء محافظ متنوعة في هذه الاقتصادات.
ولكن في عام 2015، تم وقف العمل بالصندوق، بعد تقديرات بأنه لن يشهد نموًا كبيرًا في الأصول في المستقبل المنظور.
وتعلق الدول الأعضاء طموحات كبيرة على القمة المرتقبة خلال العام الجاري، إذ إنها من المقرر أن تكشف عن عملة رقمية مدعومة بالذهب، والتي يمكن أن يكون لها تأثير عميق على مشهد المدفوعات العالمية.
وتستهدف دول بريكس من خلال هذه الخطوة، تعزيز استقلالها المالي وتقليل الاعتماد على الأنظمة النقدية الحالية، وفي القلب منها الدولار الأمريكي.
العلاقات السعودية اليابانية.. تاريخ طويل ورؤية مشتركة للمستقبل
التبادل التجاري بين السعودية واليابان
ما هي رابطة “آسيان”؟ ولماذا تعتبر من أقوى الاقتصادات في العالم؟