يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المملكة خلال الأسبوع الجاري، للمرة الأولى بعد انتخابه رئيسًا للبلاد لفترة جديدة في شهر مايو الماضي؛ لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين.
وتأتي زيارة أردوغان كاستكمال للعلاقات الدبلوماسية الطويلة بين البلدين، والتي بدأت عام 1929، فما الذي حدث منذ ذلك الحين؟
كيف بدأت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا والمملكة؟
شهد العام 1929 توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين، وقد توطدت العلاقات الثنائية عبر الزيارات المتبادلة بين قادة المملكة وتركيا، وكانت أولاها زيارة الملك فيصل، حينما كان وليًا للعهد، في العام 1932 في طريق عودته من رحلة أوروبية، وزيارته الثانية لها بعد أن أصبح ملكًا في العام 1966.
أخذت العلاقات بين البلدين تتطوّر وتنمو، حيث ارتكزت في كل مراحلها على الموضوعات التي تهمُ مصالح البلدين والأمة الإسلامية.
التطوّر الأهم في العلاقات السعودية التركية
خلال عامي 2015 و2016، شهدت العلاقات بين المملكة وتركيا حراكًا وتطورًا كبيرًا، حيث عُقدت خمس قمم سعودية تركية جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس أردوغان.
وفي زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى تركيا في أبريل 2016، تم الإعلان عن إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي بهدف تعزيز التعاون المشترك في المجالات السياسية والدبلوماسية، والاقتصاد والتجارة، والبنوك والمال، والملاحة البحرية، والصناعة، والطاقة، والزراعة، والثقافة، والتربية، والتكنولوجيا، والمجالات العسكرية والصناعات العسكرية والأمن، والإعلام، وقد عقد المجلس اجتماعه الأول في فبراير 2017 في أنقرة.
وخلال هذه الزيارة منح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسام الجمهورية للملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وهو أعلى وسام في تركيا يمنح لقادة ورؤساء الدول.
ومن جانبه، زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المملكة في 28 أبريل 2022، بزيارة للمملكة العربية السعودية، واجتمع مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لاستعراض سبل تطوير العلاقة بين البلدين في مختلف المجالات.
التعاون الاقتصادي بين المملكة وتركيا
بدأ التعاون في المجال الاقتصادي بين المملكة وتركيا بتوقيع اتفاقية التعاون التجاري والاقتصادي والفني عام 1973، والتي ساهمت في وصول حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2006 إلى نحو 3 مليارات دولار.
وتشكَّلَت على ضوء الاتفاقية السابقة اللجنة السعودية التركية المشتركة، وهناك أيضاً مجلس رجال الأعمال السعودي التركي، والذي أسهم منذ إنشائه في أكتوبر 2003، في الدفع بتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إذ أصبحت المملكة من ضمن أكبر 8 شركاء تجاريين لتركيا على مستوى العالم.
ونجحت بيئة الأعمال الجاذبة في المملكة باستقطاب 390 شركة تركية للاستثمار في السوق السعودي برأس مال إجمالي بلغ 985.6 مليون ريال، وتنشط الشركات التركية في قطاعات عديدة أهمها التشييد، والصناعة التحويلية، وتجارة الجملة والتجزئة والمطاعم.
ووصل عدد الشركات ذات رأس المال السعودي المستثمرة في تركيا حاليًا إلى 1140 شركة متنوعة في أكثر من قطاع.
وبلغت صادرات المملكة إلى تركيا خلال الثلاث سنوات الماضية 37.5 مليار ريال، وكانت أهم السلع الوطنية المصدرة إليها لدائن ومصنوعاتها؛ ومنتجات معدنية، ومنتجات كيماوية عضوية، ورصاص ومصنوعاته، ومطاطًا ومصنوعاته.
فيما بلغت قيمة واردات المملكة منها خلال الثلاث سنوات الماضية، 21.7 مليار ريال، وكانت أهم السلع المستوردة: التبغ وأبداله، والسجاد والأرضيات، والأجهزة والمعدات الكهربائية وأجزائها، والآلات والأدوات الآلية وأجزائها، والأثاث والمباني المصنعة.
الدعم السعودي لتركيا
حرصت المملكة على تقديم الدعم التنموي لتركيا، وفي هذا الشأن قدم الصندوق السعودي للتنمية دعمه لـ11 مشروعًا تنمويًا هناك، بقيمة بلغت 1090.63 مليون ريال، شملت مشروعات نقل الطاقة الكهربائية، وتوفير المياه، وتجديد وكهربة الخطوط الحديدية، وإنشاء وصلات طرق وجسور، ومطار مطار أتاتورك إسطنبول الدولي، إضافةً إلى دعم مشروعات مستشفيات تعليمية وتطبيقية في جامعات تركية.
وتوضح إحصاءات منصة المساعدات السعودي، أن المملكة قدمت إلى تركيا مساعدات مالية بقيمة 463.816.390 دولار، عبر 37 مشروعًا شملت قطاعات التعليم، والطاقة، النقل والتخزين، والصحة، والمياه والإصحاح البيئي، وذلك منذ العام 1979 وحتى العام 2020، وكان الدعم الأكبر في عام 2001 بمبلغ 205.550.000 دولار.
وامتدت يد البذل والعطاء إلى المجالات كافة، ووقفت المملكة إلى جانب الحكومة التركية والشعب التركي لمواجهة الزلازل والكوارث الطبيعية، ودعمت مراكز الأبحاث هناك، وقدمت المساعدات البترولية.
القطاع البحري في المملكة.. أبرز الإنجازات والمستهدفات بحلول 2030
ما هي قمة “اتحاد رواد الأعمال الشباب لمجموعة العشرين” التي تشارك فيها المملكة؟
قبيل زيارة الرئيس التركي إلى المملكة.. أرقام من التبادل التجاري بين البلدين