أثبتت دراسة جديدة أن ممارسة نشاط رياضي معتدل بانتظام لها تأثير في خفض مخاطر الإصابة بأعراض الاكتئاب للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، والذين يعانون من حالات مرتبطة به، مثل مرض السكري وأمراض القلب.
لماذا يحتاج المرضى لممارسة الرياضة؟
يعاني الأشخاص المصابون بالسكري من خطر الإصابة بالاكتئاب بمعدل مضاعف، وفقًا لمجلة السكري البريطانية.
ووجدت دراسة أجريت عام 2017 أن مرضى القلب أكثر عرضة للوفاة بمقدار الضعف إذا أصيبوا بالاكتئاب بعد تشخيصهم.
ويعاني ما يصل إلى 85% من الأشخاص الذين يعانون من الآلام المزمنة من اكتئاب حاد، وفقًا لدراسة مختلفة عام 2017.
قال مؤلف الدراسة الرئيسي، إيمون ليرد، الباحث في مركز النشاط البدني للأبحاث الصحية في جامعة ليمريك في أيرلندا: “يحتاج الأشخاص الذين يعانون من مرض مزمن إلى ممارسة تمارين رياضية معتدلة إلى قوية لمدة ساعتين يوميًا لرؤية تحسن في أعراض الاكتئاب”.
وأشار أن النشاط البدني المعتدل هو “الذي يصعب التحدث أثناء القيام به، بما في ذلك المشي السريع أو ركوب الدراجات أو لعب التنس أو الركض صعودًا ونزولاً على السلالم”.
وأضاف: “نحن لا ندعو إلى خفض مستويات النشاط في أي مجموعة سكانية، ولكن هذه النتائج تشير إلى أنه حتى الجرعات الأقل من الموصى بها قد تحمي الصحة العقلية بمرور الوقت لدى كبار السن، وقد تكون أكثر قابلية للتحقيق لأن العديد من كبار السن قد يجدون صعوبة في القيام بنشاط بدني لعدد كبير من الأسباب”.
العلاقة بين ممارسة الرياضة والاكتئاب
كشفت الدراسة، التي نُشرت في مجلة “JAMA Network Open”، التي أجريت على أكثر من 4 آلاف من البالغين الأيرلنديين بمتوسط عمر 61 لمدة 10 سنوات، أن مجموعة كبيرة منهم تم تصنيفهم على أنهم يعانون من اكتئاب شديد.
وجدت الدراسة أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الناس في ممارسة الرياضة، كان ذلك أفضل.
وقالت الدراسة إن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة باعتدال لمدة 20 دقيقة في اليوم، خلال خمسة أيام في الأسبوع، لديهم معدل أقل بنسبة 16% من أعراض الاكتئاب، وخطر أقل بنسبة 43% من الإصابة بالاكتئاب الشديد مقارنة بمن لم يمارسوا الرياضة.
كما أفادت الدراسة أن أولئك الذين مارسوا الرياضة لمدة ساعتين في اليوم هم الأكثر استفادة، مع انخفاض بنسبة 23% في أعراض الاكتئاب وانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب الشديد بنسبة 49%.
رصدت الدراسة أن المعدل الإجمالي للاكتئاب للمجموعة بأكملها قد ارتفع على مدار 10 سنوات، من متوسط 8% إلى 12%، بينما زاد استخدام مضادات الاكتئاب من حوالي 6% إلى 10%، نتيجة لانخفاض معدلات ممارسة الرياضة بنسبة 10% للمجموعة على مدار فترة الدراسة.
دراسات سابقة
قال إيمون ليرد إن نتائج الدراسة لم تكن مفاجئة، مشيرًا إلى الأبحاث السابقة المكثفة التي تظهر ارتباطًا قويًا بين التمارين الرياضية والحد من الاكتئاب.
وجدت دراسة تم العمل عليها في عام 2022 أن المشي السريع لمدة 2.5 ساعة فقط في الأسبوع يقلل من أعراض الاكتئاب بنسبة 25%، وأن القيام بنصف هذا المقدار يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 18%.
وفي دراسة أخرى تعود لفبراير الماضي، تم التأكيد على أن ممارسة الرياضة أكثر فاعلية بمقدار 1.5 مرة في تقليل التوتر والقلق وأعراض الاكتئاب الخفيفة إلى المتوسطة من الأدوية المضادة للاكتئاب أو العلاج السلوكي المعرفي.
قال الدكتور أندرو فريمان، المختص في أمراض القلب والأوعية الدموية: “إذا مزجت الرياضة مع تناول نظام غذائي نباتي أكثر، وتخلصت من التوتر، وحصلت على النوم الكافي، وعززت التواصل مع الآخرين، فهذه هي وصفتك السحرية التي تعمل كينبوع للشباب”.
هذا العارض يؤشر إلى الاكتئاب لدى كبار السن
لماذا يرتبط تعاطي الحشيش بالإصابة بالاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب؟