صحة

لماذا يصاحب الدوار واضطرابات التوازن الأخرى نوبات قلق غالبًا؟

يعاني الأشخاص الذين تم تشخيصهم بالإصابة بحالة صحية تؤثر على التوازن، مثل الدوار المزمن، من القلق غالبًا، وربما يصابون بنوبات الهلع أيضًا.

وفي حين أن هناك سبب يوضح لم تسبب اضطرابات التوازن هذا النوع من القلق، يتعيّن على المريض فهم العلاقة بينهما، مما يسهّل عليه إدارة الحالة؛ لعيش حياة طبيعية.

سبب الارتباط بين الدوار والقلق

يوضح الأطباء أن تجربة الدوار أو اختلال التوازن العام تهيئ المصاب للشعور بالقلق الشديد والذعر.

عندما يختبر الشخص اختلال التوازن للمرة الأولى، يشعر تلقائيًا بالخوف؛ لأنه لا يعرف ماهيته أو سبب حدوثه، فيصبح عرضة للقلق.

لفهم ذلك، تخيل أنك تسير بطريق ما مستمتعًا بيومك، وفجأة يبدأ العالم بالدوران حولك بعنف، فتسقط على الأرض فورًا، وتصبح غير قادر على الوقوف أو التحرك، ثم تشغر بالعثيان.

يدخل الدماغ في حالة صدمة نتيجة هذه الأعراض، وربما يعتقد أنك ربما تكون قد تعرضت للتسمم ويريدك أن تتقيأ لإخراج السم، لكن مع عدم وجود سم فالقيء لا يريح.

بينما يختبر الإنسان تلك الأعراض يمر الوقت ببطء، وبعد أن تنتهي يدخل في حالة من الإرهاق والخوف، الذي يتحوّل إلى قلق مستمر.

العلاقة بين التوازن والقلق

قد يكون الخوف هو الدافع الأساسي للقلق والذعر لمعظم مرضى “التهاب العصب الدهليزي”، الذي يسبب نوبات دوار شديدة، ولكن هناك أيضًا عوامل أخرى، والتي قد يكون من الصعب السيطرة عليها.

في معظم الحالات، تكون الدوخة والدوار مخيفين للغاية لأنهما يزعجان إحساس الشخص بالمساحة من حوله.

يعتبر معظمنا إحساسنا بالتوازن أمرًا مفروغًا منه لأنه لا يتعين علينا أبدًا التفكير في الأمر حتى يحدث خطأ ما، لكن في جميع الأوقات، تعمل الأذن الداخلية والمفاصل والعضلات والعينين على تغذية دماغنا باستمرار بالمعلومات التي يحتاجها للحفاظ على التوازن.

لا يؤدي الدوخة والدوار إلى تعطيل هذا التدفق المهم للمعلومات فحسب، بل يشوهانه ببيانات غير صحيحة، مما يجعل من المستحيل على المصابين اتخاذ قرارات بشأن بيئتهم بأي درجة من الثقة، فتكون النتيجة هي الشعور بالقلق والذعر.

كيف تسيطر على القلق الناتج عن مشكلات الأذن الداخلية؟

نظرًا لأن التوازن والقلق متشابكتان بشكل وثيق، إذا كنت تعمل على السيطرة على قلقك، فيجب أن تتحسن شدة الدوخة والدوار والأعراض الأخرى أيضًا.

وتعتبر الاستشارة الطبية أو العلاج النفسي أهم ما يمكن أن يساعدك في تقليل قلقك من خلال معالجة المشكلات الأساسية التي تسببه في المقام الأول، وتعلم استراتيجيات التأقلم الصحية الأخرى للتعامل بشكل أفضل مع محنة العيش مع اضطراب التوازن.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن اتباع بعض الإستراتيجيات التي يمكن أن تحسّن حالتك، والتي تشمل:

التأمل

ينصح الأطباء مرضى اضطرابات التوازن بممارسة التأمل بشكل يومي لتقليل القلق، والذي له تأثير إيجابي عميق على جودة الحياة على كل المستويات.

تقنيات الاسترخاء

هناك العديد من تقنيات الاسترخاء المختلفة التي يمكن أن تساعد في التعامل مع القلق والذعر الحاد في منتصف لحظة صعبة، وكذلك تقليل مستويات القلق بشكل عام، مثل استرخاء العضلات وتقنيات التنفس.

التخطيط

عندما تعيش مع اضطراب التوازن، يبدأ الخوف من احتمالات الإصابة بنوبة دوار في التأثير تقريبًا على جميع الخيارات التي تتخذها، ولكن إذا قضيت بعض الوقت في التفكير في كل نتيجة محتملة والتخطيط لكل حالة طارئة، فلا يجب أن يكون الخوف هو العامل الحاسم في قراراتك.

ممارسة الرياضة

التمارين الرياضية هي وسيلة قوية أخرى للمساعدة في إدارة قلقك وليس من الضروري أن تكون مكثفة لتمنحك الفوائد، حيث القليل من المشي يكفي لإفراز المواد الكيميائية المضادة للتوتر التي تشعرك بالراحة في دماغك، مثل الدوبامين والإندورفين.

تحسين جودة النوم

تساعد ليلة النوم الجيدة في تقليل مستويات القلق بشكل عام، وهو أمر فعال أيضًا في السيطرة على بعض الأمراض مثل “اضطراب العصب الدهليزي”.

ما هو اضطراب القلق.. وكيف يمكن التغلب عليه؟

هل هناك فرق بين نوبة الهلع ونوبة القلق؟

لماذا يصيب القلق غالبية النساء قبل الدورة الشهية؟