في حين أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تبهرنا بطفرات التقدم التي تشهدها يومًا تلو الآخر، إلا أنها لا تخلو من لحظات فاشلة نتيجة للتفسير الخاطئ لبعض المدخلات والمعطيات.
هذه الإخفاقات المرحة تُظهر لنا أن هذه الأنظمة ربما لا تزال بعيدة عن هضم ثقافتنا بأكملها في وقت قليل، وهو ما يتضح في مشروعات مشوهة وغير مفهومة حول “الكروشيه” أُنتجت من خلال هذه البرامج.
أوضحت التجارب أن ChatGPT وهو نظام ذكاء اصطناعي لتعلم اللغات متاح للجمهور، لم يكن قادرًا على استيعاب أشياء مثل أنماط الكروشيه والحياكة، على الرغم أنها تدخل ضمن نطاق اللغة والتي تفترض نظريًا أن يكون البرنامج قادرًا على صياغتها.
ومن خلال تجارب لبعض الحرفيين الفضوليين لاستخدام البرنامج في هذا الشأن، حقق الذكاء الاصطناعي نتائج سخيفة، على النحو التالي:
الاختبار الأول: الموزة
هذا الاختبار بسيط جدًا وتم تكراره في أنماط عديدة من خلال الإنترنت، ولكن تشات جي بي تي لم يقترب حتى من إنتاج نمط شبيه بالموزة.
وما نتج عن اتباع تعليمات البرنامج كان شكلًا غير واضح المعالم، في حين أنه يستطيع أن يتعرف على بعض المصطلحات المستخدمة في هذا السياق مثل “الغرزة” وبعض مشروعات الكروشيه ثلاثية الأبعاد مثل الدائرة.
ولكن بمجرد أن يتم البدء في تنفيذ التعليمات ببعض الغرز الشائعة، يتحول الأمر إلى شيء لا معنى له كما توضح الصورة.
الاختبار الثاني: مخلوق صغير
في محاولة أخرى بعيدة عن الموز، حاول المستكشفون استيضاح ما الذي من الممكن أن ينتج عن بعض المدخلات للبرنامج التي تتضمن كلمات مثل مخلوق أو غريب.
وكل ما تمكن البرنامج من فعله هو إعطاء تعليمات نتج عنها عدة أشكال هندسية مثل كرة وساقان أنبوبيتان وأذنان في شكل غير مفهوم، تاركًا مهمة ترتيبها على منشيء المحتوى.
الاختبار الثالث: أنتاركتيكا
في هذه التجربة تم اختبار قدرة البرنامج على إنتاج نموذج كروشيه يشبه القارة القطبية، بما تمتلكه من مناظر طبيعية جليدية، وهذه هي الصورة النمطية المتعارف عليها.
كانت تعليمات البرنامج تسير بشكل طبيعي حتى بدأت الغرز في أخذ منحنى آخر من خلال تعليمات لإنشاء غُرز أدت إلى تكوين شكل يشبه الشعاب المرجانية، وهو ما دفع الحرفيون لوقف التجربة.
وعندما تم عرض هذا المنتج النهائي على بعض الأشخاص لتخمين ما قد يُشير إليه، كانت الإجابات تنحصر ما بين عقل بشري أو لوفة.
الاختبار الرابع: برج العرب
اعتقد القائمون على التجربة أن إعطاء مدخلات لشيء مميز وشهير مثل برج العرب في دبي قد يكون من السهل على تشات جي بي تي إعطاء تعليمات واضحة لتنفيذه، وعلى الأقل لن تكون النتيجة تشبه الكرة كما حدث مع الموزة.
ولكن المفاجأة أن المنتج النهائي كان بالفعل كرة!، وعلى الرغم أن المدخلات في هذه التجربة كانت واضحة في كلمات “برج العرب في دبي” و”شراع” و”هندسة معمارية” إلا أن البرنامج أخذها إلى اتجاه مختلف تمامًا.
الاختبار الخامس: برج خليفة
حاول القائمون على التجربة إعادة التجربة ولكن مع برج آخر اعتقدوا أنه سيكسر عادة ChatGPT في جعل كل شيء على هيئة كرة، وكان برج خليفة بمظهره الطويل والممتد لأعلى أنسب اختيار لذلك.
ومن المؤسف أن هذه التجربة أيضًا لم تؤتِ ثمارها، فكانت النتيجة عبارة عن شكل أسطواني ذو نهاية مدببة، في شكل أبعد ما يكون عن برج خليفة.
قلق الذكاء الاصطناعي.. مستقبل البشر محفوف بالمخاطر!
لماذا سيخسر الذكاء الاصطناعي حرب الإبداع أمام الذكاء البشري؟