ذهب خبراء في التقنية إلى أن مخاطر الذكاء الاصطناعي تتخطى التزييف وعدم مراعاة الدقة في نشر المعلومات، وحتى التهديد بإلغاء نسبة كبير من الوظائف التي يقوم بها الناس، وتوقعوا أنه سيؤثر على حياة الجنس البشري بالكامل، إذا لم يتم السيطرة عليه.
خطورة الذكاء الاصطناعي تساوي الحروب النووية!
وقّع عشرات الخبراء على بيان، يطالب بفتح نقاش حول مخاطر الذكاء الاصطناعي ووضع حلول للحد من تهديدات انتشاره وتطوّره المتسارع، من بينهم سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI” التش أنشأت روبوت الدردشة “ChatGPT”، وديميس هاسابيس، الرئيس التنفيذي لشركة “Google DeepMind”.
وذكر البيان أن “التخفيف من خطر الانقراض الناتج عن الذكاء الاصطناعي، يجب أن يحتل أولوية عالمية إلى جانب المخاطر الأخرى على مستوى المجتمع مثل الأوبئة والحرب النووية”.
كما دعم جيفري هينتون، الأستاذ بجامعة نيويورك وأحد رواد هذا المجال، تلك الدعوة، وهو الذي أصدر تحذيرات مماثلة بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي الفائق.
ولا تعد تلك الدعوة هي الأولى من نوعها، فقد كثّفت التغطيات الإعلامية، منذ مارس الماضي، تناولها لـ “التهديد الوجودي المحتمل” بسبب الذكاء الاصطناعي.
كما وقّع الرئيس التنفيذي لشركة “Tesla” ومالك “Twitter”، إيلون ماسك، على خطاب يحثّ على وقف تطوير الجيل التالي من تقنية الذكاء الاصطناعي، محذّرًا من أن “تطوير عقول غير بشرية، من المحتمل أن تفوق عددنا وتتفوّق علينا في الذكاء، قد يجعلها تحل محلنا”.
هل هذا التحذير مبالغ فيه؟
يعتقد العديد من الخبراء الآخرين أن مخاوف قضاء الذكاء الاصطناعي على البشرية غير واقعية، وتشتت الانتباه عن قضايا تمثّل مشكلة في الوقت الحالي، مثل “التحيّز”.
قال عالم الكمبيوتر بجامعة برينستون، آرفيند نارايانان، إن “سيناريوهات الكوارث الشبيهة بالخيال العلمي غير واقعية”، مضيفًا: “الذكاء الاصطناعي الحالي ليس قريبا من القدرة الكافية على تحقيق مثل هذه المخاطر، وبناء على ذلك فإنها تصرف الانتباه بعيدًا عن أضرار الذكاء الاصطناعي على المدى القريب”.
مخاطر وتهديدات الذكاء الاصطناعي المحتملة
حذّر ألتمان في وقت سابق، من التأثير الذي قد يُحدثه الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد، والذي يشمل احتمال أن تحل هذه التقنية محل الإنسان في بعض الوظائف، ما قد يؤدي إلى تسريح العمالة في مجالات معينة.
كما عبّر ألتمان للمشرعين الأمريكيين عن قلقه بشأن التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على الديمقراطية، وكيف يمكن استخدامه لإرسال معلومات مضللة أثناء الانتخابات.
وكانت شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي “OpenAI” قد كشفت، في وقت سابق، عن تحديث روبوت الدردشة “ChatGPT-4″، ليصبح قادرًا على إنشاء وتحرير النصوص، وأداء مهام الكتابة الإبداعية والتقنية، مثل تأليف الأغاني أو كتابة سيناريوهات أو تعلم أسلوب كتابة المستخدم، كما أنه متعدد الوسائط، فيمكنه فهم الصور وإخراج النص بناء على الصور.
وقدّر تقرير نشرته مجموعة “غولدمان ساكس” في مارس 2023، أن الذكاء الاصطناعي القادر على توليد وكتابة المحتوى يمكنه القيام بربع العمل الذي يقوم به البشر حاليًا.
ويشير التقرير أن 300 مليون وظيفة سيتم الاستغناء عنها في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بسبب الأتمتة.
وعلى الرغم من هذا التطور الكبير، فلا تزال هناك أشياء لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بها، فالمهام التي تنطوي على صفات بشرية مميزة، مثل الذكاء العاطفي والتفكير خارج الصندوق لن يتم المساس بها في الوقت الحالي.
أكبر الأخطاء المالية التي يمكن أن تغير مستقبلك.. كيف تنجح في تلافيها؟
بعد فوز أردوغان بولاية جديدة.. ما الذي ينتظر الاقتصاد التركي؟
كيف سيتصرف أردوغان مع القضايا العالقة بعد فوزه بالانتخابات في تركيا؟