يعد تغيّر الصوت وتراجع شدّته أحد آثار الشيخوخة، حيث يصاحب تقدّم العمر تراجعًا في طبقاته العليا، ويصبح مختلفًا عمّا كان عليه خلال معظم مراحل الحياة، ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكن أن تساعد في إبقائه في حالة جيدة.
كيف تنتج حناجرنا الصوت؟
الحبال الصوتية هي المسؤولة عن إصدار الصوت، وهي تقع في الحنجرة، أحد أجزاء الجهاز التنفسي الذي يسمح للهواء بالمرور من الحلق إلى الرئتين.
يتسبب خروج الهواء من الرئتين عبر الحنجرة في اهتزاز الحبال الصوتية، مما ينتج عنه صوت .
تتكون الحبال الصوتية من ثلاثة أجزاء رئيسية، وهي العضلة الصوتية، والرباط الصوتي، والغشاء المخاطي، كما أن هناك ما يقرب من 17 عضلة أخرى في الحنجرة يمكنها تغيير موضع الحبل الصوتي والتوتر، والذي ينتج عليه تغيير الصوت الصادر.
يبلغ طول الحبال الصوتية حوالي 16 ملم عند الرجال، و10 ملم عند النساء، ولأنها أرق وأقصر لدى الإناث يمتلكن أصواتًا أعلى من الذكور.
لماذا يتغير الصوت مع تقدّم العمر؟
تبدأ الحنجرة في زيادة محتواها من المعادن مع تقدمنا في السن، مما يجعلها أكثر صلابة، وتصبح مشابهة للعظام أكثر من الغضاريف.
يمكن أن يبدأ هذا التغيير في وقت مبكر من الثلاثينيات من العمر، خاصة عند الرجال، وهو ما يجعل الحبال الصوتية أقل مرونة.
ومع التقدم في العمر، تضعف العضلات التي تسمح للأحبال الصوتية بالتحرك، كما تفقد الأربطة والأنسجة التي تدعم الحبال الصوتية المرونة.
بالإضافة إلى ما سبق، يحدث أيضًا انخفاض في وظيفة العضلات الرئوية، مما يقلل من قوة الهواء المنبعث من الرئتين لإصدار الصوت، فضلًا عن تراجع عدد الغدد التي تنتج المخاط الواقي، إلى جانب انخفاض القدرة على التحكم في الحنجرة .
عادات سيئة تؤثر سلبًا على الصوت
تتقدم الحبال الصوتية في العمر بنفس المعدل تقريبًا عند معظم الناس، ولكن هناك العديد من العوامل نمط الحياة يمكن أن تزيد من خطر إلحاق الضرر بها.
ويبرز التدخين كأحد أبرز العوامل التي تؤثر سلبًا على الصوت؛ لأنه يسبب التهابًا موضعيًا، ويمكن أن يجفّف الأسطح المخاطية، مما قد يؤدي إلى إتلاف الحبال الصوتية وتغيير الصوت، والمشروبات الكحولية نفس التأثير تقريبًا.
من ناحية أخرى، يمكن لبعض الأدوية تغيير الصوت، مثل أجهزة الاستنشاق بالستيرويد المستخدمة في التهاب الحنجرة.
الإفراط في الاستخدام هو أحد العوامل أيضًا، والذي يظهر عادةً في المطربين وغيرهم من الأشخاص الذين يستخدمون أصواتهم كثيرًا أثناء العمل، مثل المعلمين ومدربي اللياقة البدنية.
كيف يمكن إبطاء تأثير الشيخوخة السلبي على الصوت؟
يمكن للغناء أو القراءة بصوت عالٍ يوميًا أن يمنح الأحبال الصوتية تمرينًا كافيًا لإبطاء تراجعها.
ومن المهم أيضًا الاعتناء بالأحبال الصوتية، حيث يمكن أن يساعد الحفاظ على رطوبة الجسم والحد من تناول الكحول والتبغ في منع ارتفاع معدلات التدهور والضرر.
يذكر أنه في الحالات القصوى من أمراض الحبال الصوتية، يلزم إجراء جراحة لتصريف السوائل، ولكن لدى معظم المرضى، تكون الراحة وتجنب المهيجات، مثل التدخين والكحول، إجراءات مفيدة.
هل تريد أن تصبح من الأثرياء؟.. إليك نصائح مليونير عصامي
إحداها تستغرق 3 سنوات.. هذا ما ستكون عليه الرحلات البحرية في المستقبل